الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

فيضانات وحرائق.. محادثات أممية علمية مهمة بشأن المناخ

فيضانات وحرائق.. محادثات أممية علمية مهمة بشأن المناخ

Changed

تحضر الفيضانات والانزلاقات الأرضية كواحدة من إشكاليات التغيّر المناخي الذي يهدد العالم (غيتي)
تحضر الفيضانات والانزلاقات الأرضية باعتبارها واحدة من إشكاليات التغيّر المناخي التي تهدد العالم (غيتي)
تغيّر العالم منذ آخر تقييم شامل صدر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 2014 بشأن الاحترار العالمي في الماضي والمستقبل.

تبدأ نحو 200 دولة مفاوضات عبر الإنترنت، اليوم الإثنين، للمصادقة على تقرير علمي للأمم المتحدة سيؤسس لقمم مرتقبة خلال الخريف تعنى بمهمة تجنيب العالم كارثة مناخية على نطاق الكوكب.

وفي ظل موجات حر وجفاف قياسية وفيضانات اجتاحت ثلاث قارّات في الأسابيع الأخيرة وفاقمها الاحترار العالمي، يأتي تقييم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في الوقت المناسب.

وقال مؤسس "وحدة استخبارات الطاقة والمناخ" في لندن والخبير البارز فيها رتشارد بلاك: "لا شك في أن الاجتماع سيكون بمثابة جرس إنذار".

وأشار إلى أن التقرير يأتي قبل أسبوعين فقط من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة لمجموعة العشرين و"المؤتمر الـ26 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" الذي تشارك فيه 197 دولة في غلاسكو.

تطمينات زائفة

وتغيّر العالم منذ آخر تقييم شامل صدر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 2014 بشأن الاحترار العالمي في الماضي والمستقبل.

وفي ظل موجات الحر والحرائق، تبددت الشكوك التي كانت سائدة في أن الاحترار يتسارع أو في أن المصدر بشري بالكامل تقريبًا، إضافة إلى المفهوم الذي يعطي تطمينات زائفة بأن تداعيات المناخ هي مشكلات الغد.

وعام 2015، تم تبني اتفاق باريس الذي حدد هدفًا جماعيًا يقضي بالحد من درجة حرارة الأرض لتكون عند مستوى يتجاوز مستويات أواخر القرن التاسع عشر بـ"أقل بكثير" من درجتين مئويتين. 

كما وضعت معاهدة 2015 حدًا طموحا بلغ 1,5 درجة مئوية، فيما افترضت العديد من الجهات المشاركة في المحادثات بأنه سيبقى مجرّد هدف طموح، وبالتالي سيكون من السهل تنحيته جانبًا.

وكشف تقرير خاص  للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 2018 عن مستوى الدمار الذي قد يتسبب به ارتفاع درجة حرارة الأرض بدرجتين مئويتين بالنسبة للبشرية والكوكب.

التقليل من درجة الحرارة

وقال الاستاذ في جامعة ماينوث بيتر ثورن الذي كان من أبرز الشخصيات التي صاغت تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: إن 1,5 درجة مئوية "باتت الهدف بحكم الأمر الواقع"، ودليل على تأثير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ على تشكيل السياسة العالمية في هذا الصدد.

ووفق حسابات العلماء، يتعيّن خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 50% بحلول العام 2030، وأن تنتهي تماما بحلول 2050 لتبقى درجة حرارة الأرض ضمن نطاق 1,5 درجة مئوية.

ولعل الاختراق الأكبر هو ما يعرف بدراسات الإسناد التي تسمح لأول مرة للعلماء بتحديد سريع لمدى تكثيف التغير المناخي حدثًا شديدًا في الطقس أو إمكان حصوله.

تغيير جذري

واعتبارًا من الاثنين، سينقّح ممثلو 195 بلدًا بمساعدة علماء "ملخّصًا لصناع القرارات" مكونًا من حوالى 20 إلى 30 صفحة. وسيستغرق الاجتماع الافتراضي المخصص للجزء الأول (المعني بالعلوم الفيزيائية) من التقرير المكون من ثلاثة أجزاء، أسبوعين بدلًا من أسبوع كما جرت العادة، فيما يتوقع نشر الوثيقة في التاسع من أغسطس/ آب.

ويغطي الجزء الثاني من التقرير الذي سيتم نشره في فبراير/ شباط 2022، التداعيات. وحذّرت مسودة تم تسريبها من أن التغير المناخي سيعيد تشكيل الحياة على الأرض في العقود المقبلة، وإن تمّت السيطرة على التلوّث الكربوني المسبب للاحترار، ودعت إلى "تغيير جذري" لتجنيب الأجيال المقبلة مواجهة وضع أسوأ بكثير. 

أما الجزء الثالث، الذي سيكشف عنه الشهر التالي، فيدرس الحلول لخفض الانبعاثات.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close