الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

الفيضانات في أوروبا.. هل جهّزت المدن الكبرى نفسها لمواجهة التغير المناخي؟

الفيضانات في أوروبا.. هل جهّزت المدن الكبرى نفسها لمواجهة التغير المناخي؟

Changed

علقت الحافلات والسيارات في شوارع لندن جراء الفيضانات (غيتي)
علِقت الحافلات والسيارات في شوارع لندن جراء الفيضانات (غيتي)
أوضح خبراء البنية التحتية أن انتشار الأسطح الأسمنتية والخرسانية في العديد من المدن الأوروبية، والاعتماد على أنظمة صرف صحي قديمة يزيد من أضرار الفيضانات.

اعتبر عدد من خبراء البيئة والبنية التحتية أن الفيضانات التي اجتاحت لندن في الآونة الأخيرة، دليل على أن الدول الكبرى "ليست مستعدّة لمواجهة التغيّر المناخي".

وذكرت شبكة "سي أن أن" الأميركية بأن خبراء البيئة حذّروا لسنوات من أن لندن، مثل العديد من المدن الكبرى الأخرى في أوروبا والعالم، ليست مستعدة لمواجهة التغيرات المناخية، خصوصًا وأن أجزاء كبيرة من المدينة بُنيت على سهل فيضي، وبالاعتماد على نظام صرف صحي من العهد الفيكتوري، غير قادر على تحمل هذا النوع من الأمطار الغزيرة.

وكانت الحافلات والسيارات علقت في شوارع لندن، التي غمرتها مياه الفيضانات جراء عواصف متكرّرة ضربت العاصمة البريطانية الأسبوع الماضي.

وأبدت ليزا ستيفنز، الأستاذة المساعدة في قسم الجغرافيا والبيئة في جامعة ريدينغ، قلقها العميق من اغلاق أقسام الطوارئ بالمستشفيات بعد أن غمرتها المياه، مؤكدة ضرورة اتخاذ "جميع الإجراءات والاحتياطات للتأكد من أن البنية التحتية الحيوية ليست في خطر".

17 % من المناطق تواجه أخطارًا

ووفقًا لسلطات لندن الكبرى، يُواجه 17 % من مناطق العاصمة أخطارًا مرتفعة أو متوسطة لتعرّضها للفيضانات، علمًا أن تلك الأحياء يقطنها نحو مليون نسمة.

وأنشأت المدينة نظامًا عملاقًا لحمايتها من فيضانات المد والجزر على ضفاف نهر التايمز، لكن الحواجز لا تساعد كثيرًا عندما تضرب الفيضانات المفاجئة الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة؛ وهي الظاهرة المناخية الأكثر شيوعًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وأشارت ستيفنز إلى أن ضعف إمكانيات السلطات على تحديد مخاطر الفيضانات، مشيرة إلى أنّ خرائط مخاطر الفيضانات في المياه السطحية في المملكة المتحدة لم تُحدّث بشكل واضح منذ عام 2013، رغم توفّر تقنيات أكثر تطوّرًا، ونشر العديد من التقارير التي تؤكد المخاطر المتزايدة.

إدارة معقّدة

وتتم مراقبة أخطار الفيضانات وإدارتها في المملكة المتحدة بطريقة معقّدة للغاية، حيث تتوزّع المسؤوليات على هيئات مختلفة ومتعددة دون تنسيق تلك الجهود من قبل جهة واحدة.

واعتبرت ستيفنز أن التحذيرات التي تُصدرها السلطات "لا تكون واضحة ومفيدة للناس العاديين"، متسائلة: "ماذا سيفعل الناس بشأن تحذيرات من فيضانات قد تغطي مساحات كبيرة من جنوب شرق إنكلترا، فلا أحد يعرف إن كان منزله أو ممتلكاته مهددة بالغرق أو الخراب".

عدم جاهزية

وحذّرت المجموعة الاستشارية المناخية المستقلّة التابعة للحكومة، الشهر الماضي، من عدم جاهزية البلاد لفيضانات محتملة، قائلة في تقرير: إن "إجراءات التكيّف فشلت في مواكبة الواقع المتدهور للمناخ".

بدورهم، أوضح العديد من خبراء البنية التحتية أن انتشار الأسطح الأسمنتية والخرسانية في العديد من المدن الأوروبية والاعتماد على أنظمة صرف صحي قديمة سيزيد من أضرار الفيضانات فيها عند هطول الأمطار الغزيرة.

وتُعتبر المناطق الحضرية معرّضة بشكل أكبر لخطر الفيضانات المفاجئة، لأن الأسطح مغطاة بالخرسانة، ما يعني أن الأرض لا يمكنها امتصاص المياه.

ووفقًا لوكالة البيئة الأوروبية، فإن مدن باريس وسالونيك، وبوخارست، وبرشلونة، من بين المدن التي تُعتبر أكثر من ثلاثة أرباع مساحتها السطحية "مغلقة"، ما يعني أنها مُعرّضة بشكل أكبر لخطر الفيضانات السطحية.

علاوة على ذلك، تعتمد العديد من المدن الأوروبية على بنية تحتية قديمة جدًا، ولا تستطيع أنظمة الصرف الصحي التعامل مع هطول الأمطار الغزيرة.

وفي هذا الإطار، قال جيس نيومان، عالم الهيدرولوجيا بجامعة ريدينغ: "العواصف الرعدية الصيفية ليست حدثًا جديدًا؛ ولكن أصبح من الواضح أن الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة لها آثار مدمرة في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء أوروبا، أكثر من أي وقت مضى".

وأضاف: إن "شدة الفيضانات وتواترها هو تحذير صارخ بأننا لسنا مستعدين للتعامل مع تغيرات المناخ".

المصادر:
سي أن أن

شارك القصة

تابع القراءة
Close