Skip to main content

مجزرة جديدة في جنين.. هل تتصاعد المواجهة بين المقاومة والاحتلال؟

الخميس 26 يناير 2023

تُعلن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة جهارًا أن هدفها تصفية الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وتعزيز الاستيطان.

وترجمت هذه الحكومة إستراتيجيتها بقتل 30 فلسطينيًا منذ مطلع العام الحالي، بينهم سيدة وعدد من الأطفال.

مجزرة جنين

وتقع مدينة جنين ومخيمها إلى جانب نابلس في عين المواجهة، من خلال عمليات إسرائيلية خاصة وتسلل بزي مدني، دون أي رادع قانوني أو أخلاقي.

هذه التطورات والسلطة الفلسطينية تراوح بين الإدانة والاستنكار والاستنجاد بالمساعدة الخارجية، بينما تبقى الفصائل الفلسطينية أسيرة حسابات سياسية وأمنية.

ففي الضفة الغربية، هناك قبضة أمنية حديدية تواجه اتهامات بأنها تمنع أي عمل مقاوم؛ وفي غزة المحاصرة حسابات الربح والخسارة مثقلة بواقع الوضع الإنساني المتردي.

ولمخيم جنين خصوصية تمتد منذ المعركة التي خاضها مقاتلوه عام 2002، لكن هذه المرة بجيل ما بعد اتفاق أوسلو.

هذه الخصوصية تدركها الحكومات الإسرائيلية التي تسعى لتصفية أي مقاومة منظمة في الضفة الغربية، حيث يوجد أكثر من 500 ألف مستوطن. فتخطط حكومة بنيامين نتنياهو لمضاعفة أعدادهم وخلق واقع جديد يقطع الطريق على أي أمل بدولة فلسطينية.

إنهاء التنسيق الأمني

في هذا السياق، يشير محافظ جنين أكرم الرجوب إلى أن القيادة الفلسطينية قررت إنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال، مشددًا على أن هذا القرار يشكّل واقعًا جديدًا في الضفة.

ويلفت الرجوب، في حديث إلى "العربي" من رام الله، إلى أن "التنسيق الأمني كان في السابق ضروريًا بهدف تسيير حياة الفلسطينيين".

ويؤكد الرجوب أن "المجزرة التي ارتكبت في جنين تستدعي وقفة جادة من قبل الجميع".

ويقول: "من الضروري أن يكون هناك تنفيذ لقرار السلطة الفلسطينية، وسيكون هناك آليات ستبدأ خلال الأيام المقبلة".

تغطية على صراعات إسرائيل الداخلية

من جهته، يوضح رئيس تحرير موقع "عرب 48" رامي منصور أن "إستراتيجية الحكومة الأكثر تطرفًا هي حسم الصراع مع الفلسطينيين وإنهاء هذا الملف بالعنف".

ويشير منصور، في حديث إلى "العربي" من حيفا، إلى أن "ما شهدناه في جنين اليوم هو تعبير عن هذه السياسة، وأن الجنود يشعرون بوجود حكومة تمنح لهم حرية العمل والقتل بشكل مطلق".

ويقول: "السيناريو الإسرائيلي الوحيد هو حسم الملف مع الفلسطينيين بالقوة والعنف، وممارسة القتل بشكل يومي".

ويضيف: "تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة سياسية داخلية، وهي اليوم تستثمر ما حصل في جنين للتغطية على المظاهرات".

توتر كبير

بدوره، يشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة إلى أن "المقاومة الفلسطينية أعلنت منذ الصباح عدم سكوتها عما حصل في جنين".

ويؤكد أبو سعدة، في حديث إلى "العربي" من غزة، وجود "حالة من الغليان" في أوساط الشعب الفلسطيني والفصائل المسلحة.

ويقول: "المقاومة المسلحة في غزة هي في وضع لا يحسد عليه، وهي لن تتخلص من الانتقادات في حال ردت من داخل القطاع أو لم تفعل ذلك".

ويضيف: "المعركة الأساسية اليوم هي في الضفة والقدس، وقطاع غزة جاهز للدخول في معركة لمواجهة محاولات تهويد المسجد الأقصى".

ويشدد على أنه "إذا استمر عدوان إسرائيل على مدن الضفة الغربية، فذلك سينذر بتوتر كبير".

المصادر:
العربي
شارك القصة