الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

علماء كورونا يعيشون في حقل ألغام.. استنزاف نفسي وتهديدات بالقتل

علماء كورونا يعيشون في حقل ألغام.. استنزاف نفسي وتهديدات بالقتل

Changed

وباء كورونا
يتلقى علماء كورونا تهديدات بالقتل وشتائم وتنمّرا ورسائل مستمرة عبر الإنترنت (غيتي- صورة تعبيرية)
يعيش علماء فيروس كورونا الذين يظهرون باستمرار على وسائل الإعلام في حقل ألغام وصارت حياتهم مهددة بالخطر بحسب ما يقولون.

يعيش بعض العلماء الذين تحدثوا عبر وسائل الإعلام عن فيروس كورونا احتمال تعرضهم لمضايقات عبر الإنترنت وأعمال عنف وتهديدات ومحاولات قتل. 

ولم يكن عالم الفيروسات البلجيكي مارك فان رانست، الذي أصبح وجهًا إعلاميًا خلال الأزمة الصحية ومصدر غيظ لمناهضي التلقيح المضاد لكوفيد-19؛ يعلم عندما حدّد إجازته لبعد ظهر 17 مايو/ أيار أنه ربما ينقذ حياته.

أنقذته الصدفة 

وكان فان رانست ضحية تهديدات عسكري من اليمين المتطرّف اسمه يورغن كونينغز فرّ بعد ملاحقة الشرطة له وعُثر عليه في 20 يونيو/ حزيران مقتولًا برصاصة أنهى حياته بها. وكان في سيارته أربع قاذفات صواريخ وذخائر. وكشف التحقيق لاحقًا أنه كان قرب منزل فان رانست يوم 17 مايو. 

ويحكي عالم الفيروسات أن سيارة كونينغز "كانت مركونة في الشارع بحسب كاميرات المراقبة وكان ينتظر عودتي". ويتابع قائلًا: "ما لم يكن يعلمه هو أنني أخذت نصف يوم إجازة للمرة الأولى منذ 18 شهرًا فكنت في المنزل". وتم وضع فان رانست وعائلته بحماية الشرطة وكان عليهم أن يسكنوا عدة أماكن سرية طيلة شهر تقريبًا.

ويوضح: "لديّ ملف ضخم يضم نحو 150 رسالة تهديد بعضها بسيط - يُقارنونني بهتلر أو منغليه (طبيب نازي) - وبعضها تهديدات بالقتل". 

تهديدات بالقتل وتنمّر 

ليس فان رنست العالم الوحيد الذي تلّقى مثل تلك التهديدات، فقد نشرت مجلة "نايتشر" الطبية الأربعاء نتائج استطلاع شمل 321 عالما تحدّثوا عن كوفيد-19 في الإعلام ومعظمهم من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا. وبيّنت النتائج أن هؤلاء غالبًا ما تلقوا تهديدات وتعرّضوا لتنمّر.

ولم يتعرّض إلّا ثلث المستطلعين فقط لتبعات سلبية لحديثهم العلني عن كوفيد-19. وقال أكثر من نصف المستطلعين إنه تمّ التشكيك بمصداقيتهم بعد ظهورهم الإعلامي فيما أكّد 15% من المستطلعين أنهم تلقوا تهديدات بالقتل.

وتقول المتخصصة الفرنسية بالأمراض المعدية كارين لاكومب: "كان ذلك عنيفًا جدًا، لم أتعرّض قط لعنف كهذا".

"خرجت الأمور عن السيطرة"

وشاركت لاكومب بكتابة رسالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020 في مجلة "ذا لانسيت" تدين فيها المضايقات التي تتعرض لها العالمات. وبالتزامن مع تحول لاكومب إلى شخصية إعلامية مع بدء الجائحة، بدأت تتعرض لهجمات عندما اعترضت على ترويج الطبيب ديدييه راول لاستخدام الهيدروكسي كلوروكوين كعلاج لمحاربة الفيروس. وتذكر أنه "منذ ذلك الوقت، خرجت الأمور عن السيطرة".

وتابعت حديثها قائلة بأنها تلقت شتائم في الشارع، ووصلتها رسائل مجهولة المصدر وتهديدات بالاغتصاب، "وأشياء من هذا القبيل. كانت فترة صعبة جدًا". 

وتُضيف لاكومب: "في أحد الأيام وصلتني ألف رسالة إلكترونية فيها النص نفسه، وفي بداية الرسالة وضع بعض الأشخاص جملة شخصية مهينة جدًا. إن التكرار هو الذي يثير الجنون".

وتشكّل لاكومب جزءًا من مجموعة من الأطباء والعلماء المعروفين بمكافحتهم للمعلومات المضللة عن كوفيد-19 والذين استنكروا في أوائل سبتمبر/ أيلول الإهانات والتهديدات التي تعرضوا لها منذ أشهر، متهمين القضاء والسياسيين باللامبالاة.

استنزاف نفسي 

وتقول بأسف: "لم أعد أتقدّم بشكاوى"، لافتة إلى أنها تشعر أنها "مستنزفة نفسيًا" وبأنها "أصيبت بنوع من الإجهاد اللاحق للصدمة". وتوضح: "لم أعد إلى المنزل طيلة عدة أيام لأنني قلت لنفسي إن أناسًا سيكونون بانتظاري هناك".

ومن أجل "اتخاذ خطوة إلى الوراء"، اعتمدت لاكومب على "علماء نفس على دراية بآلية المضايقات عبر الإنترنت" و"المجموعات التي تحارب الكراهية والتضليل عبر الإنترنت". وتقول إنها عززت قناعاتها و"إنهم يريدون إسكاتنا ويجب ألا نستسلم لهذا الابتزاز".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close