الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

تطلب الصفح والمحاكمة العادلة.. "عروس داعش" شميمة بيغوم في ظهور جديد

تطلب الصفح والمحاكمة العادلة.. "عروس داعش" شميمة بيغوم في ظهور جديد

Changed

"عروس داعش" الشابة شميمة بيغوم في آخر ظهور لها (ميترو - أي تي في)
"عروس داعش" الشابة شميمة بيغوم في آخر ظهور لها (ميترو - أي تي في)
طلبت "عروس داعش" الشابة البريطانية شميمة بيغوم من البريطانيين أن يسامحوها وأن تحصل على محاكمة عادلة في المملكة المتحدة بدلًا من "التعفن" في مخيم للاجئين.

اعتذرت الشابة البريطانية شميمة بيغوم التي عرفت بـ"عروس داعش" والتي سحبت منها جنسيتها، عن انضمامها لتنظيم الدولة في مقابلة تلفزيونية.

وكشفت الشابة البالغة من العمر 22 عامًا، وهي تضع أحمر الشفاه وترتدي سترة رمادية وتعتمر قبعة بيسبول، لبرنامج "غود مورننغ بريتاين" أنّه "تم إعدادها واستغلالها" عندما غادرت المملكة المتحدة متوجهة إلى سوريا عندما كانت في سن الـ15 عامًا.

بيغوم "لم تكن تعلم"

وبحسب صحيفة "ميترو" التي نقلت تصريحات بيغوم، أشارت شميمة إلى أنها في ذلك الوقت لم تكن تعرف أن تنظيم دولة "كان طائفة موت".

وأضافت: "اعتقدت أنني كنت أنضم إلى مجتمع إسلامي. لقد تلقيت الكثير من المعلومات على الإنترنت من قبل أفراد من التنظيم ليخبرونني أنني بحاجة للحضور لأنني لا أستطيع أن أكون مسلمة في المملكة المتحدة". 

وعندما سئلت عما كانت تتوقع حدوثه عندما غادرت بريطانيا، أشارت إلى أنها "كانت تعتقد أنها ستتزوج وتنجب أطفالاً وتعيش حياة إسلامية خالصة".

وأضافت: "كنت أعلم أن هناك حربًا ولكن ليس في الأماكن التي تعيش فيها النساء والأطفال. اعتقدت أنها ستكون آمنة بالنسبة لي. لم أكن أعرف أن التنظيم أراد السيطرة على العالم".

وانتقلت اللندنية إلى سوريا عام 2015 مع صديقاتها أميرة عباسي وكاديزا سلطانة، وأنجبت ثلاثة أطفال في سوريا ماتوا جميعهم صغارًا. وتعيش الطالبة السابقة في مدرسة شرق لندن، محتجزة في معسكر اعتقال شمال سوريا، حيث يحيط بها الأصدقاء وتحاول "تحسين نفسها". وأكدت أنها "تفضل الموت على العودة إلى الجماعة الإرهابية".

"أنا آسفة"

واعتذرت شميمة لأي شخص تأثر بتنظيم الدولة. وقالت: "لا أوافق بأي حال من الأحوال أو أحاول تبرير ما فعلوه. ليس هناك ما يبرر قتل الأبرياء باسم الدين. أنا فقط أريد أن أعتذر. أنا آسفة".

كما طلبت من البريطانيين أن يسامحوها وأن يغفروا لها لأنها ارتكبت خطأ في سن مبكرة جدًا. وقالت: "معظم الشباب لا يعرفون ماذا يفعلون بحياتهم وهم مرتبكون ويمكنهم بسهولة الوقوع في أشياء مثل هذه. أنا أعلم أنه من الصعب على الجمهور البريطاني أن يحاول أن يغفر لي لأنهم عاشوا في خوف من تنظيم الدولة وفقدوا أحبائهم بسببه، لكنني أيضًا عشت في خوف وفقدت أحباء بسبب التنظيم حتى أستطيع التعاطف معهم بهذه الطريقة". 

حُرمت من الجنسية البريطانية

ووُجدت شميمة حامل في شهرها التاسع وتعيش في مخيم الهول للاجئين عام 2019. وبعد العثور عليها، أصدرت حكومة المملكة المتحدة أمرًا بإلغاء جنسيتها البريطانية، وذكرت أنه لن يُسمح لها أبدًا بالعودة لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وعلى الرغم من أن جعل شخص ما عديم الجنسية مخالف للقانون الدولي، إلا أن وزارة الداخلية قالت: إن هذا لن يكون هو الحال لأنها مواطنة بنغلاديشية بالنسب. لكن شميمة، التي لم تزر البلاد من قبل، كشفت أنها ستواجه عقوبة الإعدام إذا ذهبت إلى هناك.

وقضت محكمة الاستئناف في يوليو/ تموز 2020، بضرورة السماح لشميمة بالعودة إلى المملكة المتحدة من أجل الطعن في قرار جنسيتها من خلال توجيه المحامين بشكل صحيح. وتم استئناف هذا الحكم أمام المحكمة العليا في المملكة المتحدة، التي أصدرت حكمها بالإجماع ضدها في فبراير/ شباط ، مما عكس قرار محكمة الاستئناف.

محاكمة "عادلة"

وتعتقد الشابة أنها تستحق محاكمة عادلة في المملكة المتحدة بدلاً من "التعفن" في مخيم للاجئين، وقد طلبت القدوم إلى المملكة المتحدة لمواجهة يومها في المحكمة.

واعتبرت أن الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها كانت "الغباء" بما يكفي للانضمام إلى تنظيم الدولة، مضيفة: "حتى ذلك يمكن دحضه لأنني كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما أتيت، ولا يمكنك، كما تعلمون، أن تحكم على شاب يبلغ من العمر 15 عامًا بسبب ارتكاب خطأ ندم بسرعة كبيرة على ارتكابه".

ونفت شميمة أن تكون تهديدًا للأمن القومي، قائلة: "إن التقارير الإعلامية التي زعمت أنني شاهدت عناصر من التنظيم يصنعون سترات انتحارية وساعدت في خياطتها غير صحيحة".

وأكّدت استعدادها للذهاب إلى المحكمة ومواجهة الأشخاص الذين قدموا هذه المزاعم ودحضها، "لأنني لم أفعل شيئًا سوى أن أكون أمًا وزوجة".

وتقول: "هذه الادعاءات تجعلني أبدو أسوأ لأن الحكومة ليس لديها أي شيء عندي. لا يوجد دليل لأنه لم يحدث شيء على الإطلاق".

بيغوم تريد مساعدة بريطانيا لمحاربة الإرهاب

وأصرت شميمة على أنها تستطيع مساعدة المملكة المتحدة في محاربة الإرهاب من خلال تقديم منظور حول كيفية التلاعب بها للانضمام إلى التنظيم.

وتوجهت في نداء مباشر إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون قائلة: "من الواضح أنك تكافح التطرف والإرهاب وأريد المساعدة في إعطاء تجربتي الخاصة، وما يقوله الإرهابيون، وكيف يقنعون الناس. أعتقد أنني أستطيع مساعدتك في معركتك ضد الإرهاب. من الواضح أنك لا تعرف ما تفعله".

واعتذرت شميمة لاحقًا عن "إهانة" رئيس الوزراء، مشيرة إلى أنها تريد المساعدة فقط. وأملت في أن تنظر إليها الحكومة على أنها "رصيد" وليس "تهديد".

ونفت شميمة تغيير مظهرها في "تمرين العلاقات العامة"، وقالت للمشاهدين: "لم أرتدِ الحجاب منذ أكثر من عام".

ساجيد جافيد مصر  على صحة قراره

وأخبرت شميمة أنها فهمت سبب تجريدها من الجنسية البريطانية. ولفتت إلى أنها "متأكدة تمامًا" أن الوزير ساجيد جافيد، الذي اتخذ القرار بتجريدها من جنسيتها، والذي يشغل الآن منصب وزير الصحة، سوف يغير رأيه إذا التقيا وجهًا لوجه.

وبحسب "ميترو"، ظهر الوزير في البرنامج بعد ذلك بوقت قصير. وأكد أنه لم يشاهد مقابلة شميمة الكاملة، لكنه أصر على تجريدها من جنسيتها البريطانية "فهذا هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله". وقال: "القرار صحيح أخلاقيًا وقانونيًا لحماية الشعب البريطاني".

ونفيًا للادعاءات بأن شميمة لم تكن على علم بأن داعش كانت جماعة إرهابية، قال جافيد للمذيع: "لن أخوض في تفاصيل القضية، لكن ما سأقوله هو أنك بالتأكيد لم تر ما رأيته".

وأضاف: "إذا كنت تعرف ما أعرفه، لأنك شخص عاقل ومسؤول، كنت ستتخذ القرار نفسه بالضبط، ولا شك لدي في ذلك".

المصادر:
ميترو

شارك القصة

تابع القراءة
Close