الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

فيلم "سبايا" يثير جدلًا.. هل وافقت البطلات الإيزيديات على التصوير؟

فيلم "سبايا" يثير جدلًا.. هل وافقت البطلات الإيزيديات على التصوير؟

Changed

صورة ترويجية لفيلم "سبايا"
صورة ترويجية لفيلم "سبايا" (تويتر)
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "المشاركات في الفيلم ظهرن فيه بدون موافقتهن"، ما أثار الجدل حول المعايير المختلفة المطبقة على موضوعات وثائقية في الدول الغربية.

فاز فيلم "سبايا" الوثائقي عن اضطهاد الإيزيديات في العراق من قبل "تنظيم الدولة"، بجائزة مهرجان "صندانس" السينمائي لأفضل مخرج لفيلم وثائقي أجنبي هذا العام، كما افتتح مهرجان أفلام حقوق الإنسان الأسبوع الماضي في برلين.

ورغم الثناء الذي أبداه عدد من النقّاد لناحية "واقعية" مشاهد المطاردات بالسيارات و"درامية" محاولات الإنقاذ مثل أي فيلم روائي خيالي، وبدلًا من الاحتفال بالفيلم كونه يتمحور حول قضيتهم، أبدت نساء إيزيديات في العراق انزعاجهن على اعتباره "ينتهك حقوق المرأة في اتخاذ القرار حول ما إذا كانت تُريد استخدام صورها".

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن "المشاركات في الفيلم ظهرن فيه بدون موافقتهن". وأثارت هذه القضية الجدل حول المعايير المختلفة المطبّقة على موضوعات وثائقية في الدول الغربية.

وقالت ثلاث من النساء الإيزيديات في الفيلم الوثائقي للصحيفة إنهنّ لم يفهمن ما خطط له مخرج الفيلم هوجير هيروري، كما أنه أخبرهن أن الفيلم لن يُعرض في العراق أو سوريا.

وذكرت سيدة رابعة أنها كانت تعلم أنه يُصوّر فيلمًا، لكنها أخبرته أنها لا تريد أن تكون فيه. كما أوضحت طبيبة كردية سويدية ساعدت النساء الإيزيديات أنها لا تريد الظهور في الفيلم الوثائقي.

في المقابل، قال هيروري، المخرج السينمائي الكردي الذي يعيش في السويد، للصحيفة إنه سجّل في البداية موافقة شفهية من النساء في الأيام التي تلت إنقاذهن في عام 2019، وأثناء إقامته في المنزل الآمن في سوريا. وأشار إلى أنه أرسل نماذج مكتوبة فيما بعد عبر البريد الإلكتروني بسبب جائحة كورونا.

لكنّ النساء أكدن أنهنّ بعد عامين تقريبًا من تصوير الفيلم، تلقين نماذج الموافقة إلكترونيًا باللغة الإنكليزية، وهي لغة لا يفهمنها.

موافقة بأثر رجعي

وتُظهر النماذج التي اطلعت عليها الصحيفة تحمل اسم هيروري ومنتج الفيلم أنطونيو روسو ميريندا، وتبيّن أنها كانت مؤرخة بعد عرض الفيلم لأول مرة في صندانس في يناير/ كانون الثاني الماضي، أي أنهما "طلبا الموافقة بأثر رجعي".

وقال هيروري إنه في الحالات التي لم تقدّم فيها النساء موافقة كتابية، استخدم لقطات لهن ووجوههن غير واضحة. ومع ذلك، لا زال بالإمكان التعرّف عليهن في الفيلم.

يصور الفيلم الوثائقي الجهود المبذولة لإنقاذ النساء الإيزيديات من قبل اثنين من قادة المجتمع الإيزيدي، والحراس في معسكر الهول في شمال شرق سوريا. كما يتطرّق إلى قضية فصل النساء الإيزيديات عن أطفالهن المولودين من مقاتلي داعش.

وتظهر في أحد مشاهد الفيلم الدكتورة نعمام غفوري، الطبيبة الكردية السويدية التي ساعدت النساء الإيزيديات لسنوات، أثناء لم شمل الأمهات الإيزيديات بأطفالهن الصغار المولودين من مقاتلي داعش.

لكنّ إحدى شقيقاتها، الدكتورة نزدار غفوري، كشفت للصحيفة عن رسائل هاتفية أرسلتها أختها لهيروري تتحدّث فيها عن أنها لم ترد أن تظهر في الفيلم، وذلك بعد ان اكتشفت أنها ظهرت في الفيلم بعد عرضه.

لكنّ المخرج ردّ بأنه "لم تكن هناك لقطات قريبة لها".

المنتج يؤكد أنه التزم بالقانون السويدي

وفي ردّه على الموضوع، استعان منتج الفيلم أنطونيو روسو مريندا بشهادتين لبطلة الفيلم والمعهد السينمائي السويدي.

ووفقًا لمجلة "فاريتي"، أوضح مريندا، في بيان له، أنه والمخرج هيروري "تلقيا موافقة كتابية أو شفهية أو مصورة من كل من يظهر في سبايا"، وكذلك من الوصي القانوني للفتاة القاصر التي ظهرت في الفيلم.

وأضاف أن الفيلم "إنتاج سويدي يتبع القانون السويدي"، الذي ينصّ على أن "الموافقة الكتابية والشفوية والمصوّرة صالحة على حد سواء". وقال أيضًا إن النماذج "قُدّمت باللغتين العربية والإنكليزية".

وقال: "النساء اللواتي ظهرن في الفيلم كنّ ممتنّات، وأبدين تقديرهن لنا لكشفنا الفظائع التي تعرضن لها".

بطلة الفيلم: وقّعت بمحض إرادتي

وفي بيان تُرجم من اللغة الكردية، أوضحت بطلة الفيلم الرئيسية التي تبقى مجهولة لأسباب تتعلّق بالسلامة، أن المخرج "شرح لهن من هو، وأنه كان يصوّر فيلمًا وثائقيًا، وأخبرهن بما سيحدث".

وقالت: "وقّعت على نماذج الموافقة بمحض إرادتي. لم يجبرني أحد على الموافقة على أي شيء"، مضيفة أنها تلقّت نسختين من استمارة الموافقة، إحداهما باللغة الإنكليزية والأخرى باللغة العربية، وأنها "لم تشهد اعتراضًا" من باقي المشاركات على تصويرهن خلال الفيلم.

بدوره، دافع معهد السينما السويدي عن الفيلم الوثائقي، معتبرًا أن منتج فيلم "سبايا" ومخرجه "تعاملا مع التصوير والمتابعة بطريقة صحيحة ومهنية"، وأن "المشاركات أعطين موافقتهن، سواء المكتوبة أو الشفهية، التي لها نفس الأهمية وفقًا للقانون السويدي".

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة