الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

"لسنا دمى".. تظاهرات في إيطاليا احتجاجًا على فرض الشهادة الصحية

"لسنا دمى".. تظاهرات في إيطاليا احتجاجًا على فرض الشهادة الصحية

Changed

تظاهرة في روما احتجاجًا على إلزامية الشهادة الصحية في أماكن العمل
تظاهرة في روما احتجاجًا على إلزامية الشهادة الصحية في أماكن العمل (غيتي)
تريد الحكومة تشجيع الشعب على تلقي اللقاح من خلال جعل الشهادة الصحية إلزامية، وهو رهان تحقق إلى حد ما بعد استصدار 860 ألفًا الخميس.

احتشد آلاف المعارضين لإلزامية الشهادة الصحيّة في أماكن العمل والتي دخلت حيز التنفيذ الجمعة، في أنحاء إيطاليا ونصبوا حواجز على الطرق عند مداخل موانئ ومستودعات.

ويعد قطاع النقل والخدمات اللوجستية من القطاعات التي تأثرت بهذا الإجراء بشكل خاص، إذ لم يتلق التطعيم ما يصل إلى 30% من إجمالي 900 ألف سائق نقل بري وعامل شحن ومستودعات، وفق رئيس منظمة أصحاب العمل "كونفترا" إيفانو روسو.

وأفادت وكالة فرانس برس صباح الجمعة أن حوالي 300 عامل رصيف أقاموا اعتصامًا عند مدخل ميناء جنوى (شمال غرب) لمنع الشاحنات من التسليم.

ونقلت وكالة "أنسا" عن سائق الشاحنة ماركو (50 عامًا) قوله "اليوم من الصعب حقًا التفريغ.. لقد تلقيت اللقاح لأتمكن من العمل".

"نحن مواطنون ولسنا دمى"

وفي ترييستي (شمال شرق) "يعمل الميناء" رغم تجمع أكثر من 6500 معارض لإلزامية الشهادة الصحيّة، وفق ما أكد رئيس إقليم فريولي فينيتسيا جوليا ماسيميليانو فيدريغا. وأضاف المسؤول: "بالطبع هناك بعض الصعوبات في بعض نقاط العبور، لكنها تعمل".

وينطبق الشيء نفسه على نابولي وموانئ البحر الأدرياتيكي، في باري وبرينديزي خصوصًا.

وكتبت على لافتات في ترييستي شعارات مثل "نحن مواطنون ولسنا دمى" و"لا للتصريح الصحي والتمييز".

أما في البندقية فكانت شبكة القوارب النهرية الشهيرة "فابوريتو" تعمل بشكل طبيعي، على غرار وسائل النقل العام في روما وميلانو. فيما أغلق حوالي ثلاثين موظفًا الطريق المؤدية إلى موقع لشركة التوصيل "دي إتش إل" في سيتالا قرب ميلانو.

ولم يتم أيضًا تطعيم ربع العمال الزراعيين الإيطاليين والأجانب البالغ عددهم 400 ألف عامل، وفق اتحاد الزراعة "كولديريتي".

وقال رومانو ماغريني المسؤول في الاتحاد لوكالة فرانس برس: إن "الإضراب تزامن "مع حصاد الزيتون والتفاح والعنب، وقد يؤدي إلى بعض الصعوبات".

غرامة بقيمة 1500 يورو

وبموجب القانون الذي اعتمدته حكومة ماريو دراغي الائتلافية، فإن على أي موظف إظهار فحص سلبي في حال لم يتم تطعيمه، أو لم يتعاف مؤخرًا من كوفيد-19، تحت طائلة إعلانه متغيبًا عن العمل وحرمانه من راتبه.

وقد يتعرض الموظف الذي يذهب إلى عمله بدون تلقيح لغرامة تصل إلى 1500 يورو.

وفي غضون ذلك، تلقى أكثر من 85% من الإيطاليين الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا جرعة لقاح واحدة على الأقل، لكن ما يصل إلى ثلاثة ملايين آخرين غير مُلقحين معرضون لخطر الحرمان من العمل الحضوري.

ومن خلال جعل الشهادة الصحية إلزامية، تريد الحكومة تشجيع الشعب على تلقي اللقاح، وهو رهان تحقق إلى حد ما بعد استصدار 560 ألف شهادة صحية جديدة الأربعاء و860 ألفًا الخميس.

الحد من مخاطر تفشي الوباء

ويأمل ماريو دراغي في الحد من مخاطر تفشي الوباء وتجنب تدابير إغلاق جديدة في إيطاليا، إحدى أكثر الدول الأوروبية تضررًا من الوباء مع تسجيلها أكثر من 130 ألف وفاة، وتراجعًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8,9% عام 2020.

وأبقى برنامج التطعيم الذي تم إطلاقه في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي معدلات الإصابة منخفضة، ومن المتوقع أن ينمو ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بنسبة 5,8% هذا العام، وفق أحدث توقعات صندوق النقد الدولي.

ورغم أن النقابات فضلت فرض إلزامية التطعيم حتى لا يتكبد الموظفون غير الملقحين كلفة الفحوص (15 يورو لكل اختبار في سعرها الأقصى)، قدر رئيس اتحاد أصحاب العمل كارلو بونومي في تصريح مساء الخميس؛ أن "التصريح الأخضر هو اليوم الأداة الوحيدة القادرة على تأمين أماكن العمل".

وفي روما، تستعد السلطات لتعبئة جديدة بعد تظاهرة ضد الشهادة الصحية السبت الماضي تحولت إلى اشتباكات عنيفة. ومن المقرر أن يبدأ التجمع في الساعة الرابعة بعد الظهر (الثانية بعد الظهر ت غ).

ودعت النقابات إلى تظاهرة مناهضة للفاشية للتنديد بالهجوم على مقر نقابة "سغيل" الأكبر في البلاد، خلال احتجاج على الشهادة الصحيّة في 9 أكتوبر/ تشرين الأول، نسب إلى مجموعة "فورتسا نوفا" اليمينية المتطرفة.

المصادر:
أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close