الإثنين 25 مارس / مارس 2024

لستِ وحدكِ.. نساء من البلقان يصرخن ضد الاعتداءات الجنسية

لستِ وحدكِ.. نساء من البلقان يصرخن ضد الاعتداءات الجنسية

Changed

نساء من البلقان ينتفضن ضد الاعتداءات الجنسية
الصفحات الأولى للصحف والمجلات الرئيسية الصربية (غيتي)
تجتاح البلقان منذ عشرة أيام موجة تحمل شعار "نيسي ساما"، أو لست وحدك، تحكي فيها النساء عما تعرضن له من عنف جنسي.

شكل كشف ممثلة صربية عن اغتصاب أستاذها السابق لها صدمة فجّرت موجة شهادات عن العنف الجنسي لآلاف النساء في البلقان. وتأمل الناشطات في أن يؤدي ذلك إلى إحداث تغيير.

وتجتاح البلاد منذ عشرة أيام موجة تحمل شعار "نيسي ساما"، أو لست وحدك، فاجأت الجميع بحجمها.  وتشكّل شبكة الإنترنت المنبر الرئيسي الذي تعبّر من خلاله نساء البلقان عما في نفوسهن. كما هي الحال في صفحة "نيسام ترازيلا" التي أنشأتها ممثلات بوسنيات على موقع "فيسبوك".

واستلهمت هؤلاء النساء حملتهنّ من ميلينا رادولوفيتش، الممثلة المعروفة في المنطقة وعمرها 25 عاماً. والتي كسرت حاجز الصمت في صحيفة "بليس" اليومية في 17 كانون الثاني/يناير.

واتهمت الممثلة مدرّس فنون الدراما الشهير في بلغراد، ميروسلاف أليكسيتش والذي يبلغ 68 عاماً، باغتصابها عندما كانت قاصراً. كما اتهمته بارتكاب انتهاكات ضد طالبات أخريات في هذا المعهد المرموق. وقالت إنها خرجت عن صمتها لتجنب وقوع أخريات ضحايا هذه الممارسات. إلا أن المدرس الذي أُبقيَ رهن التوقيف الاحتياطي لمدة شهر، نفى كل التهم الموجهة إليه.

 

إذا التزمنا الصمت، فإننا بذلك نسمح بالشر

 

ودعت الممثلة لإيقاف الاعتداءات، مؤكدة على المسؤولية الكبيرة تجاه الأطفال والمجتمع والنفس أيضاً. "إذا التزمنا الصمت، فإننا بذلك نسمح بالشر"، تقول رادولوفيتش.

وتمتد شهادات الإساءات الجنسية من عالم الترفيه لتشمل كل المجتمع.

وفي دراسة أجرتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عام 2019، كان معدل النساء اللواتي أبلغن عن تحرش جنسي في صربيا أقل بحوالى عشر نقاط من متوسط الاتحاد الأوروبي. ورجح معدّو هذه الدراسة أن يكون السبب عائداً إلى "المحرمات" التي تمنع المرأة من تقديم شكوى. بالإضافة إلى نقص الوعي بماهية التحرش الجنسي.

وأثّرت هذه المحرّمات خلال السنوات الأخيرة على عدد من المبادرات، مثل "العدالة للفتيات الصغيرات" بعد الاغتصاب المتكرر لمراهقة. و"أنقذوني" ضد العنف المنزلي في كرواتيا.

وشكّل الانتصار القانوني للسكرتيرة السابقة، ماريا لوكيتش ضد رب عملها، أول مظهر من مظاهر حركة "أنا أيضاً" في صربيا. حيث حكم على رئيس بلدية بلدة صغيرة عام 2020 بالسجن ثلاثة أشهر بجرم التحرش والاعتداء الجنسي.

الحاجة إلى العدالة

وقالت الناشطة الكرواتية في جمعية "باريتر"، مارينيلا ماتيجيتش، إن ثمة الكثير من الطاقة والإحباط والخوف بين النساء.

وأطلقت هذه الناشطة حركة "نساء في الفضاء العام" صيف 2020، وجمعت آلاف الشهادات عن عمليات تحرش جنسي في الشوارع. بالنسبة إليها، تواصل الشبكات الاجتماعية العمل "في الكواليس" من أجل الضغط نحو التغيير.

وفي بلغراد، تقول سانيا بافلوفيتش، إحدى أعضاء المركز المستقل للمرأة، إنهم يتلقون مكالمات حول العنف الجسدي أو النفسي. لكنها تلفت إلى أنه من النادر أن تخبرهن النساء عن التعرض لعنف جنسي على الفور. وترى أن كلمات رادولوفيتش خلقت الحاجة للسعي أيضاً إلى تحقيق شكل من أشكال العدالة.

كذلك أعلنت عميدة كلية الفنون المسرحية في زغرب أنها جمعت في غضون أيام حوالي 20 شكوى تتعلق بالتحرش والاعتداء الجنسي.

حان وقت التغيير

تأمل المنظمات غير الحكومية في أن تؤدي الظاهرة الحالية إلى تغييرات دائمة. وتدعو بافلوفيتش السياسيين إلى المبادرة لتعديل القانون من أجل تسهيل المعالجة القضائية لقضايا الاغتصاب.

وفي صربيا، صنّف التحرش الجنسي جريمة منذ العام 2017. لكن خلافاً لأحكام اتفاق اسطنبول لمناهضة العنف ضد المرأة الذي صادقت عليه بلغراد، ما زال الاغتصاب يُعرّف بأنه فعل يرتكب تحت الإكراه أو القوة أو التهديد. وليس على أنه فعل جنسي لم توافق عليه الضحية، وفق "غريفيو"، وهي مجموعة تضم خبراء مسؤولين عن تقييم تطبيق الاتفاق.

وأطلق الطبيب النفسي غوران ميلانوفيتش عريضة مع آخرين يطالبون فيها بإدخال التثقيف بشأن الاعتراف وأساليب الحماية من العنف الجنسي في المناهج الدراسية. وقد جمعت مبادرة "لا تعني لا" ما يقرب من عشرة آلاف توقيع. ويدعو ميلانوفيتش إلى التغيير، خشية أن نواجه مجدداً هذا النوع من الاعترافات.

 

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close