لطالما ارتبطت التضحيات بالأم، فهي التي تبدد أغلى ما تملك في سبيل أطفالها، ولكن هذه الفكرة انعسكت مع والدة أحمد المحمودي دلجين المحمود، ففلذة كبدها أهدى فلذة من كبده لأمه في عيد ميلادها.
أصيبت المحمود، وهي أم لطفلين، بفشل في الكبد قبل نحو عامين عندما كانت في مدينة حلب السورية، ولجأت إلى تركيا بهدف العلاج، ووجد الأطباء توافقًا بين أنسجتها وأنسجة ولدها أحمد، واقترحوا إجراء عملية زرع أنسجة من كبد ولدها في مستشفى جامعة "إيجة" في إزمير.
ويقول أحمد في حديث إلى "العربي": "إن الأوجاع التي شعرت بها أمي جعلت كل أفراد الأسرة يشعرون بالحزن، ولم أتردد أبدًا بالتبرع بأنسجة من كبدي لأجلها".
عارضت الأم في البداية؛ فقد خافت من إلحاق الأذى بولدها، ولكنها وافقت حيث تقول: "أبلغني الأطباء أن صحة ابني لن تتأثر لذا قبلت إجراء العملية".
واحتفلت أم أحمد في المستشفى مع ولدها والطاقم الطبي بعيد ميلادها الـ42، وبنجاح العملية في آن.