الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

مجموعة "الأحصنة السوداء" في المونديال.. أسود الأطلس في مواجهة الأقوياء

مجموعة "الأحصنة السوداء" في المونديال.. أسود الأطلس في مواجهة الأقوياء

Changed

مودريتش
ستشهد المجموعة السادسة في مونديال قطر 2022 مواجهة بين نجمي خط الوسط في العالم مودريتش ودي بروين - غيتي
تضم المجموعة السادسة منتخبًا أوروبيًا دائمًا ما يفشل في الأمتار الأخيرة، وآخر حقّق في مونديال 2018 إنجازًا يطمح في تكراره، إضافة إلى منتخب عربي بجيل ذهبي.

تنطلق مباريات المجموعة السادسة في مونديال قطر 2022 يوم الأربعاء المقبل في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بلقاء سيجمع منتخبي المغرب وكرواتيا على أرض "استاد البيت" ظهرًا، تليه مواجهة بين المنتخبين البلجيكي والكندي في "استاد الريان"، مساء اليوم نفسه. 

وتستقطب هذه المجموعة الاهتمام لكونها تضمّ في صفوفها من يوصَفون بـ"الأحصنة السوداء"، و"أصحاب المفاجآت"، ما يترك مساراتها وسيناريوهاتها مفتوحة على كلّ الاحتمالات.

لكنّها تستقطب اهتمام الجماهير العربية بصورة خاصة، لكونها تضمّ أيضًا أحد أهمّ منتخباتهم، المنتخب المغربي، أو "أسود الأطلس"، كما يحلو للبعض وصفهم، وإن بدت مهمّتهم غير سهلة، إلا أنّها أيضًا غير مستحيلة.

وللمزيد من القراءة حول السيناريوهات والمسارات المحتملة، تسلط هذه الحلقة من برنامج "أبطال الثمانية" الذي أطلقه "أنا العربي" مواكبة للمونديال، الضوء على المجموعة السادسة من مونديال قطر 2022، التي تتنافس فيها منتخبات بلجيكا وكرواتيا والمغرب وكندا.

بلجيكا.. "كابوس المنتخبات الكبرى"

على رأس المجموعة، يبرز المنتخب البلجيكي، الذي يُوصف بـ"كابوس المنتخبات الكبرى"، فهو منتخب لا يمتلك تاريخًا عريقًا، لكنّ رجلًا واحدًا فقط، وضعهم بين الكبار، والمرشحين الدائمين، لحصد البطولات الكبرى، وهو ميشيل سابلون المدير الفني الأسبق في الاتحاد البلجيكي. 

وسابلون صاحب مقولة شهيرة: "كل البلدان تشترك في مشكلة واحدة، وهي عدم الصبر على تطوير المنتخبات، فالجميع يسعى إلى الفوز ويريد أن يرى النتائج خلال عام أو اثنين". 

ميشيل سابلون
ميشيل سابلون صاحب الثورة البلجيكية الكروية - غيتي

ولعلّ هذا التصريح يلخّص مشروع بلجيكا، إذ اعتمد فيه سابلون على إستراتيجية بعيدة المدى عبر العمل مع اللاعبين منذ صغرهم، لتجني بلجيكا ثمار ذلك خلال سنوات قليلة، ويصبح لديها جيلٌ لامعٌ، يلعب معظمه ضمن أكبر الأندية الأوروبية، بينهم كيفن دي بروين، ولوكاكو، وكورتوا، وهي أسماء تنُافس على لقب الأفضل في أوروبا والعالم. 

وتصدّر المنتخب البلجيكي تصنيف الفيفا لنحو 4 سنوات، لكنّه خسر في مونديال 2014 في ربع النهائي أمام الأرجنتين، قبل أن يصل إلى النقطة الأبعد في المونديال التالي، ويخرج من نصف النهائي نتيجة تفاصيل صغيرة، قبل أن يحتلّ المركز الثالث، وهو الأفضل للمنتخب في تاريخه، بالجيل نفسه الذي صنعته ثورة سابلون الكروية. 

منتخب بلجيكا
بلجيكا وبرونزية مونديال 2018 - غيتي

والأكيد أنّ المنتخب البلجيكي سيصل إلى قطر هذه المرة بطموح لن يتوقف عند عتبة تجاوز الدور الأول فحسب، بل سيحاول لاعبوه تجاوز ما وصلوا إليه في المونديال الماضي، وبالتالي تحقيق أول لقب دولي كبير في مسيرتهم. 

"فاتريني" الحماسة.. كرواتيا

ولعلّ أكبر تحدّ قد يواجه بلجيكا في هذه المجموعة، هو المنتخب الذي كان طرفًا في نهائي النسخة الماضية، منتخب كرواتيا الملقب بـ"فاتريني" نسبة للحماس الذي تزرعه جماهيره في نفوس لاعبيها، وهو أبرز أسلحة الفريق وتوهّجه. 

ففي أول حضور لهم في كأس العالم بفرنسا 1998 مثلًا، وصل الكروات إلى نصف النهائي، وتوّج أسطورتهم دافور شوكر، بلقب هداف المسابقة برصيد 6 أهداف. 

دايفيد شوكير
شوكير نجم مونديال فرنسا 1998 - غيتي

ورغم الوصول إلى نهائي النسخة الماضية، إلا أنّ أداء المنتخب الكرواتي شهد تراجعًا في السنوات الماضية، ولو أنّه لا يزال يملك من الأدوات ما يجعله رقمًا صعبًا، مع مدربه زلاتكو داليتش، الذي يتولى قيادته منذ عام 2017.

كما يتميّز المنتخب في مشاركته السادسة في المونديال، بوجود لاعبين ضمن صفوفه يملكون خبرةً كبيرة، على رأسهم القائد ونجم ريال مدريد لوكا مودريتش، وكذلك نجما خط الوسط بروزوفيتش وكوفاتيتش، إلى جانب مهاجم هوفنهايم الألماني أندريه كراماريتش. 

لوكا مودريتش
يخوض مودريتش موندياله الأخير - غيتي

أسود الأطلس.. جيل ذهبي آخر

وستتقاطع طريق كرواتيا مع واحد من المنتخبات العربية المشاركة، إنهم "أسود الأطلس"، فالمنتخب المغربي ضمن مشاركته السادسة أصبح المنتخب العربي الأكثر وصولًا للمونديال بالتساوي مع تونس والسعودية. 

فقد كتب أسود الأطلس التاريخ باعتبارهم أول فريق إفريقي وعربي حين تصدر مجموعته وتأهل للدور الثاني في كأس العالم بالمكسيك 1986، بجيل ذهبي، ناطح منتخبات عتيدة بقيمة إنكلترا والبرتغال وبولندا.

وضمّ المنتخب المغربي في صفوفه آنذاك حارسًا بارعًا بقدرة بادو زاكي، ولاعبين متميزين مثل عزيز بودربالة، وعبد الكريم ماري، وعبد الرزاق خيري. 

منتخب المغرب
جيل المغرب الذهبي الثاني عام 1998 - غيتي

ومع أنّ المغاربة كانوا على مشارف تكرار هذا الإنجاز بعدها بـ12 عامًا في مونديال فرنسا، إلا أنّ الحلم سيتجدّد لأسود الأطلس في قطر بجيل واعد يضمّ أفضل حارس مرمى في إسبانيا الموسم الماضي ياسين بونو، وزميله في الفريق يوسف النصيري، إضافة إلى نجم باريس سان جرمان أشرف حكيمي، وظهير البايرن نصير مزراوي، ومهاجم فريق أنجي سفيان بوفال. 

يوسف النصيري
رهان مغربي كبير على تألق النصيري - غيتي

وسيعوّل "الأسود" على مدرب محلي أثبت نجاحه مع فريق الوداد، وهو وليد الركراكي الذي جاء خلفًا للبوسني خليلوزيتش قبل أشهر قليلة، لكن المهمّة لن تكون سهلة في مواجهة بلجيكا وكرواتيا. 

كندا.. حلم مقارعة الكبار

رابع فرق هذه المجموعة، وربما أضعفهم هو منتخب كندا، الذي سيشارك للمرة الثانية في تاريخه المونديالي، فبعد غياب 36 عامًا عاد هذه المرة بمنتخب قويّ بلاعبين بارزين أمثال ظهير البايرن ديفيز، ومهاجم ليل جوناثان دافيد، إضافة إلى حارس ميلان بوريان، ومهاجم بورتو ستيفان إيستاكيو. 

منتخب كندا
تشكيلة كندا التي وصلت بالمنتخب للمرة الثانية إلى المونديال - غيتي

وينظر البعض إلى كندا على أنها أضعف حلقات هذه المجموعة، ولا سيما أنها منتخب مغمور لا يملك في خزائنه أي إنجاز دولي كبير سوى لقبين في الكأس القارية الذهبية، إلا أنّ اللاعبين الكنديين يقدّمون برأي كثيرين كرة حديثة قد تجعلهم ندًّا قويًا.


في المجموعة السادسة إذًا، صراعات بأهداف متباينة: صراع من أجل المركز الأول، لتفادي مواجهة أحد العملاقين إسبانيا وألمانيا في الدور الثاني، وصراع لتحقيق المفاجأة بين المغرب وكندا، لتحقيق هدف المرور إلى الأدوار القادمة.

فمن الذي سيفوز بهذه الصراعات؟ هل من مفاجآت قد تحملها هذه المجموعة؟ ولمن ستكون الغلبة؟

وبانتظار إجابة الملاعب على هذه الأسئلة، يمكن الاطّلاع على كل ما تحتاجون معرفته عن المجموعة السادسة في مونديال قطر في الفيديو المرفق من برنامج "أبطال الثمانية". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close