استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر اليوم منزلًا سكنيًا عند موقف جباليا وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين المدنيين وإصابة آخرين وفق ما أفاد مراسل التلفزيون العربي أحمد البطة.
وبينما أشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى استشهاد 10 أشخاص، جراء تلك الغارة، فيما أوضح المراسل التلفزيون العربي أن 8 شهداء جراء الغارة نقلت جثامينهم كأشلاء متفحمة إلى المستشفى المعمداني. وأكد أن غالبية الشهداء والمصابين هم من الأطفال والنساء.
وقالت "وفا" إن الاستهداف أدى إلى تدمير واسع في المبنى، وسط صعوبة بالغة في عمليات الإنقاذ والإخلاء بسبب استمرار القصف وتحليق طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.
كذلك، ذكر البطة أن تلك المجزرة وقعت بعد غارة إسرائيلية أخرى استهدفت مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، أسفرت عن استشهاد شخصين، بالإضافة لاشتعال النيران جراء قصف مسيرة إسرائيلية بقنابل طاولت الطابق الثالث من مستشفى كمال عدوان، الذي يتعرض باستمرار لهجمات إسرائيلية.
وأوضحت "وفا" أن الطائرات المسيّرة أطلقت أكثر من 10 قنابل على المستشفى، في حين دفعت قوات الاحتلال بـ 3 روبوتات متفجرة في محيط المشفى الذي يعاني من انقطاع كامل للتيار الكهربائي، ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، نتيجة القصف المتكرر والحصار المفروض على المنطقة.
وفي جنوب القطاع، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي نسف المنازل، حيث سمع صوت انفجار كبير جراء عمليات النسف المستمرة.
منظمة الصحة العالمية تحذر
في غضون ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية، أن فريقًا إنسانيًا زار خلال نهاية الأسبوع مستشفى كمال عدوان ووجد ظروفًا "مروعة".
ويقع مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية إسرائيلية مكثفة يزعم أن هدفها هو منع حماس من إعادة تجميع صفوفها.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبر منصة إكس إنه بعد محاولات متعددة، تمكنت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة وشركاؤها من الوصول إلى المنشأة "قبل يومين، وسط أعمال عدائية وانفجارات في محيط المستشفى أثناء المهمة".
وأضاف أن الفريق "سلم خمسة آلاف لتر من الوقود والأغذية والأدوية، ونقل ثلاثة مرضى وستة مرافقين إلى مستشفى الشفاء" الرئيسي في القطاع الفلسطيني.
"أوقفوا هذا الجحيم"
ويعد مستشفى كمال عدوان أحد آخر المرافق الطبية العاملة في شمال القطاع الذي مزقته الحرب، وقد حذّرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من هذا الشهر من أنه يقدم "الحد الأدنى" من الخدمات. وقالت الوكالة إن الجهود المبذولة لتسليم الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها تعرقلت مرارًا.
وحذّر غيبريسوس من "ترك المستشفى بدون موظفين متخصصين في الرعاية الجراحية ورعاية الأمومة"، مضيفًا أن الهجمات أسفرت عن مزيد من الأضرار في المنشأة وإمداداتها من الأكسجين والكهرباء.
وقال إن "الظروف في المستشفى مروعة بكل بساطة" مطالبًا بـ "حماية الرعاية الصحية ووقف هذه الجحيم".
واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 45028 فلسطينيًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 106962، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.
ومع استمرار العدوان الهمجي، توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إما بسبب القصف أو نفاد الوقود.