الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

3 تفسيرات لانتشار "أوميكرون".. هل تُعاقَب الدول الغنية على "أنانيّتها"؟

3 تفسيرات لانتشار "أوميكرون".. هل تُعاقَب الدول الغنية على "أنانيّتها"؟

Changed

سجّلت جنوب إفريقيا ما مجموعه 3 ملايين حالة إصابة بالوباء منذ انتشار الجائحة
سجّلت جنوب إفريقيا نحو 3 ملايين إصابة بالوباء منذ انتشار الجائحة (غيتي)
مع استمرار انتشار المرض، سيتعرّض كل شخص على وجه الأرض عاجلًا أم آجلًا للإصابة بالفيروس التاجي أكثر من مرة، وفقًا لتقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية.

حذّرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية من أن متحوّرة "أوميكرون" ستصل إلى مرحلة التحور القصوى "أوميغا"، مع انتشاره بوحشية مرة أخرى في البلدان الغنية والفقيرة التي تُعاني من ضعف عملية التلقيح.

وذكرت المجلة أن عددًا كبيرًا من الأشخاص غير المحصّنين في البلدان الفقيرة سيصابون بفيروس كورونا المستجد خلال الفترة المقبلة، حيث يستمرّ الفيروس في التحوّر، وبدأ ينتشر بوحشية مرة أخرى في البلدان الغنية.

وفي هذا الإطار، دعت المجلة الدول الغنية إلى ضرورة إمداد نظيرتها الفقيرة باللقاحات خلال الفترة المقبلة، خشية أن تُصبح أرضًا خصبة لمتغيرات جديدة خطيرة.

أنانية الدول الغنية

واعتبرت المجلة أن اكتشاف متحور "أوميكرون" في جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي دليل على أن هذه الحجج كانت صحيحة، حيث تمّ تلقيح 23% فقط من مواطني جنوب إفريقيا الأكبر من 12 عامًا، مشيرة إلى أنه إذا تبيّن أن "أوميكرون" فيروس قاتل، فسوف تُعاقب الدول الغنية على أنانيتها.

وفي تحليل لشجرة أسلاف الفيروس المسبّب لكورونا، والتي تسمّى "كلادوغرام" ( cladogram)، والتي تتبّع تراكم الطفرات إلى الفيروس التاجي الأصلي الذي تمّ تحديده لأول مرة في ووهان في نهاية عام 2019، وجد تريفور بيدفورد، عالم الفيروسات في مركز "فريد هاتشينسون" لأبحاث السرطان في سياتل، أن "أوميكرون" تحوّر في أوائل عام 2020، قبل ظهور "دلتا". ومنذ ذلك الحين لم يتم اكتشافه ولم ينتشر حتى الآن.

3 تفسيرات لانتشار "أوميكرون"

وأشارت المجلة إلى أن هناك ثلاثة تفسيرات محتملة لهذا:

الأول: أن "أوميكرون" قد تمّ احتواؤه في مجموعة سكانية معزولة أعادت الاتصال مؤخرًا بالعالم الخارجي.

الثاني: أنه ربما انتقل إلى حيوان ما، وعاد للظهور مرة أخرى.

الثالث: أنه عاش لفترة طويلة في جسم شخص مصاب بضعف المناعة، حيث كان لديه الوقت ليُراكم مجموعات كبيرة من الطفرات، بعضها تمكّن من مقاومة الأجسام المضادة، وحقن الفيروس في الجينوم البشري. وهذا التفسير هو الأكثر ترجيحًا.

كورونا مرض مستوطن

ومن خلال هذه التفسيرات، يُمكن الاستنتاج أن "لا أحد آمن من الإصابة بالفيروس"، إذ إن كورونا سيُصبح مرضًا مستوطنًا، ولا يُمكن تلقيح كل السكان ضد الفيروس، وحتى الأشخاص الملقّحين أو الذين سبق وأُصيبوا بالعدوى، يمكن أن يكونوا عرضة للإصابة بالمتحوّر الجديد، ونقل الفيروس.

ووفقًا للمجلة، فانه "مع استمرار انتشار المرض، سيتعرّض كل شخص على وجه الأرض عاجلًا أم آجلًا للإصابة بالفيروس التاجي أكثر من مرة"، محذّرة من أن الفيروس قد يصل إلى مرحلة التحور القصوى "أوميغا".

ونظرًا لوجود مجموعات معزولة، رجّحت المجلة أن "ينتقل الفيروس في بعض الأحيان إلى الحيوانات، وسيُصاب الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة".

تأثير عملية التلقيح "غير واضحة"

وعلى الرغم من أن عمليات التلقيح قدّ تقّلل من وتيرة هذه الأحداث، إلا أن تأثير عملية التلقيح "غير واضحة".

وقام الاتحاد الأوروبي بتلقيح 79% من الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا بشكل كامل؛ ومع ذلك، فإن حالات الإصابة بالفيروس تصل إلى 2.5 مليون إصابة في الأسبوع. وعلى النقيض من ذلك، سجّلت جنوب إفريقيا ما مجموعه 3 ملايين حالة إصابة بالوباء منذ انتشار الجائحة. ما يعني أن الكثير من الفيروسات تنتشر في الاتحاد الأوروبي وتتحوّر.

وبما أن تكلفة اللقاحات منخفضة، كما أنها أصبحت متوفرة بكميات كبيرة، أكدت المجلة أنه "على الدول الغنية التعاون في توفيرها إلى الدول الفقيرة، لأن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله".

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close