الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

الموجة الثالثة.. تفاقم الأزمات في لبنان يشرّع أبواب الهجرة

الموجة الثالثة.. تفاقم الأزمات في لبنان يشرّع أبواب الهجرة

Changed

وصفت دراسة لمرصد الأزمة في الجامعة الأميركية ما يحصل اليوم بأنه الموجة الثالثة للهجرة من لبنان التي باتت المنفذ الوحيد لهم في ظل انسداد أفق الحل.

كشفت دراسة لمرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت أن 77% من اللبنانيين يسعون إلى الهجرة بعد أن غادر البلاد آلاف الأطباء والممرضين وحملة الشهادات، بسبب الأزمة الاقتصادية التي قد تمتد تداعياتها لـ19 عامًا، بحسب المرصد. 

وتكشف هدى البابا وهي والدة فتيات هاجرن من لبنان أن إحدى بناتها سافرت في عام 2006 وأخرى سافرت حديثًا بحثًا عن فرصة عمل ولمتابعة دراستها، فيما تنتظر ابنتها الثالثة الفرصة المؤاتية للسفر مع خطيبها بحثًا عن فرص عمل أيضًا. 

اللبنانيون مشاريع مهاجرين

وتجعل الأزمة الاقتصادية من اللبنانيين مشاريع مهاجرين. ووصفت دراسة الجامعة الأميركية ما يحصل اليوم بأنه الموجة الثالثة للهجرة من لبنان. وكانت الأولى هربًا من مجاعة أحدثتها الحرب العالمية الأولى، فيما كانت الثانية فرارًا من الحرب الأهلية عام 1975.

ويقول الأستاذ المحاضر في الجامعة الأميركية ناصر ياسين، في حديث إلى "العربي": "إن 77% من الشباب اللبناني يسعون للهجرة وهي النسبة الأعلى في كل الدول العربية". ويعتبر ياسين أن "هجرة الكفاءات في بداية هذه الموجة هي مؤشر آخر". 

وترى الدراسة أن أحد أبرز مؤشرات هجرة اللبنانيين يكمن في تقدير أمد طول الأزمة وتداعياتها بين 12 و19 عامًا. 

انسداد أفق الحل يفرض الهجرة

من جهته، يعتبر المدير التنفيذي لشبكة المنظمات العربية زياد عبد الصمد أن الأزمة الاقتصادية هي أحد المؤشرات الأساسية التي استند إليها مرصد الجامعة الأميركية في الدراسة. لكنّه يشير إلى أن انسداد الأفق للحل السياسي وأداء الأطراف السياسية يجعل الخروج من الأزمة صعبًا، ولذلك يرى اللبنانيون أن خيار الهجرة هو الوحيد. 

ويؤكد عبد الصمد، في حديث إلى "العربي"، من بيروت، أن الأزمة اللبنانية لها أبعاد عدة، أهمها انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار ما أسفر عن انقطاع مواد أساسية من الأسواق اللبنانية مثل المواد الغذائية والمحروقات، وهو ما يؤدي إلى توقف العمل في المستشفيات والأفران وغيرها من القطاعات.

ويعتبر أن العام الدراسي الثالث على التوالي مهدد. ويقول: "عدم إنجاح العام الدراسي بأعجوبة يهدد مستقبل جيل بكامله". 

كما ينفي عبد الصمد إمكانية نجاح الحكومة في معالجة الأزمة الحالية المتعددة الجوانب في ظل نهج المحاصصة. ويؤكد على الحاجة إلى مقاربة شاملة للحماية الاجتماعية تأخذ بعين الاعتبار حل جميع جوانب الأزمة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close