الإثنين 25 مارس / مارس 2024

فيضانات الموت في ألمانيا.. أسوأ كارثة طبيعية منذ الحرب العالمية الثانية

فيضانات الموت في ألمانيا.. أسوأ كارثة طبيعية منذ الحرب العالمية الثانية

Changed

حوّلت الفيضانات شوارع مدن غرب ألمانيا إلى ساحة خراب
حوّلت الفيضانات شوارع مدن غرب ألمانيا إلى ساحة خراب (غيتي)
وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ما تشهده ألمانيا بـ"يوم خوف، يوم قلق، يوم يأس"، مبدية خشيتها "من عدم معرفة الحجم الحقيقي للكارثة إلا في الأيام المقبلة".

تعمل فرق الطوارئ الألمانية على البحث عن مفقودين، بعد أسوأ فيضانات تشهدها البلاد، تسببت بمقتل 81 شخصًا على الأقل، وفق التقديرات الأولية.

وتشهد ألمانيا أسوأ كارثة طبيعية منذ الحرب العالمية الثانية؛ حيث ضربت الفيضانات المفاجئة أجزاء من ولايتي راينلاند- بالاتينات (غرب)، وشمال الراين-وستفاليا (شمال غرب)، وهما أكثر الولايات الألمانية اكتظاظًا بالسكان.

وتحوّلت الشوارع إلى أنهار، فيما انهارت المنازل. ولا تزال بعض المدن مقطوعة عن باقي البلاد بسبب غرق الطرق وتدمير الجسور.

ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تقوم بزيارة وداعية الى البيت الأبيض، ما تشهده ألمانيا بـ"يوم خوف، يوم قلق، يوم يأس"، مبدية خشيتها "من عدم القدرة على معرفة الحجم الحقيقي للكارثة إلا في الأيام المقبلة".

ووعدت المستشارة بأن تقدّم حكومتها المساعدة للمتضررين من أجل "إعادة الإعمار"، مؤكّدة لهم أنّهم "ليسوا وحدهم".

فيضانات الموت

وعنونت صحيفة "بيلد" اليومية، الأكثر قراءة في ألمانيا، صفحتها الأولى "فيضانات الموت"، بعد هطول أمطار غزيرة في مناطق عدة، تسببت بأضرار مادية وزرعت رعبًا بين السكان الذين فوجئوا بالفيضانات.

وأحصت بلجيكا المجاورة تسعة قتلى على الأقل، فيما تضرّرت لوكسمبورغ وهولندا بشدة جراء السيول، وقد أجلي الآلاف في مدينة ماستريخت.

لكن حصيلة القتلى في ألمانيا كانت الأعلى، وقد بلغت 81 قتيلًا، في حصيلة مرشّحة للارتفاع مع وجود أعداد كبيرة من الأشخاص في عداد المفقودين في ولايتي شمال الراين- وستفاليا وراينلاند بالاتينات، الأكثر تضررًا.

ويبدو المشهد في منطقة آرفايلر المدمرة في راينلاند بالاتينات، وكأن موجة تسونامي قد ضربت المدينة مع انهيار العديد من المنازل بشكل كامل. فيما أعلنت السلطات المحلية فقدان 1300 شخص، مرجّحة أن يكون هذا العدد الكبير ناجم عن فقدان الاتصال بالمواطنين مع تضرر شبكات الهاتف.

وفي أسكيرشن، إحدى البلدات الأكثر تضررًا في شمال البلاد، تأكد مقتل 20 شخصًا على الأقل. أما وسط المدينة، الذي عادة ما يكون نظيفًا، فيبدو ساحة خراب.

من جهته، قال وزير الداخلية الإقليمي روجر لوفنتز لإذاعة "إي دبليو آر": “نعتقد أنه ما زال هناك 40 أو 50 أو 60 شخصًا في عداد المفقودين، وعندما لا تعرف أي شيء عن أشخاص لفترة طويلة، عليك أن تخشى الأسوأ".

"كارثة" 

ومن المتوقّع أن يستمر هطول الأمطار في أجزاء من غرب البلاد، حيث يرتفع منسوب المياه في نهر الراين وروافده بشكل خطير.

ونشرت السلطات الألمانية حوالي ألف جندي للمساعدة في عمليات الإنقاذ، وإزالة الأنقاض في البلدات والقرى المتضررة.

وغرقت الشوارع والمنازل تحت المياه، كما انقلبت السيارات واقتُلعت الاشجار في كل المناطق والأحياء التي أتت عليها الفيضانات، فيما عُزلت بعض المناطق عن العالم الخارجي. أما في بلجيكا، فما زال أربعة أشخاص في عداد المفقودين، وانتشر الجيش في أربع مقاطعات من أصل 10 في البلاد للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإجلاء.

وقال رئيس فالونيا إليو دي روبو: إن نهر الموز "سيشكل خطرًا على لييج"، وهي مدينة مجاورة يقطنها 200 ألف شخص.

تغير المناخ في الحملات الانتخابية

وأعادت العواصف ظاهرة تغير المناخ إلى قلب الحملة الانتخابية في ألمانيا قبل الانتخابات المقررة في 26 سبتمبر/ أيلول، والتي ستنهي 16 عامًا من وجود ميركل في السلطة.

وقال وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر: إن ألمانيا "يجب أن تستعد بشكل أفضل" في المستقبل.

وأضاف: إن "هذا الطقس المتطرف هو نتيجة لتغير المناخ".

وقد سارع المرشحون إلى إثارة مسألة المناخ وإطلاق الوعود بشأن المناخ بعد الفيضانات.

ودعا رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت، المحافظ الذي سيخلف ميركل، إلى "تسريع" الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ، مشددًا على الصلة بين تغير المناخ والظواهر المناخية القصوى.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close