الإثنين 25 مارس / مارس 2024

الرئيس "متهَم" بارتكاب "إبادة جماعية".. وفاة نصف مليون برازيلي بكورونا

الرئيس "متهَم" بارتكاب "إبادة جماعية".. وفاة نصف مليون برازيلي بكورونا

Changed

تظاهر آلاف في الشوارع بجميع أنحاء البرازيل السبت للاحتجاج على طريقة تصدي الرئيس جايير بولسونارو للجائحة
تظاهر آلاف في الشوارع بجميع أنحاء البرازيل السبت للاحتجاج على طريقة تصدي الرئيس جايير بولسونارو للجائحة (غيتي)
سجّلت البرازيل أكثر من نصف مليون حالة وفاة بسبب فيروس كورونا بينها 2301 خلال الساعات الـ24 المنصرمة، الأمر الذي أشعل فتيل الاحتجاجات ضد إدارة بولسونارو .

أضحت البرازيل السبت ثاني دولة في العالم بعد الولايات المتحدة تتخطّى عتبة خمسمئة ألف وفاة بكوفيد-19، وهي تُسجّل في الآونة الأخيرة ارتفاعًا في عدد الوفيات اليوميّة، ما يؤكّد أنّ موجة ثالثة من الفيروس باتت وشيكة.

واستنادًا إلى أحدث تقارير وزارة الصحّة، سجّلت البلاد 500,800 وفاة، بينها 2301 خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، وهي أرقام يعتبر كثير من علماء الأوبئة أنّها أقلّ من العدد الفعلي.

وخلال هذا الأسبوع، ارتفع المتوسّط الأسبوعي للوفيات اليوميّة إلى أكثر من 2000، للمرّة الأولى منذ 10 مايو/أيار. كما أحصت البلاد البالغ عدد سكّانها 212 مليون نسمة، 82288 إصابة جديدة يوم أمس السبت وحده، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 17,883,750. 

وقالت عالمة الأوبئة في جامعة إسبيريتو سانتو إيتيل ماسييل لوكالة فرانس برس: إن "الموجة الثالثة في طور الوصول، لكنّ التطعيم الذي يُمكن أن يحدِث فارقًا، لا يزال بطيئًا جدًا، ولا يبدو أن السلطات تريد اتخاذ إجراءات جديدة". 

وسط ذلك، يبدو أنّ الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في المدن البرازيلية الكبرى، إذ فتحت المطاعم والحانات والمتاجر أبوابها ويجول أشخاص كثر في الشوارع بلا كمامات. 

ورغم ذلك، يبقى الوضع الصحي حرجًا في 19 من أصل الولايات البرازيليّة الـ27، مع إشغال أكثر مِن 80% من أسرّة العناية المركزة، بينما تصل النسبة إلى 90% في ثماني ولايات.

وقال المتخصص في الصحة العامة والأستاذ في جامعة ساو باولو ألكسندر دا سيلفا: "لدينا انطباع بأننا لم نخرج أبدًا من الموجة الأولى. يبدو أن الوباء في البرازيل يتصرف مثل عدّاء ماراثون".

تظاهرات واحتجاجات ضد بولسونارو

ووصلت مؤخرًا شحنات عدة كبيرة من اللقاحات إلى البرازيل، ولا سيما من شركة فايزر، وبالتالي تمكنت بعض المدن من تسريع حملات التطعيم، ولا سيما ريو وساو باولو، الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد.

وتواجه الحكومة انتقادات شديدة لإهدارها فرصًا سابقة لشراء اللقاحات. وقالت شركة فايزر لصناعة الأدوية إنها لم تتلق أي رد على العروض المبكرة لبيع اللقاحات للحكومة بين أغسطس/ آب ونوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.

وتظاهر آلاف في الشوارع بجميع أنحاء البرازيل يوم السبت للاحتجاج على طريقة تصدي الرئيس جايير بولسونارو للجائحة، واتهموه بالتأخر في شراء اللقاح والتشكيك في ضرورة استخدام الكمامات.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن احتجاجات نُظمت في كل الولايات الست والعشرين وفي العاصمة برازيليا. ووصف العديد من المتظاهرين وفاة 500 ألف فرد بأنه نوع من "الإبادة الجماعية" ارتكبتها الحكومة البرازيلية بحق شعبها. ورفع محتج لافتة في ساو باولو تقول: "يوجد نصف مليون سبب للإطاحة ببولسونارو".

الشتاء القادم

وكان استطلاع للرأي أظهر في الشهر الماضي تراجع شعبية الرئيس إلى أدنى مستوياتها عند 24%.

وفُرضت على بولسونارو قبل أسبوع غرامة قدرها نحو 108 دولارات لمشاركته من دون وضع كمامة أو اتّخاذ إجراءات وقائيّة في تجمّع لراكبي درّاجات ناريّة في ولاية ساو باولو.

وكتب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الرئيس اليساري السابق (2003-2010) والمرشح المحتمل في الانتخابات المقبلة، على تويتر: "500 ألف متوفى بمرض يوجد له لقاح، في بلد كان مرجعًا عالميًا لناحية التطعيم. هذا له اسم، وهو إبادة جماعية. تضامني مع الشعب البرازيلي". 

وأفادت المعطيات الرسمية بأن 29% من السكان تلقوا جرعة واحدة من اللقاح فيما لم تتجاوز نسبة الذين تلقحوا تمامًا 11,36%.

وأورد آخِر تقرير أسبوعي لمؤسسة "فيوكروز" المرجعية على صعيد الابحاث الطبية أن البرازيل تشهد وضعا "حرجًا" مع "سقف مرتفع من الوفيات، واحتمال تدهور الوضع في الأسابيع المقبلة مع حلول الشتاء في النصف الجنوبي من الكرة الارضية.

لكن وزير الصحة قال في تغريدة له أمس السبت إنه يعمل "من دون هوادة لتلقيح جميع البرازيليين في أسرع وقت وتغيير هذا السيناريو الذي نعانيه منذ أكثر من عام".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close