الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

"العربي" يوثّق عمالة الأطفال في لبنان.. تصريف عملات وزراعة حشيشة وغيرها

"العربي" يوثّق عمالة الأطفال في لبنان.. تصريف عملات وزراعة حشيشة وغيرها

Changed

تظهر عمالة الأطفال حينًا وتختبئ حينًا آخر، حتى أصبحت مؤخّرًا آفة منتشرة بكثرة في المجتمع اللبناني، واضعة مصير القاصرين بين مطرقة الفقر وسندان تقصير الدولة.

تُعتبَر عمالة الأطفال في لبنان أزمة قديمة جديدة تتحوّر موسميًا بحسب الظروف الاقتصادية الخارجة عن السيطرة.

تظهر عمالة الأطفال حينًا وتختبئ حينًا آخر، حتى أصبحت مؤخّرًا آفة منتشرة بكثرة وأرخت بثقلها على المجتمع اللبناني.

وقد ألقت هذه الظاهرة بشباكها على مستقبل أطفال وقاصرين واضعة مصيرهم بين مطرقة الفقر وسندان تقصير الدولة.

أعداد "مأساوية" للأطفال العاملين في لبنان

وسط غياب شبه تام لدراسات تُظهِر الأرقام الدقيقة لعمالة الأطفال والقاصرين، إلا أنّ هناك بعض الدراسات التي أجريت في السنوات السابقة تعطي فكرة عن هذه الأعداد المأساوية.

فقد بيّن مسح شامل للأطفال العاملين في لبنان أجرته إدارة الإحصاء المركزي في عام 2019 أنّ 34000 طفل لبناني يعملون في مختلف المجالات من كهرباء وميكانيك وزراعة وقطاعات غير منظمة.

كما أظهر المسح وجود 1500 طفل عامل في الشوارع على طول الساحل اللبناني في عينات عشوائية، في حين أنّ 5000 من الأطفال العاملين في القطاع الزراعي في عكار والبقاع هم من الجنسية السورية.

تجّار يستغلّون الموقف على حساب الأطفال

ولعلّ المفارقة اللافتة تتمثّل في كيفية "استغلال" التجار للأزمات المتفاقمة، والمستحدَثة في لبنان، على حساب الأطفال، من خلال استخدامهم لتحقيق بعض المكاسب، عبر الخروج على القوانين.

ويبرز دور الأطفال مثلاً على مستوى إحدى الأزمات المستجدّة حاليًا في لبنان، وهي لبنان أزمة انقطاع المحروقات، حيث ابتكر التجّار أسلوبًا جديدًا للربح على حساب الأطفال، مستغلّين الوضع الاقتصادي المتردّي لأهلهم الذين بدورهم رضخوا للأمر ولو على مضض.

وقد أظهرت كاميرا "العربي" عددًا من الأطفال يبيعون المحروقات فيما يصلح وصفه بـ"السوق السوداء"، بأسعارٍ أعلى من تلك المُعتمَدة رسميًا، وبرقابة وإشراف الراشدين، الذين واجه "العربي" أحدهم، فبرّر الأمر بأنّ الطفل "يعمل بعرق جبينه ليكسب قوت يومه".

أطفال يصرّفون العملات الأجنبية

ولا يقتصر استغلال الأطفال على أزمة انقطاع المحروقات، بل يصل إلى الانهيار المالي للعملة الوطنية في مقابل التحليق "الجنوني" للدولار.

ففي وقتٍ يُحظَر تصريف العملات إلا من خلال مراكز متخصّصة ومحدّدة، حصل "العربي" على معلومات موثّقة بعد عمليات بحثٍ وتقصٍّ عن وجود قاصرين يقومون بتصريف العملات الأجنبية في شارع عام ومعروف.

وبالفعل، توجّه فريق "العربي" إلى المكان، ليوثّق استخدام قاصرين في وضح النهار ومنطقة تعجّ بالناس والسياح، لتصريف العملات، في عملية "ماكرة" تهدف لتشتيت انتباه القوات الأمنية.

زراعة حشيشة الكيف

وفي زراعة الممنوعات، يُستخدَم الأطفال في لبنان أيضًا، في ظاهرة لا تقلّ خطورة عن كلّ ما سبق.

فبعد البحث والمتابعة، تلقى "العربي" معلومات عن عمالة عمالة أطفال وقاصرين في سهل لزراعة حشيشة الكيف، فسارعنا إلى المكان للتأكد من المعلومات وتوثيقها.

وخلال رحلة عبر طرقات زراعية إلى المكان المقصود، صادف طاقم "العربي" شاحنة محمّلة بالأولاد مع بعض الراشدين، فقرّر تتبّعهم عن بُعد.

وما هي إلا دقائق حتى وصل فريق "العربي" إلى سهل يعجّ بالأولاد يعملون في حقل لحشيشة الكيف، وبالفعل تحدّث إلى بعضهم.

لكن ما هي إلا دقائق، قبل أن يتمّ رصدنا من قبل صاحب الأرض، فتمّ تهديدنا وطردنا من المكان، بعد توثيق جانب خطير آخر من ظاهرة عمالة الأطفال في لبنان.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close