الإثنين 25 مارس / مارس 2024

"عقار" للعلاج من كوفيد.. منظمة الصحة "تصحح" توصيتها حول حظر السفر

"عقار" للعلاج من كوفيد.. منظمة الصحة "تصحح" توصيتها حول حظر السفر

Changed

أوروبا التي تواجه موجة وبائية جديدة تبدو حاليًا الأكثر تضرّرًا بـ "أوميكرون"
أوروبا التي تواجه موجة وبائية جديدة تبدو حاليًا الأكثر تضرّرًا بـ"أوميكرون" (غيتي)
دعا المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى "الهدوء"، طالبًا من "كل الدول الأعضاء اتّخاذ إجراءات منطقية ومتناسبة لخفض الأخطار".

حذّرت منظّمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، من أنّ حظر السفر لن يوقف انتشار المتحوّرة "أوميكرون" لفيروس كورونا، لكنّها نصحت الأشخاص غير المحصّنين بالكامل ضد كوفيد-19، بعدم السفر إلى مناطق تشهد انتشارًا للفيروس، مصحّحة بذلك "توصية" سابقة حول منع المسنّين بشكل عام من السفر، فيما أوصى خبراء بمنح عقار طوّرته شركة "ميرك" للعلاج من مرض كوفيد-19 ترخيصًا بالاستخدام الطارئ في حالات محدّدة.

وفي تحديث لتوجيهاتها المتعلّقة بالسفر في ظلّ أوميكرون"، قالت منظمة الصحة إنّ "الأشخاص الذين لم يتمّ تطعيمهم بالكامل، أو لا دليل لديهم على أنّه سبق لهم وأن أصيبوا بعدوى سارس-كوف-2، والذين يواجهون خطرًا مرتفعًا بالإصابة بمرض شديد والموت، بما في ذلك أولئك الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا وما فوق وأولئك الذين يعانون من أمراض مصاحبة تزيد من خطر الإصابة الشديدة بكوفيد-19 (مثل أمراض القلب والسرطان والسكري)، ينبغي نُصحهم بتأجيل سفرهم إلى مناطق تشهد انتقالًا مجتمعيًا للفيروس".

حظر السفر

وأوضحت النشرة التوجيهية أنّه حتّى 28 نوفمبر/ تشرين الثاني "وضعت 56 دولة إجراءات تتعلّق بالسفر تهدف إلى تأخير دخول المتحوّرة الجديدة إليها".

لكنّ المنظّمة حذّرت من أن "حظر السفر العام لن يمنع تفشّي (المتحوّرة) على مستوى العالم"، مضيفة أنّ مثل هذه القرارات "يمكن أن تؤثّر سلبًا على الجهود الصحية العالمية أثناء الجائحة عن طريق تثبيط البلدان عن الإبلاغ وتبادل البيانات الوبائية".

وبصورة أعمّ، دعت المنظمة جميع المسافرين إلى "توخي اليقظة" والتطعيم واتّباع قواعد الصحّة العامة بغضّ النظر عمّا إذا كانوا قد تلقّحوا أم لا، ولا سيّما باستخدام الأقنعة الواقية والالتزام بتدابير التباعد الجسدي وتجنّب الأماكن المزدحمة والسيئة التهوية.

واتّخذت دول عدّة قرارات بمنع الرحلات، خصوصًا تلك الآتية من جنوب أفريقيا ودول مجاورة لها، حيث رُصدت المتحوّرة الجديدة أول مرة.

ودعا المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، الأحد، إلى "إبقاء الحدود مفتوحة" بعد أن ناشدت جنوب أفريقيا المجتمع الدولي "الرفع الفوري والعاجل" لقيود السفر المفروضة عليها بعد رصد المتحورة "أوميكرون".

وفي توجيهاتها، دعت منظمة الصحة العالمية الدول إلى اتّباع نهج يقوم على تقييم المخاطر عند اتخاذ تدابير مثل فحص الركاب والحجر الصحي.

وكتبت المنظمة: "يجب أن تكون جميع التدابير متناسبة مع المخاطر ومحدّدة زمنيًا، ويجب تطبيقها مع احترام كرامة المسافرين وحقوق الإنسان والحريات الأساسية".

وفي مواجهة حالة الهلع المسيطرة، دعا المدير العام للمنظمة الأممية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الثلاثاء إلى "الهدوء" وطلب من "كل الدول الأعضاء اتّخاذ إجراءات منطقية ومتناسبة لخفض الأخطار".

أشهر للحصول على لقاح؟ 

وفي وقت يتساءل فيه العالم عن الاستجابة لهذه المتحوّرة، توقّع رئيس شركة "موديرنا" ستيفان بانسل في حديث لصحيفة "فايننشال تايمز" أن يكون هناك "انخفاض جوهري" في فعالية اللّقاحات الحالية ضدّ "أوميكرون".

وأشار إلى أنّ تطوير لقاح فعّال في هذا الصدد سيستغرق أشهرًا.

لكنّ العديد من المختبرات من بينها "موديرنا" و"أسترازينيكا" و"فايزر/بايونتيك" و"نوفافاكس" أعربت عن ثقتها في قدرة لقاحاتها على مكافحة المتحوّرة "أوميكرون".

من جانبها، أعلنت روسيا أنّها تعمل على تطوير نسخة من لقاح "سبوتنيك-في" تستهدف "أوميكرون" بشكل خاص، إذا لم يكن اللّقاح المتوافر حاليًا فعّالًا "وهو أمر غير مرجّح".

"قرار صعب"

بدورها، صوّتت لجنة استشارية تابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية "أف دي أيه"، الثلاثاء، لصالح التوصية بترخيص حبوب "مولنوبيرافير" الذي طوّرته شركة "ميرك"، في خطوة قد  تساهم بمنح موافقة الوكالة الفيدرالية على استخدام الحبوب.

وتستخدم الحبوب التي يمكن تناولها عن طريق الفم، لعلاج الأعراض الخفيفة إلى المتوسطة، لدى البالغين المعرضين للإصابة الحادة بمرض كوفيد-19.

لكنّ العديد من الخبراء، بمن فيهم أولئك الذين صوّتوا لصالح السماح باستخدام هذا العلاج، أقرّوا بأنّ القرار بهذا الشأن "صعب"، خصوصاً مع انخفاض نسبة فعالية هذا الدواء في تجنيب من يتناولونه الحاجة لدخول المستشفى أو حتى الوفاة، إلى 30% فقط.

كما يخشى الخبراء من احتمال أن يؤدّي هذا العلاج إلى حدوث طفرات فيروسية جديدة غير مرغوب بها، وبالتالي ظهور متحوّرات جديدة، وذلك نتيجة للتقنية التي استخدمتها شركة ميرك في تطوير هذا الدواء.

كما اعتبر عدد من الخبراء أنّه ينبغي على النساء الحوامل تجنّب تناول هذا العلاج، أو على الأقلّ تفضيل علاجات أخرى مثل الأجسام المضادّة الاصطناعية عند توفّرها.

وخلال التجارب التي أجريت على الحيوانات، بدا أنّ نسبة تشوّهات الولادة الخلقية زادت لدى الحيوانات التي أعطيت هذا العلاج.

أوروبا الأكثر تضررًا

وانتشرت المتحوّرة الجديدة التي اكتشفت في جنوب إفريقيا في كل القارات، إلا أن أوروبا التي تواجه موجة وبائية جديدة، تبدو حاليًا الأكثر تضرّرًا بأوميكرون.

وبعدما اعتُبرت لفترة طويلة نموذجًا يُحتذى به في أوروبا، أثارت ألمانيا التي تشهد طفرة إصابات جديدة إلزامية تلقّي اللّقاح، وهو موضوع سيُطرح للتصويت في البرلمان بحلول نهاية العام.

وفي بريطانيا، وهي واحدة من أكثر الدول تضرّرًا بالوباء (145 ألف وفاة)، أعيد الثلاثاء فرض إلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل والمتاجر. كذلك، أصبح يتوجب على جميع المسافرين الذين يصلون إلى بريطانيا الخضوع لاختبار "بي سي آر" ولحجر صحي حتى صدور النتيجة.

وأعلنت السويد، التي تميّزت منذ بدء تفشي الوباء بتدابير أقلّ تقييدًا من تلك التي فرضتها سائر الدول، أنها ستواصل سلوك المسار ذاته.

بدورها، رصدت هولندا متحورة "أوميكرون"، حيث وصل 14 مسافرًا مصابًا من جنوب إفريقيا. وقالت السلطات الهولندية، الثلاثاء، إن المتحوّرة كانت منتشرة في البلاد في 19 نوفمبر، أي قبل أسبوع تقريبًا من إعلان جنوب إفريقيا اكتشافها.

وأعلنت البرتغال إصابة 13 لاعبًا من نادٍ لكرة القدم بالمتحورة، فيما أبلغت إسبانيا رسميًا عن أول حالة إصابة.

كما سجّلت فرنسا أول إصابة بـ"أوميكرون" الثلاثاء في جزيرة لا ريونيون، وأوصت بتلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 عامًا، وكذلك المعرضين لخطر الإصابة بأعراض حادة من المرض.

ومساء الثلاثاء، أُعلن عن إصابتين بالمتحورة في سويسرا، وإصابتين أخريين في البرازيل، ليتأكّد بذلك وصول المتحوّرة إلى أميركا اللاتينية.

وفي آسيا، حظرت اليابان، بعد ثلاثة أسابيع من تخفيف بعض القيود "دخول جميع الرعايا الأجانب" اعتبارًا من الثلاثاء. وأكدت الحكومة أول إصابة بأوميكرون الثلاثاء لدى رجل عائد من ناميبيا.

زيادة متسارعة

وأثارت "أوميكرون" قلقًا أكثر من أي متحوّرة أخرى منذ ظهور متحورة "دلتا" التي تبيّن أنها أشد عدوى من متحورات كوفيد-19 السابقة.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن "احتمال انتشار أوميكرون في العالم "مرتفع"، مقرّة بأن معلومات كثيرة ما زالت مجهولة، مثل شدة العدوى وفعالية اللقاحات الموجودة ضدها وشدة الأعراض.

لكن حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي وفاة مرتبطة بـ"أوميكرون".

في جنوب إفريقيا، ترتبط غالبية الإصابات الجديدة بالمتحورة الجديدة، وتتوقع الحكومة زيادة متسارعة في عدد الإصابات.

وتوحي هذه البيانات بأن المتحوّرة لديها إمكانات كبيرة على الانتشار، وتذكّر بضرورة التلقيح على نطاق عالمي باعتباره الوسيلة الوحيدة القادرة على توفير غطاء مناعي عالمي للسيطرة على الوباء، في وقت ما زالت إفريقيا من بين الأقل تحصينًا.

ودعت جنوب إفريقيا التي تعتبر نفسها "معاقبة" لكشفها وجود المتحوّرة الجديدة، إلى الرفع "الفوري والعاجل" لقيود السفر، معتبرة أنه من "المؤسف" أن بعض الدول الإفريقية تتخذ هذه الإجراءات أيضًا.

وأعلنت الغابون إغلاق حدودها أمام المسافرين القادمين من ثماني دول إفريقية.

وتراجعت البورصات العالمية وأسعار النفط بشكل واضح في مواجهة تفشّي متحورة "أوميكرون".

كما أقرّت الصين الثلاثاء بأن أوميكرون ستصعّب استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية (4-20 فبراير/شباط 2022) لكنها أكدت ثقتها في نجاح الحدث.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close