طلبت السلطات المختصة في جزر الكناري من سكان أحياء عدة في إحدى بلدات جزيرة لا بالما الإسبانية، اليوم الإثنين، ملازمة منازلهم بسبب مخاوف من انبعاث غازات سامة قد يطلقها وصول حمم بركان كومبري فييخا إلى البحر، بعد ثمانية أيام من ثورانه.
وقررت السلطات إغلاق أحياء سان بوروندون ومارينا ألتا ومارينا باخا ولا كونديسا" في تاثاكورته، حيث من المرجح أن تصل الحمم البركانية إلى البحر خلال الساعات المقبلة ما سيؤدي إلى إطلاق غازات ضارة بالصحة، على ما ذكرت أجهزة الطوارئ في جزر الكناري، الأرخبيل الذي تقع فيه لا بالما.
وأضافت أنه سيتعين على السكان اتباع تعليمات السلطات والبقاء في المنزل، مع إغلاق الأبواب والنوافذ، حتى يتم تقييم الوضع.
وقد يؤدي تدفق الحمم السائلة في البحر الذي كان متوقعًا بداية الأسبوع الماضي، إلى إطلاق سحب من الغازات السامة في هذه الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 85 ألف نسمة.
ومساء الأحد، كانت الحمم البركانية تبتعد بـ 1,6 كيلومتر عن الساحل، وتتقدم بسرعة 100 متر في الساعة تقريبًا، بحسب السلطات.
وقد تكثف نشاط البركان في الأيام الأخيرة ما أدى إلى ظهور بؤر حمم بركانية جديدة وانهيار جزء من المخروط.
تحذير من الثقة بهدوء البركان
وتوقف البركان، اليوم الإثنين عن قذف الحمم والرماد؛ لكن المعنيين حذروا من إمكان تغيّر الأوضاع، بحسب ما أفاد معهد العلوم الجغرافية في مدريد.
كما بقيت حركة الملاحة الجوية معلّقة مع إلغاء ثماني رحلات، صباح الإثنين، وفق ما ذكرت الشركة التي تدير المطارات الإسبانية (أينا) على موقعها، وذلك رغم إعادة فتح مطار جزيرة لا بالما الأحد بعد إغلاقه السبت بسبب تراكم الرماد.
وأعلنت شركة طيران بينتر، ومقرها في جزر الكناري، بقاء الرحلات الجوية من وإلى لابالما معلقة حتى الساعة 13,00 من اليوم الإثنين 27 سبتمبر/ أيلول.
ولم يتسبب هذا الثوران البركاني في سقوط ضحايا حتى الآن، لكنه ألحق أضرارًا جسيمة ودفع بأكثر من 6 آلاف شخص إلى مغادرة منازلهم.
وغمرت الحمم البركانية أكثر من 212 هكتارًا من الأراضي وما يقرب من 500 مبنى، في هذه الجزيرة التي يعتمد اقتصادها على زراعة الموز، بحسب مرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي لمراقبة الأرض.
والثوران البركاني في لابالما هو الأول منذ 50 عامًا، ففي عام 1971، تفجر جزء آخر من سلسلة البراكين نفسها، يعرف ببركان تينيغيا في جنوب الجزيرة وقبل عقدين على ذلك، ثار بركان نامبروكي في 1949.