تمّ تحديد هوية امرأة من إقليم كردستان العراق، تبلغ من العمر 24 عامًا، بوصفها أول ضحية مؤكدة للمأساة التي وقعت في قناة المانش الأربعاء الماضي.
وقضى في ذلك اليوم 27 مهاجرًا، بعدما غرق زورقهم قبالة مدينة كاليه؛ من حيث انطلقوا في شمال فرنسا خلال محاولتهم للعبور نحو السواحل البريطانية.
وكانت مريم نوري محمد أمين واحدة من المهاجرين، الذين غرقوا أثناء تلك المحاولة، وكانت تأمل في الانضمام إلى خطيبها في المملكة المتحدة.
"تسعى وراء الحب"
ونقل موقع "ميترو" البريطاني نفي ابن عمها كرمانج عزت دارجالي لشبكة "أل. بي. سي"، أن تكون مريم قد حاولت الوصول إلى الشواطئ البريطانية للعمل، موضحًا أنها كانت تسعى وراء الحب مع زوجها المستقبلي.
وقال إن مريم كانت "متألقة بالأمل" لبدء حياة جديدة في المملكة المتحدة مع شريكها كرزان، مشيرًا إلى أن الأمر انتهى بمأساة.
وكان زوج مريم المستقبلي قد تحدّث الخميس الماضي، قبل تأكيد وفاتها، عن انكبابه على متابعة سلامتها.
وأوضح الشاب ـ وهو مهاجر كردي ـ أنه كان يتتبع تحركات مريم التي تُعرف أيضًا باسم باران أثناء رحلتها بالقارب، عندما توقف نظام تحديد المواقع العالمي فجأة.
وأفاد بأنه تحدث مع مريم عبر الهاتف قبل اختفاء ظهورها، وأعلمته بأن على المركب 30 شخصًا.
"حضور مفاجئ"
أكثر من ذلك، لفت الخطيب المفجوع إلى أنه لم يكن على علم بشأن خطة مريم عبور القناة قبل ذلك، حيث كان يُفترض أن يكون وصولها إلى المملكة المتحدة مفاجأة.
وأوضح أنهما كانا يتراسلان عندما بدأ الهواء يتسرّب من القارب، راويًا أنها حاولت طمأنته بالقول إن رجال الإنقاذ قادمون قبل فقدان الاتصال.
وحدادًا على مريم اجتمع أهلها وأقاربها في مدينة إربيل بإقليم كردستان، ويرتقب أن تقيم لها عائلتها جنازة.
وأشار عمها لهيئة الإذاعة البريطانية، إلى أن الأسرة كانت تنتظر إعادة جثة الشابة إلى العراق.
#فرنسا و #بريطانيا تتبادلان الاتهامات، بعد غرق عشرات المهاجرين في بحر المانش pic.twitter.com/R49PGm9ryw
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) November 25, 2021
وأودت مأساة الأربعاء بحياة 17 رجلًا وسبع نساء ـ بينهم امرأة حامل ـ وثلاثة أطفال، معظمهم من الأكراد العراقيين والإيرانيين والأفغان، بينما سُجّلت نجاة ناجيَين أحدهما من الصومال والثاني من العراق.
وألقت الشرطة الفرنسية القبض على خمسة أشخاص مشتبه بهم في مجال الاتجار بالبشر على صلة بالحادث.
إلى ذلك، وفيما يُعتبر الممر البحري الضيق بين فرنسا وبريطانيا من أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، أشار موقع "ميترو" إلى أنه تم التكهن بأن سفينة حاويات قد اصطدمت بالزورق.