شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة تعديل منظومة الخبز في مصر، مشيرًا إلى أن وزارة التموين تعكف حاليًا على دراسة السعر الجديد للخبز المدعوم حكوميًا.
وقال السيسي: "إعادة صياغة الدعم تجعل الناس يندهشون، ويسألون لماذا ستغير ذلك؟ الناس تحبكم، ونحن نقول إننا نفعل ذلك لنغيّر بلدنا لا لأجل أن يحبنا الناس".
ورأى السيسي أن النمو السكاني الذي يفوق طاقة البلد سيترتب عليه ممارسات وسلوكيات مختلفة وسيؤدي إلى تدمير الدولة أو كاد أن يؤدي إلى تدمير الدولة في عام 2011.
وكانت الحكومة المصرية رفعت سعر الوقود، وبعدها أعلن الرئيس السيسي نيته رفع الدعم عن رغيف الخبز وفي الوقت نفسه تنشئ الحكومة مشاريع ضخمة ما يثير التساؤلات عن كيفية الإنفاق على هذه المشاريع.
ويجد المواطن المصري نفسه أمام تحديات المعيشة. وبحسب خبراء فإن ضريبة الإصلاح تقتضي تحمل الشعب العبء والسير به.
وتدفع الحكومة المصرية بجملة من الأسباب لهذه السياسات الاقتصادية أهمها النمو السكاني الذي يستدعي مزيدًا من البحث عن الحلول للازمات.
ضغط أجندة صندوق النقد
وأكد الباحث الاقتصادي أحمد ذكر الله أن إزاحة الدعم تمامًا عن المواطنين منهج بدأ منذ عام 2014، لافتًا إلى أنه خط مستمر حتى الآن، ورجّح أن قرار رفع الدعم عن الخبز يعود إلى ضغط أجندة صندوق النقد الدولي الذي يخفي شروطه.
وأشار ذكر الله في حديث إلى "العربي" من إسطنبول إلى أن تخفيض وزن الرغيف بدأ عام 2014 من 130 غرامًا إلى 110 غرامات لافتًا إلى أنه جرى تخفيض وزنه مرة أخرى إلى وزن 90 غرامًا.
ورأى ذكر الله أن الإجراء الذي تنوي الحكومة المصرية اتخاذه يعود إلى أزمة الدولة المصرية في سداد الدَين العام لصندوق النقد الدولي والذي يقارب الـ20 مليار دولار.
ولفت ذكر الله إلى أن الحكومة تهمل كل الملاحظات المتعلقة بجوانب الإنتاج والتوزيع منذ استيراد القمح من الخارج إلى إنتاج الرغيف مشيرًا إلى أنها منظومة يشوبها كثير من الفساد وعدم الاحترافية والإسراف.
واتهم الحكومة بإهمال توصيات الخبراء منذ أكثر من 50 عامًا بضرورة أن ترفع الحكومة يدها عن عملية إنتاج الخبز، وتساءل عن مدى قدرة الموظفين الذين لم يتمّ رفع الحد الأدنى لأجورهم على الحصول على الخبز.
واعتبر أنه كان يمكن للحكومة أن تتخذ إجراءات مساندة للفقراء تزامنًا مع التحرير التدريجي لسعر الخبز مذكرًا بأن صناعة الخبز تعتبر أهم صناعة في تاريخ مصر على الإطلاق.
وكشف عن إنفاق خمسين مليار جنيه مصري على دورة صناعة الخبز مؤكدًا أنها خالية من التدريب والحوكمة.