الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

مخرجة لبنانية تكرس أفلامًا وثائقية لمساعدة النزلاء.. ماذا عن السجناء الزرق؟

مخرجة لبنانية تكرس أفلامًا وثائقية لمساعدة النزلاء.. ماذا عن السجناء الزرق؟

Changed

رغم قسوة الحياة داخل السجن لا يخلو فيلم "السجناء الزرق" من المرح
رغم قسوة الحياة داخل السجن لا يخلو فيلم "السجناء الزرق" من المرح (غيتي)
تبلغ مدة الفيلم 75 دقيقة، وهو الوثائقي الطويل الثالث لزينة عن السجون بعد "12 لبنانيًا غاضبًا" في 2009 عن سجن رومية، و"يوميات شهرزاد" في 2013 عن سجن بعبدا. 

بعد 12 عامًا من فيلمها الأول عن أوضاع سجن رومية في لبنان، تعود الممثلة والمخرجة زينة دكاش إلى المكان نفسه، حيث تدور أحداث فيلمها الوثائقي الجديد "السجناء الزرق"، الذي تستعرض من خلاله قضية المرضى النفسيين خلف أسوار المؤسسات العقابية.

تبلغ مدة الفيلم 75 دقيقة، وهو الوثائقي الطويل الثالث لزينة عن السجون بعد "12 لبنانيًا غاضبًا" في 2009 عن سجن رومية، و"يوميات شهرزاد" في 2013 عن سجن بعبدا. 

وينافس "السجناء الزرق" ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بمهرجان الجونة السينمائي في مصر، كما ينافس على جائزة "سينما من أجل الإنسانية".

"نص فضفاض"

يكتسب الفيلم اسمه من المبنى الأزرق داخل سجن رومية، الذي يضم السجناء المصابين باضطرابات نفسية وعصبية، حيث تعمل زينة على مساعدتهم بالعلاج النفسي من خلال "المركز اللبناني للعلاج بالدراما"، وتعمل على دمجهم في أنشطة وعروض فنية ومسرحية.

جرى تصوير الفيلم على مدى ثلاث سنوات داخل سجن رومية المكتظ بالنزلاء، ويمكن من خلاله ملاحظة مدى الإهمال الذي يعانيه المرضى النفسيين الصادر ضدهم أحكام قضائية أو الموقوفين على ذمة قضايا، حيث لا رعاية طبية ولا متابعة قضائية لأوضاعهم القانونية.

وأوضحت زينة أن القانون اللبناني الصادر عام 1943 ولا يزال ساريًا، ينصّ على أن "كل مجنون أو معتوه أو ممسوس ارتكب جرمًا يبقى في السجن إلى حين الشفاء"، وهو في نظرها نص فضفاض غير ملزم بإجراء تقييم منتظم لحالات السجناء ممّا يبقيهم خلف الأسوار حتى يأتيهم الموت.

وقالت لوكالة "رويترز": "عملت داخل السجون لسنوات طويلة وأنجزنا مسرحيات كثيرة، وكل هذا موثّق بالفيديو والصور، لكن فكرة صنع فيلم لا تظهر سوى عندما يكون هناك شيء ملح يشدني للكلام عنه وإبرازه بشكل منفصل".

وأضافت: "لاحظت أثناء العمل بعض السجناء غير المتزنين نفسيًا، وعندما سألت اكتشفت أن الأحكام الصادرة ضدهم تشمل جملة لحين الشفاء، وعندما بحثت أكثر وجدت أن بينهم من قضى 37 و38 عامًا في السجن لدرجة أن بعضهم أصابه الخرف أو الزهايمر".

قسوة ومرح

برأي دكاش، ساهمت الأفلام والمسرحيات وغيرها من الجهود المجتمعية والمساعي الشخصية في تحريك المياه الراكدة، وتغيير ولو شيء بسيط في أوضاع السجناء وخروج بعضهم بالفعل في إطار جهود خاصة.

وقالت: إن هناك مشروع قانون منذ عدّة سنوات بشأن أوضاع السجناء، الذين يعانون من أمراض نفسية وعصبية لكن الوضع القائم في لبنان يؤجل مناقشة كثير من القضايا.

ورغم قسوة الحياة داخل السجن لا يخلو فيلم "السجناء الزرق" من المرح، الذي يتولّد من ردود الفعل التلقائية للسجناء أثناء جلسات العلاج النفسي والإعداد للأعمال المسرحية.

وكشفت دكاش أن النزلاء، ورغم صعوبة العمل داخل سجن للرجال في البداية، واستغراقهم وقتًا طويلًا للاعتياد على وجودها ومنحها ثقتهم، أطلقوا عليها فور تأكدهم من صدق نواياها ورغبتها الحقيقية في مساعدتهم لقب "أبو علي" ليشعروا بأنها واحدة منهم.

المصادر:
رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close