انخفض معدل الولادات في الصين إلى أدنى مستوى له منذ عام 1978، حيث تكافح الحكومة لدرء أزمة ديموغرافية تلوح في الأفق، بحسب صحيفة "الغارديان".
وتُظهر البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء في البلاد أنه كان هناك 8.5 مواليد لكل 1000 شخص عام 2020، وهي المرة الأولى منذ عقود التي انخفض فيها الرقم إلى أقل من 10.
وذكر الكتاب السنوي الإحصائي، الذي صدر نهاية الأسبوع، أن المعدل الطبيعي للنمو السكاني، أي الولادات والوفيات، كان عند مستوى منخفض جديد قدره 1.45.
وتتعرض الحكومة لضغوط لمنع حدوث انخفاض محتمل في عدد السكان بعد عقود من سياسات التدخل بشأن الولادة، بما في ذلك ارتفاع تكاليف المعيشة.
ولم يذكر أسباب الانخفاض الكبير، لكن علماء الديموغرافيا أشاروا في السابق إلى العدد المنخفض نسبيًا من النساء في سن الإنجاب وارتفاع تكلفة تربية الأسرة.
وأفاد الكتاب السنوي عن انخفاض نصيب الفرد من الإنفاق على التكاليف التعليمية والثقافية والترفيهية، والخدمات الصحية والطبية للصينيين في المناطق الريفية والحضرية، وزيادة في دخل الأسرة.
Demographics: China's birth rates hit new low not seen in decades - A crisis could be facing the world's second largest economy, after statistics revealed 8.5 births per 1,000 people in 2020 - the lowest recorded since 1978. pic.twitter.com/4rkQPVazFY
— Ben Schaack (@BuyingStrength) November 23, 2021
وقد دُفعت المشاكل السكانية في الصين إلى حد كبير بسياسة الطفل الواحد التي تم تنفيذها عام 1980، واستمرت حتى عام 2015 مع بعض الاستثناءات، لكنها جزء من نمط أوسع حول العالم، لا سيما في شرق آسيا.
وأدخلت الحكومات والسلطات المحلية مجموعة واسعة من السياسات التي تسعى إلى عكس هذا الاتجاه، من تخفيف القيود على إنجاب الأطفال، إلى تخفيف التكاليف المرتبطة بالتعليم وتربية الأطفال، وإدخال فترات "تهدئة" إلزامية لحالات الطلاق.
وكشف الكتاب السنوي الصيني عن انخفاض حالات الطلاق لأول مرة منذ عام 1985 على الأقل، إلى حوالي 4.3 ملايين، على الرغم من وجود عدد أقل من حالات الزواج، مقارنة بالعام السابق.
ولكن يبدو أن سياسات الحكومة فشلت حتى الآن في معالجة مخاوف الشباب بشكل مناسب بشأن التكاليف المرتبطة بإنجاب الأطفال.
وقال يي فوشيان، عالِم بارز في أمراض النساء والتوليد بجامعة ويسكونسن ماديسون: "ما تفعله الحكومة الصينية فعلته بالفعل الحكومة اليابانية، والأولى ليست غنية مثل الأخيرة". وأضاف: "يمكن لليابان توفير الرعاية الصحية والتعليم مجانًا، لكن الصين لا تستطيع ذلك".