أغارت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مواقع للمقاومة الفلسطينية غربي مدينة غزة وفي شمالي ووسط القطاع، على ما أفاد مراسل "العربي".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أن 6 قذائف صاروخية أطلقت صباح اليوم الخميس من غزة باتجاه مستوطنات غلاف القطاع.
وقال جيش الاحتلال إن القبة الحديدية اعترضت 5 قذائف وسقطت قذيفة في منطقة مفتوحة، مضيفًا أن صفارات الإنذار دوّت في عسقلان وسديروت وعدد من المستوطنات المحاذية للقطاع.
أضرار مادية
ولفت مراسل "العربي" من غزة عبد الله مقداد، إلى أن المعلومات تتحدث حتى اللحظة عن خسائر مادية فقط نتجت عن القصف الإسرائيلي، ولحقت بمنازل وممتلكات المواطنين الفلسطينيين القريبة من المواقع المستهدفة.
وأشار إلى ما أعلنته كتائب القسام بموازاة ذلك، من حيث إطلاقها مضادات أرضية باتجاه الطائرات المغيرة.
وقال إن هذه الغارات تأتي بالتوازي مع حالة انتظار وتوتر عاشها قطاع غزة خلال الساعات الماضية، ولا سيما في أعقاب مجزرة نابلس التي أسفرت عن استشهاد 11 شخصًا.
فيديو يظهر لحظة استهداف الغارات الإسرائيلية موقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع #غزة #فلسطين تجدون المزيد عبر قناة التلفزيون العربي على تيلغرام: https://t.co/E48zz7Eirr pic.twitter.com/hZxvcS247x
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 23, 2023
وأضاف أنها تأتي أيضًا بالتوازي مع مخاوف إسرائيلية متزايدة من إشعال الفصائل الفلسطينية للجبهة انطلاقًا من قطاع غزة، ولا سيما في ظل المواقف التي صدرت عن حركة الجهاد الإسلامي، والتي كان عدد من الشهداء من أبرز قيادييها في الضفة الغربية.
وذكّر بإعلان الأمين العام للحركة أمس الأربعاء بأن الجرائم الإسرائيلية سيتم الرد عليها من دون تردد، لافتًا إلى أنه تم بالفعل إطلاق عدة صواريخ باتجاه بعض المستوطنات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة.
وأسفرت الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين عن 60 شهيدًا على الأقل منذ مطلع العام. وكانت سبقت مجزرة نابلس مجزرة في جنين استشهد فيها 10 فلسطينيين.
"أزمة في إسرائيل"
ويشير الخبير بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي، إلى أن الدوافع الأمنية الإسرائيلية "تتغير أحيانًا بمزاج المستوى السياسي".
ويقول في حديثه إلى "العربي" من رام الله: "لدى إسرائيل الآن نوع من الأزمة، فرغم أن للائتلاف الحكومي 64 مقعدًا، لكن الضغط من المعارضة ومن الشارع ومن مختلف المستويات الاقتصادية والأمنية قد يضع الحكومة الإسرائيلية في معضلة".
ويلفت إلى أن المتنفس لتخفيف هذه الضغوط على الحكومة الإسرائيلية يكون أحيانًا بالحل الأمني، أي ارتكاب مجزرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والدفع ربما باتجاه تصعيد حتى تفقد السيطرة عليه وبذلك قد ينشغل الشارع الإسرائيلي بالشأن الأمني على حساب الشأن السياسي والعمل ضد الحكومة الإسرائيلية.
وبالحديث عن التفاهمات، يذكر بأن "ما يسمى قائد المنطقة الوسطى في الضفة الغربية بجيش الاحتلال قد قال لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن ما من شيء يقيد عمل الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية، في ظل وجود تهديد للإسرائيليين من قبل فلسطينيين".
كما يذكر بأن اتفاقات أوسلو التي كانت تقيّد دخول قوات الاحتلال إلى المدن الفلسطينية تم القضاء عليها عام 2002، عبر اجتياح المناطق الفلسطينية ومحاصرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وفرض هذه السياسة اليومية من الاعتقالات بحق الفلسطينيين.