الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

مستشفيات لبنان تقاوم الصعوبات.. تحذيرات من "سيناريو كارثي"

مستشفيات لبنان تقاوم الصعوبات.. تحذيرات من "سيناريو كارثي"

Changed

بات على المرافق الصحية أن تتصدى للانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي
بات على المرافق الصحية في لبنان أن تتصدى للانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي (غيتي)
حذر مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس أبيض من أن "كلّ المستشفيات" في لبنان باتت تفتقر للمستلزمات الضرورية لوقف موجات أخرى من فيروس كورونا.

تتسبب الأزمة الاقتصادية المستفحلة في لبنان بتفاقم الضغوط على المواطنين في كلّ القطاعات، التي لا يبدو أنّ أيًا منها "مستثنى" من التداعيات الكارثيّة، والتي وصلت لحدّ التهديد بفقدان المياه، تزامنًا مع "العتمة الشاملة".

ولا يُعتبَر قطاع المستشفيات أفضل حالًا بعدما باتت تفتقر للمستلزمات الضرورية لوقف موجات أخرى من فيروس كورونا، حسبما حذر مدير أحد أكبر المستشفيات.

وفيما يعاني البلد من نقص الأدوية ومغادرة أعداد كبيرة من الكوادر الطبية إلى الخارج، بات على المرافق الصحية أن تتصدى للانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.

لبنان غير قادر على مواجهة موجة وبائية جديدة

في هذا السياق، يحذر فراس أبيض، وهو مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي، أكبر مستشفى حكومي في البلاد يستقبل مرضى كوفيد، من "سيناريو كارثيّ" في حال أدّت زيادة أعداد مرضى كورونا إلى "زيادة كبيرة مماثلة لما شهدناه مطلع العام".

وبعد تراجع حالات الإصابة بالفيروس في لبنان خلال الربيع، عادت الإصابات للارتفاع مع عودة المغتربين لتمضية العطلة الصيفية في بلدهم.

وسُجّلت الخميس 98 إصابة إيجابية بكوفيد لدى الواصلين إلى مطار بيروت، بحسب وزارة الصحة.

فراس أبيض يحذر من سيناريو كارثي في مستشفيات لبنان
يحذر أبيض من أن المستشفيات باتت تفتقر للمستلزمات الضرورية لوقف موجات أخرى من فيروس كورونا (غيتي)

أزمة المازوت تنعكس على المستشفيات

ويوضح أبيض أنّ كلّ المستشفيات في لبنان هي حاليًا "أقلّ استعدادًا" ممّا كانت عليه في الموجة بداية السنة.

وحتى مستشفى رفيق الحريري الجامعي يواجه صعوبات في تحمل العبء، بحسب ما يؤكد أبيض، كاشفًا عن انعكاس انقطاع التيار الكهربائي على المستشفيات: "نحصل على ساعتين أو ثلاث ساعات كهرباء، والفترة الباقية تؤمنها المولدات".

وهنا، تسود الخشية من عدم تمكن المولدات من مواصلة العمل بسبب الضغط، بحسب أبيض الذي يضيف: "نخشى عدم تمكننا من الحصول على المازوت" الضروري لتشغيل المولدات.

وأدت زيادة الطلب على الوقود إلى ارتفاع أسعار هذه المادة بأكثر من 80% منذ 17 يونيو/حزيران.

أدوية تنفد وطواقم طبية تغادر

ويُضاف إلى الأزمات الناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي، أزمات أخرى بعدما غادرت "طواقم طبية وتمريضية" البلاد بعدما وجدت "فرص عمل" في الخارج، كما أنّ "الأدوية التي كانت متوفرة نفدت".

وحتى في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، تنفد بعض الأدوية باستمرار، وفق ما يؤكد مديره، كاشفًا أنّه "في بعض الأيام تنفد المضادات الحيوية وفي أيام أخرى (تنفد) أدوية البنج".

ويضيف: "أحيانًا نطلب من أقارب المرضى أن يؤمنوا الدواء من مستشفيات أخرى أو من الصيدليات".

أعباء متزايدة للقطاع الصحّي في لبنان

وكانت نقابة المستشفيات في لبنان حذّرت الخميس من "كارثة صحية" جراء الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، وعدم توفر المازوت لتشغيل المولدات.

ويواجه القطاع الصحي أعباء متزايدة مع خسارته خلال الأشهر الأخيرة مئات الأطباء والممرضين، الذين اختاروا الهجرة هربًا من الانهيار الاقتصادي وتداعياته.

وتحذر الصيدليات والشركات المستوردة للأدوية منذ أسابيع من تراجع مخزونها من مئات الأدوية الأساسية. وعمدت السلطات الأسبوع الماضي إلى ترشيد دعم الأدوية في إطار سياسة تعتمدها منذ أشهر لرفع الدعم تدريجيًا عن سلع رئيسية.

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close