تباعد مسافة تقدّر بمئات الكيلومترات بين الصديقَين المغربيّين عثمان بوكشوض ونوح بوفرو، غير أن صداقة قوية تجعلهما قريبين دائمًا.
عثمان الذي يقيم في مراكش، اضطره ظرفه الصحي الدقيق لإجراء عملية جراحية في القلب، تستوجب مبلغًا كبيرًا وقدره 300 ألف درهم، أي نحو 30 ألف دولار.
وفيما لم يتوافر بحوزته شيء من المبلغ، تأمّن نصفه بمساهمة من بعض المحسنين. لكن ماذا عن البقية؟.
"خارج الصندوق"
في البداية، وجد عثمان نفسه أمام حائط مسدود. وبينما راح الوقت يمرّ سريعًا، خرج صديقه ورفيقه في السكن الجامعي نوح بوفرو، بفكرة، عبر إطلاق مبادرة بعنوان "علبة فشار.. نبضة قلب"، تهدف إلى جمع التبرّعات بواسطة عربة صغيرة لبيع الفشار بالقرب من أحد المساجد في مسقطه بمدينة كلميم.
وفي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، نشر نوح مقطعًا مصورًا على صفحته في "فيسبوك"، ظهر فيه وهو يردّد بحماسة: "الفشار.. الفشار، السلام عليكم ورحمة الله، اليوم سنبدأ حملة التبرع لصديقي ورفيقي في الدراسة الجامعية، وهو بحاجة ماسّة إلى عملية في القلب مستعجلة، وهو في حالة يرثى لها".
وبينما تعيّن على الشاب جمع نصف تكلفة عملية صديقه، راح يبيع الفشار بدءًا من صلاة العصر يوميًا، بعد أن حدّد سعر الفشار بين درهم واحد (عُشر دولار) إلى 20 ألف درهم (2000 دولار).
وبعد انتشار الفيديو الأول، عمد يوميًا إلى الكشف عبر حسابه الفيسبوكي عن حصيلة عربة الفشار والتبرعات البنكية. فاستطاع خلال اليوم الأول جمع 6481 درهمًا (648 دولارًا)، وما يوازي ذلك تقريبًا في اليوم الثاني.
أما في اليوم الثالث، فقد تطوّع أحد أصدقائه للمشاركة في عملية البيع، بغية دعوة معارف وأصدقاء آخرين للتبرع.
مزيد من الأصدقاء
وأشار الشاب إلى قيام خيّرين بالمساهمة بأكياس الذرة طيلة أيام الحملة، فضلًا عن زيت المائدة وأكياس التقديم.
وانخرط تباعًا أصدقاء آخرون في المساعدة بالبيع، ما عجّل بجمع المبلغ المتبقي خلال 10 أيام فقط.
وكان نوح قد عمل في خطٍ موازٍ على نشر ما تداوله الإعلام المحلي عن مبادرته عبر فيسبوك للتعريف بها، وحثّ الناس على المساهمة في إنقاذ صديقه من الموت.
وفي السابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أرسل نوح إلى عثمان 160 ألف درهم (16 ألف دولار)، لكي يجري العملية الجراحية في أسرع وقت ممكن. ونشر وثيقة تثبت التحويل المالي.