الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

أزمة كورونا تتفاقم.. التونسيون محرومون من الأكسجين

أزمة كورونا تتفاقم.. التونسيون محرومون من الأكسجين

Changed

تونسيون يزورون قبور أفراد من عائلاتهم قضوا نتيجة كورونا
تونسيون يزورون قبور أفراد من عائلاتهم قضوا نتيجة كورونا (غيتي)
ارتفعت أسعار الأكسجين بشكل كبير نتيجة الأزمة الوبائية في تونس، لكن الحصول على هذه المادة غير مضمون حتى لمن يملك ثمنها.

تعيش تونس وضعًا وبائيًا حرجًا بسبب ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، وهو ما أدى إلى أزمة في أسطوانات الأكسجين بسبب ارتفاع الطلب عليها، لتغطية حاجات المرضى.

وارتفعت أسعار الأكسجين بشكل كبير نتيجة الأزمة، لكن الحصول على هذه المادة غير مضمون حتى لمن يملك ثمنها.

ويشرح المدير التقني في شركة لتوزيع أسطوانات الأكسجين محمد حسن عوض بلحسن، في حديث إلى "العربي"، أن الطلب على أسطوانات الأكسجين يفوق المئات، بينما لم تعد الشركة تمتلك أيا منها.

وتُساعد بعض الجمعيات على تخفيف وطأة الأزمة، بالتنسيق مع التونسيين في المهجر؛ حيث تمكنت جمعية "تونسيو الضفتين" من توفير المئات من عبوات الأكسجين وتوزيعها على المستشفيات وجمعيات أخرى.

ويوضح أرسلان غربال، رئيس الجمعية، في حديث إلى "العربي"، أن الجمعية تمكّنت من تأمين 100 جهاز تنفسي يجري توزيعها على كافة الولايات في الجمهورية.

وتضاعف استهلاك التونسيين للأكسجين خلال الموجة الرابعة من الجائحة خمسة أضعاف، وفقًا لوزارة الصحة، بحيث ارتفع هذا العدد من 25 ألف لتر إلى 125 ألف لتر يوميًا.

وأشار وزير الصحة فوزي المهدي إلى أن القدرة الإنتاجية لتونس على مستوى الأكسجين هي بحدود 100 ألف لتر يوميًا، في حين أن الاستهلاك بلغ 180 ألف لتر يوميًا.

وأضاف أن خلية الأزمة تعمل على تدارك النقص في الأكسجين وضمان حسن توزيع الكميات المتوفرة.

تدفّق المساعدات

وإزاء هذا الوضع المأزوم، لم تستطع المساعدات التي تلقّتها تونس من تخفيف وطأة الأزمة، وازدهرت، بالتالي، سوق المضاربة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار إيجار أسطوانات الأكسجين أو شرائها.

ويوضح مراسل "العربي" في تونس أن المساعدات الدولية تصل إلى تونس تباعًا، بينها مليون و800 ألف جرعة لقاح مضادة للفيروس، وتجهيزات طبية ومعدات تزويد بالأكسيجين وأسرة طبية، من قطر وتركيا والسعودية والإمارات ومصر الجزائر وموريتانيا، فيما تعهّدت فرنسا والصين والولايات المتحدة بالمساعدة.

وبدأت السلطات الصحية بتسريع عملية التلقيح، بعد الاتهامات التي طالتها حول غياب استراتيجية للتصدّي للجائحة.

وكشف وزير الصحة أن بلاده حصلت على 4 ملايين و327 ألف جرعة من اللقاح، إضافة إلى عدد مهم من أسرة العناية المركزية، والأكسجين والتجهيزات الطبية.

وأشار إلى أن الصيدليات والمؤسسات الاستشفائية ستُشارك في عملية التلقيح.

وسجّلت تونس، الأربعاء، 194 وفاة جديدة بالفيروس، و8213 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية. فيما لم تشمل عملية التلقيح حتى الأحد سوى مليونين و206 آلاف و980 شخصًا، من أصل 11 مليونًا و700 ألف نسمة.

تناقضات في الاستراتيجية

في السياق نفسه، أعلنت منظمة الصّحة العالمية أن تونس تسجّل أعلى حصيلة وفيات بـ"كورونا" في كل من المنطقة العربية والقارة الإفريقية.

ورغم خطورة الموجة الوبائية، قرّر ولاة تونس في إقليم تونس الكبرى، فتح المساجد والجوامع لإقامة الصلوات مع الالتزام بتطبيق البروتكول الصحي.

وحدّد ولاة تونس، إثر اجتماع اللجنة الإقليمية لولايات منوبة وتونس وبن عروس وأريانة، طاقة الاستيعاب بنسبة 50%، مع تعليق صلاتي الجمعة والعيد إلى إشعار آخر واحترام حظر التجول.

إلى ذلك، رجّح عضو اللجنة العلمية التونسية لمواجهة كورونا الهاشمي الوزير أن تسيطر البلاد على الوباء، بحلول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وأوضح الوزير أن حوالي 45% من التونسيين "اكتسبوا مناعة طبيعية ضد الفيروس"، فيما سيتم تطعيم 5 ملايين شخص بحلول نهاية سبتمبر/أيلول.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close