الإثنين 25 مارس / مارس 2024

جزر غرب المحيط الهادئ مهددة بالاختفاء.. مساع لنقل سكانها إلى البر الرئيسي

جزر غرب المحيط الهادئ مهددة بالاختفاء.. مساع لنقل سكانها إلى البر الرئيسي

Changed

عُرفت منطقة بوغانفيل سابقًا بمقاطعة جزر سليمان الشمالية وهي منطقة مستقلة في بابوا غينيا الجديدة
عُرفت منطقة بوغانفيل سابقًا بمقاطعة جزر سليمان الشمالية وهي منطقة مستقلة في بابوا غينيا الجديدة (غيتي)
ارتفعت مستويات سطح البحر في غرب المحيط الهادئ بمعدل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي، ما يعني ارتفاعًا صافيًا بمقدار 0.3 مترًا في الثلاثين عامًا الماضية.

أمام تقلّص مساحات الجزر نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر؛ قد يجد سكان أرخبيل سابوسا جنوب منطقة بوغانفيل أنفسهم أمام حتمية الانتقال إلى البر الرئيسي. 

وكانت منطقة بوغانفيل تُعرف سابقًا بمقاطعة جزر سليمان الشمالية، وهي منطقة مستقلة في بابوا غينيا الجديدة.

جدار من أكياس الرز

في جزيرة توريار الآخذة بالانكماش دُفن فرانسيس توني عقب وفاته، غير أن الخط الساحلي بات الآن على بعد خمسة أمتار فقط من قبره. 

وينقل موقع "الغارديان" عن نجله كريستوفر سيسي نفيه أن يكون لدى الأسرة خطط لنقل عظامه إلى مقبرة جديدة، حيث يقول: "سيكون والدي مثل قبطان تيتانيك. عندما تنخفض الجزيرة إلى أسفل، سيهبط معها".

بدوره، يشير المسؤول الأعلى جون ويسلي، من جزيرة توروتسيان، إلى منطقة عشبية أمام مبنى المدرسة، موضحًا أن الحقل بأكمله يُغطى بالمياه خلال المد.

بحسب "الغارديان"، فالرجل وإضافة إلى كونه المسؤول الأعلى، مهندس مدني، وبذل قصارى جهده لإشراك المجتمع في مشاريع صغيرة في جميع أنحاء الجزيرة، مثل بناء جدار بحري من أكياس أرز قديمة مليئة بالشعاب المرجانية الميتة والأصداف لحماية الأرض من ارتفاع منسوب المياه.

كما وضع مقترحات للحصول على الدعم من الهيئات المحلية والوطنية والدولية في محاولة لتأمين إجراءات حماية الأراضي. ومع ذلك يخشى أن يكون الانتقال حتميًا.

ويشير إلى أن "التحدي الأكبر هو أطفالنا وأجيالنا المقبلة"، مضيفًا: "أعتقد أنه إذا قررنا الانتقال إلى البر الرئيسي الآن، فربما يكون مستقبلنا أفضل بكثير".

وتشير المعلمة المحلية أراني كايتوف، التي وُلدت وترعرعت في جزيرة توروتسيان، إلى أنها تتحدث إلى طلابها عن الكوارث الطبيعية وتأثير تغيّر المناخ على الجزيرة.

وتوضح لهم أن سكان الجزيرة، وأمام واقع نمو عددهم بموازاة تآكل التربة وتضاؤل الأرض، سينتقلون في المستقبل إلى البر الرئيسي.

وبحسب موقع "الغارديان"، فقد ارتفعت مستويات سطح البحر في غرب المحيط الهادئ بمعدل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي، ما يعني ارتفاعًا صافيًا بمقدار 0.3 مترًا في الثلاثين عامًا الماضية.

ويلفت الموقع إلى أن الآثار الأكثر وضوحًا لارتفاع مستوى سطح البحر هي تآكل السواحل والفيضانات التي تغمر الأراضي المنخفضة"، موضحًا أن المجتمعات تتأثر قبل وقت طويل من غمر جزرها.

ويشرح في هذا الصدد أن المياه المالحة تتسرّب إلى المياه الجوفية، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام المنزلي وتترك المجتمعات تعتمد على مياه الأمطار للشرب، مما يعني أن المجتمعات لا تستطيع زراعة المحاصيل.

إبحار منفرد في مهب الريح

من جهة أخرى، وعلى مدى السنوات الـ 12 الماضية، ساعدت أورسولا راكوفا في نقل أفراد مجتمعها من جزر كارتريت، على بعد حوالي 80 كيلومترًا شمال شرق بوغانفيل، إلى البر الرئيسي.

وتشير راكوفا إلى أن الجزر منخفضة للغاية، وإذا جمعت كلها معًا، فيمكن التجول في أرجائها في أقل من ساعة. وتقول: "ربما ستبقى الجزر، وربما تكون هناك أشجار، ولكن فيما يتعلق بإدامة حياتنا وإطعام أنفسنا، ولّى ذلك الوقت".

وكانت راكوفا قد أسّست منظمة غير حكومية محلية تسمى Tulele Peisa، تُترجم إلى "الإبحار في مهب الريح بمفردنا". ولعبت هذه المنظمة دورًا أساسيًا في نقل العائلات من جزر كارتريت إلى البر الرئيسي.

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close