الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

بين العدد الفعلي والحصيلة الرسمية.. ما هي حقيقة وفيات كوفيد في الهند؟

بين العدد الفعلي والحصيلة الرسمية.. ما هي حقيقة وفيات كوفيد في الهند؟

Changed

كورونا في الهند
أحصت الهند رسميًا أكثر من 414 ألف وفاة جراء كوفيد-19 وهي ثالث أعلى حصيلة في العالم (غيتي)
كشفت دراسة أميركية أن "الحصيلة الحقيقية للوفيات تصل إلى الملايين، وليس فقط مئات الآلاف، ما يشكل أسوأ مأساة إنسانية في الهند منذ التقسيم والاستقلال".

كشفت دراسة أميركية اليوم الثلاثاء، أن العدد الفعلي للوفيات جرّاء كوفيد-19 في الهند قد يكون أعلى بعشر مرّات من الحصيلة المعلنة رسميًا، والتي بلغت حوالي 415 ألف حالة، ما يجعل من الوباء أسوأ مأساة إنسانية شهدها البلد الآسيوي منذ استقلاله.

ويحذّر خبراء في الوضع الصحي في الهند منذ وقت طويل من أن الحصيلة المعلنة أقلّ بكثير من العدد الفعلي للوفيات؛ في هذا البلد الذي يعدّ 1,3 مليار نسمة. 

لكن تقديرات مركز التنمية العالمية أعلى من كافة التقديرات المعلنة على الإطلاق، إذ تأخذ في الاعتبار الطفرة الوبائية المأساوية التي حصلت في أبريل/ نيسان ومايو/ أيار في الهند بسبب النسخة المتحوّرة "دلتا" الشديدة العدوى.

"تصل إلى الملايين"

تفيد الدراسة، التي تمتد منذ بدء تفشي الوباء العام الماضي وحتى يونيو/ حزيران من هذا العام، بأن بين 3,4 و4,7 ملايين شخص توفوا جراء فيروس كورونا في الهند في الفترة المذكورة.

ويؤكد الباحثون أن "الحصيلة الحقيقية للوفيات تصل على الأرجح إلى الملايين، وليس فقط مئات الآلاف، ما يشكل أسوأ مأساة إنسانية في الهند منذ التقسيم والاستقلال".

وبعد التقسيم بين الهند ذات الغالبية الهندوسية وباكستان ذات الغالبية المسلمة عام 1947، أسفرت أعمال عنف طائفية عن مئات آلاف القتلى، فيما يقول البعض: إن الحصيلة بلغت مليوني قتيل.

رسميًا، أحصت الهند أكثر من 414 ألف وفاة جراء كوفيد-19، وهي ثالث أعلى حصيلة في العالم بعد الولايات المتحدة (609 ألفًا) والبرازيل (542 ألفًا).

لكنّ الانتقاص من حصيلة الوفيات الرسمية في الهند لا يعود على الأرجح إلى إرادة متعمدة لإخفاء عدد الوفيات، إنما إلى قصور في النظام الصحي المحلي.

ففي الواقع، قامت ولايات هندية عديدة في الأسابيع الأخيرة بإعادة النظر في حصائلها المعلنة ورفعتها.

"لا يزال أمرًا معقدًا"

تستند دراسة مركز التنمية العالمية إلى تقدير "الوفيات الزائدة"، أي المقارنة بين عدد الوفيات الحالي والعدد الذي كان يُسجّل قبل الوباء.

وقام معدّو الدراسة من بينهم أرفيند سابرامانيان، المستشار الاقتصادي السابق لرئيس الحكومة الهندية والخبير في جامعة هارفرد، خصوصًا بتحليل سجل الوفيات في بعض الولايات والدراسات الوطنية الرسمية.

وأقرّ بأن تقدير الوفيات لا يزال أمرًا معقدًا. لكنهم أكدوا أن "كافة التقديرات تقول إن حصيلة وفيات الوباء هي على الأرجح أكبر بكثير من التعداد الرسمي".

وقدّر كريستوف غيلموتو، الخبير الديموغرافي في معهد الأبحاث من أجل التنمية، أخيرًا في دراسة أن حصيلة الوفيات في الهند تقارب العدد المسجل في أواخر مايو وقدره 2,2 مليون وفاة.

ولاحظ أن معدّل الوفيات (لكل مليون نسمة) في الهند أدنى من المتوسط العالمي بنسبة النصف.

وكتب أن "رقمًا منخفضًا إلى هذه الدرجة يتعارض بشكل واضح مع خطورة الأزمة، التي ضربت معظم العائلات الهندية في البلاد، وتُرجمت من خلال: نقص مأساوي في اللقاحات وفحوصات كوفيد وسيارات الإسعاف والوصول إلى الطواقم الطبية وأسرّة المستشفيات والأكسجين وأجهزة التنفس والأدوية، وأخيرًا التوابيت والخشب والكهنة وأماكن حرق الجثث أو دفنها كما أفادت وسائل إعلام هندية ودولية".

وخلص فريقه إلى أن الحصيلة الرسمية لا تأخذ على الأرجح في الاعتبار سوى حالة واحدة من أصل كل سبع وفيات.

في يونيو، انتقدت وزارة الصحة الهندية مجلة "ذي ايكونوميست" البريطانية لذكرها في مقالٍ أن الوفيات الزائدة هي على الأرجح أعلى بخمس إلى سبع مرات من الحصيلة الرسمية. ووصفت هذه التقديرات بأنها "تكهّن" و"تفتقر إلى المعلومات".

وفي مايو، قدّرت منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات الزائدة الناجم عن الوباء في العالم بأنه أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من عدد الوفيات الرسمي جراء كوفيد منذ ظهور أولى الإصابات أواخر العام 2019 في الصين.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close