الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

تحدٍّ لوجستي وإنساني.. هايتي تسابق الزمن لإعادة إعمار ما دمّره الزلزال

تحدٍّ لوجستي وإنساني.. هايتي تسابق الزمن لإعادة إعمار ما دمّره الزلزال

Changed

تم تأجيل الموسم الدراسي الذي كان مقررًا في 6 سبتمبر لأسبوعين لمعظم الطلبة
تم تأجيل الموسم الدراسي الذي كان مقررًا في 6 سبتمبر لأسبوعين لمعظم الطلبة (غيتي)
من بين 2800 مدرسة، جرى تقييم الوضع في 955 من قبل الحكومة وبدعم من يونيسف، وتظهر النتائج الأولية بأن 15% منها تدمّر و69% تضرر.

تكافح هايتي لإعادة الطلبة إلى المدارس في ظل الدمار الذي خلّفه زلزال الشهر الماضي وأودى بأكثر من ألفي شخص وسوّى بالأرض عشرات آلاف المباني، بينها عدد كبير من المدارس.

ويمثّل الأمر تحديًا لوجستيًا وإنسانيًا، في البلد المعرّض للكوارث والأفقر في الأميركيتين، والذي لم يتعاف تمامًا بعد من زلزال ضخم أودى بأكثر من 200 ألف شخص، وتسبب بأضرار بالمليارات عام 2010.

وتم تأجيل الموسم الدراسي الذي كان مقررًا في 6 سبتمبر/ أيلول لأسبوعين لمعظم الطلبة. وفي ثلاث مناطق جنوبية كانت الأكثر تضررًا جرّاء الزلزال الذي ضرب في 14 أغسطس/ آب وبلغت قوته 7,2 درجات، تأجلت الدراسة إلى الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وأطلق الحديث عن تأجيل انطلاقة العام الدراسي عدًا تنازليًا بالنسبة لعناصر الإغاثة، الذين دخلوا في سباق مع الزمن لمساعدة المحتاجين في المناطق الجنوبية.

المدارس مدمّرة

من جانبه، أفاد مدير يونيسف في هايتي برونو مايس أن "من بين 2800 مدرسة في المناطق الثلاث المتأثرة، جرى تقييم الوضع في 955 من قبل الحكومة وبدعم من يونيسف، وتظهر النتائج الأولية بأن 15% منها تدمّر و69% تضرر".

وأضاف: "سيكون الأمر بمثابة سباق مع الوقت، إذ إن هناك بضعة أسابيع فقط لتأسيس ملاذات واقية وآمنة للتعليم من أجل الأطفال في هذه المناطق الثلاث، حتى لا يضيع عليهم عام دراسي آخر".

وانتهى العام الدراسي 2019-2020 في مارس/ آذار العام الماضي جرّاء كوفيد. ومن ثم، تعطّل العام الدراسي التالي بالنسبة للعديد من سكان هايتي جرّاء تفشي عنف عصابات الشوارع.

وفي أواخر 2020 ومطلع العام الجاري، نفّذ أفراد العصابات العديد من عمليات الخطف مقابل فدية، طالت طلبة أو أساتذة قرب مدارس في العاصمة بور أو برنس.

وعلى بعد نحو 150 كلم عن العاصمة، كانت منطقة كامب بيرين بمنأى إلى حد كبير عن موجة العنف، لكنها تضررت بشدّة جرّاء الزلزال.

وعود لم يتم الإيفاء بها

ويعد استقبال الطلبة مجددًا في المدارس أمرًا مضنيًا، خصوصًا بالنسبة لتلك الخاصة التي تمثل 80% من مدارس هايتي.

وقال الأستاذ في مدرسة "مازينود" الثانوية ماكسيم يوجين: "لدينا طلاب لم يسددوا بعد أقساط السنة الدراسية 2017-2018". وأضاف: "لا يمكننا رفضهم وجعلهم يخسرون سنة في المدرسة من أجل المال".

وبينما رفع الجنود الأنقاض، إلا أن مسؤولي المدرسة لا يزالون بانتظار المساعدة من أجل إطلاق العام الدراسي.

وقال يوجين: "حصلنا على تعهّدات لكن لم يتم الإيفاء بها بعد".

وأضاف: "إذا تلقينا خيامًا في موعدها فيمكننا الاستعداد لبدء الدراسة في الرابع من أكتوبر، لأننا استطعنا المحافظة على الأثاث". وشدد يوجين على أنه متفائل رغم أنه قد يضطر للتدريس في باحة كرة القدم في المدرسة.

وكانت منطقة لازيل الواقعة في سلسلة جبلية تمتد جنوب هايتي من بين الأكثر تضررًا جرّاء زلزال 14 أغسطس، الذي ترك سكانها في حالة يأس.

وقال مدير مدرسة ابتدائية تدمّر منزله في الزلزال ويدعى برينو سان جول: "قد يكون المبنى جاهزًا، لكنني شخصيًا لا أعرف كيف سيكون بإمكاني العودة إلى العمل".

مريض نفسيًا

ويعيش سان جول (60 عامًا) حاليًا في مأوى مصنوع من صفائح معدنية. ولم يعد قادرًا على التفكير بالعام الدراسي الجديد.

وتركته أحداث الأسابيع الأخيرة والضغوط يشعر بأنه "مريض نفسيًا". وقال: "أقضي وقتي بالتفكير في الكيفية التي سأتمكن من خلالها من تجاوز المحنة".

واعتبر سان جول، الذي يدرّس منذ أكثر من 30 عامًا، أن عزاءه الوحيد هو أن المدرسة التي أشرف عليها منذ 12 عامًا تضررت فحسب ولم تدمّر بالكامل. لكنه مع ذلك يبقى في وضع يرثى له.

وقال: "أصبحت فقيرًا كأولئك الذين لا يعملون. الأمر صعب للغاية من وجهة نظر إنسانية".

وأضاف: "لكن من الجانب المادي، إذا تم إصلاح المبنى وتدخلت الحكومة لمساعدة أولياء الأمور والأساتذة، فيمكننا فتح المدرسة في 4 أكتوبر".

المصادر:
العربي، أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close