الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

نصف سكان العراق يعانون من القلق والتوتر.. لكلّ قصته وحالته الخاصة

نصف سكان العراق يعانون من القلق والتوتر.. لكلّ قصته وحالته الخاصة

Changed

أكد معهد "غالوب" أن نسبة القلق بين العراقيين تصل إلى 43%، في حين تبلغ نسبة التوتر 51%، ويُعزى هذا الواقع إلى الأوضاع المتردية في البلاد على كلّ الصعد.

تشهد بعض المدن العراقية زيادة لافتة في عدد المصابين بأمراض نفسية وعقلية، وكثير منهم يتوزعون في الشوارع والمتنزهات، ولكلّ قصته وحالته الخاصة.

ويأتي هذا بينما أكد معهد "غالوب" الأميركي في وقت سابق أن نسبة القلق بين العراقيين تصل إلى 43%، في حين تبلغ نسبة التوتر 51%، ويُعزى هذا الواقع إلى الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية غير المستقرة في البلاد.

الأكثر حزنًا وقلقًا

يشكّل "أبو حيدر"، وهو أحد المواطنين نموذجًا عن حال العراقيين. فهو يقضي جل وقته سارحًا، وتبدو على وجهه بوادر حزن وقلق وتوتر، وقد قارب سنه 60 عامًا، كما أنه عاطل عن العمل، وفي ذمته إيجار شهري لبيته، وعلى كاهله تأمين معيشة 6 أبناء.

ويقول إنه ليس مرتاحًا بسبب عدم توفر لقمة العيش، ويسأل كيف يمكن له أن يوفّر إيجار المنزل.

ولا يختلف حال الرجل كثيرًا عن حال آلاف العراقيّين، الذين صنّفهم استطلاع معهد "غالوب" الأميركي من بين الشعوب الأكثر حزنًا، وقلقًا، وتوترًا في العالم.

عنف وحروب وعدم استقرار

ويلقي باحثون اجتماعيون ونفسيون باللائمة على ظروف البلاد العصيبة خلال العقود الماضية من عنف وحروب وعدم استقرار سياسي واقتصادي وصحي.

وتوضح أستاذة علم النفس بجامعة بغداد شيماء عبد العزيز أنّه "إذا كان المجتمع مستقرًا نسبيًا من الناحية الاقتصادية والنفسية والمالية والاجتماعية، فسينعكس ذلك على المواطن العراقي سلبًا أو إيجابًا على الشخص الواحد والمجتمع بصورة عامة".

ولم يغفل الفولكلور العراقي، ولا حتى تراثه الشعبي، طابع الحزن والشجن، فالحزن ظاهر حتى في أغاني بلاد الرافدين الأكثر فرحًا، وذلك دليل لا يحتاج لإثبات لما كابدته هذه البلاد من مآس عبر تاريخها.

جنون وعجز وأكثر

وفي هذا السياق، توضح الأكاديمية والباحثة في الشأن الاجتماعي ندى العابدي أن توالي الاحتلالات على العراق أدّى لانتكاسات كبيرة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي من تهجير ونزوح وتغيير في الديمغرافيا، ما جعل طابع الحزن والشجن يطغى على اللهجة العراقية.

وتشير العابدي في حديث إلى "العربي" من بغداد، إلى أن ما مر به العراق من ظروف صعبة لم تكن وليدة السنوات الأخيرة، أصاب العراقيين بالاضطرابات النفسية، لافتة إلى أنها يمكن أن ترقى لمستوى الاضطرابات العقلية إذا تمّ إهمالها ولم يتمّ علاجها.

وتنبّه إلى أنّ الإنسان، على وقع الضغوط النفسية، يمكن أن يصاب بالجنون ويصبح عاجزًا عن تفسير ما يدور حوله، ويدفع به لأن يصبح إما مشردًا في الشوارع أو يلجأ لتعاطي المخدرات والمهدئات أو حتى الانتحار في بعض الأحيان.

وتجزم العابدي أنه لا يوجد عراقي لا يعاني من اضطراب القلق والحزن والخوف من المستقبل، في ظل الظروف الخانقة، مشيرة إلى أن حالة القلق هي حالة منتشرة ومعدية.

وتضيف أن الشخصية العراقية تخجل من التعامل مع الطبيب النفسي، باعتبار أن من يتعامل معه هو مجنون برأي المجتمع، لذلك فإن العلاج الصحي يكاد يكون مُهمَلًا، مما يؤشر لنتائج خطيرة في المستقبل.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close