الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

"سنهاجر مرة أخرى".. عراقيون عائدون يتحدثون عن معاناتهم في بيلاروسيا

"سنهاجر مرة أخرى".. عراقيون عائدون يتحدثون عن معاناتهم في بيلاروسيا

Changed

الشاب العراقي حسين إلياس خضر ووالدته (غيتي)
الشاب العراقي حسين إلياس خضر ووالدته (غيتي)
تحدث الشاب العراقي حسين إلياس خضر بعد عودته إلى العراق من الحدود بين بيلاروسيا وبولندا عن تجربته الصعبة هناك.

لا يزال الشاب العراقي حسين إلياس خضر مصرًا على الهجرة بعد عودته إلى بلاده، رغم الظروف القاسية التي واجهها برفقة زوجته ووالدته لثلاثة أسابيع في الغابات الباردة على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.

والخميس الماضي، وصلت عائلة حسين في أول رحلة عودة نظمتها السلطات العراقية لإعادة أكثر من 400 مواطن من بيلاروسيا.

ودفع حسين (36 عامًا) أكثر من عشرة آلاف دولار للحصول على تأشيرات ودفع النفقات اليومية في بيلاروسيا، بعدما اقترض وباع مصوغات ذهبية لوالدته وزوجته، لكنه لم يتمكن من عبور الحدود للوصول إلى أوروبا الغربية.

وقال الشاب العراقي الذي عاد إلى مخيم شاريا للنازحين الأيزيديين في محافظة دهوك: "كنا نحاول العبور بين الأسلاك الشائكة، لكنها كانت حرارية، وعند اللمس كانت تعطي إشارة إلى الشرطة البولندية التي كانت تصل إلى المكان وتمنعنا من العبور".

وأضاف: "عشنا جوعًا وعطشًا وبردًا، عانينا كثيرًا هناك"

ولم تتمكن والدة حسين، إنعام (57 عامًا)، من المشي لساعات طويلة في غابات بيلاروسيا بسبب مرض الروماتيزم الذي تعاني منه، بينما تمكّن أفراد المجموعة الآخرون وهم سبعة أيزيديين من الوصول إلى ألمانيا، بعد أن ساروا طويلًا في الغابة إلى أن وجدوا منفذًا.

وتؤكد إنعام: "لم نذهب للبحث عن الرفاهية إنما هربًا من الأوضاع المزرية التي نعيشها".

"سنهاجر مرة أخرى"

وأصبحت مسؤولة عن تربية طفل بعمر سنة، عندما توفي زوجها عام 1986 خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).

وأصيب ابنها بجروح خطرة عامي 2005 و2007 بعد نجاته بأعجوبة من تفجيرين، واضطرت للفرار معه وآخرين عندما اجتاح تنظيم "الدولة" بلدتها سنجار صيف 2014. ولم تتمكن من العودة بعد طرد المسلحين، لأن منزل العائلة تحوّل إلى ركام.

وعاش حسين وعائلته سبع سنوات داخل خيمة واحدة تحرقها أشعة الشمس خلال أيام الصيف، وتغرقها الأمطار في الشتاء.

لكن أمل حسين في الرحيل عن بلاده لم ينقطع بعد عودته، وقال في تصريح لـ "فرانس برس": "لم يبق لدينا مال، لكن أول ما نحصل عليه، سنهاجر مرة أخرى. لن أتخلى عن هذه الفكرة ومتى سنحت لي الفرصة مرة أخرى سأهاجر، لكن ليس عن طريق بيلاروسيا لأنهم بعدما رحلونا، منعوا علينا السفر لمدة خمس سنوات".

وخلال الأشهر الماضية، تجمّع آلاف الأشخاص على حدود بيلاروسيا وبولندا في محاولة للولوج إلى أوروبا الغربية، لكن بولندا أقفلت حدودها.

وتتهم الدول الغربية مينسك بافتعال الأزمة ردًا على عقوبات غربية، فُرضت على نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو.

وخلال هذه الأزمة، لقي ما لا يقل عن 11 مهاجرًا حتفه خلال هذه الأزمة على الحدود، وفقًا لوسائل إعلام بولندية.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close