الخميس 28 مارس / مارس 2024

محادثات "صريحة" بين موسكو وواشنطن.. هل تنتهي الأزمة الأوكرانية؟

محادثات "صريحة" بين موسكو وواشنطن.. هل تنتهي الأزمة الأوكرانية؟

Changed

يرصد "العربي" نتائج محادثات لافروف وبلينكن وتأثيرها على الأزمة الأوكرانية (الصورة: غيتي)
أكد "الناتو" أنه لن يتخلّى عن قدرته على حماية أعضائه والدفاع عنهم بشكل متبادل، وأنه سيستجيب على الدوام لأي تدهور في بيئته الأمنية، ولا سيما عبر تعزيز دفاعه الجماعي.

رفض حلف شمال الأطلسي "الناتو"، طلب روسيا سحب القوات الأجنبية التابعة له من بلغاريا ورومانيا، في إطار اتفاقية تطالب موسكو بإبرامها من أجل خفض التصعيد في الأزمة الأوكرانية.

يأتي ذلك، عقب محادثات "صريحة وجوهرية" بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي أنتوني بلينكن في سويسرا، لبحث التوترات المتصاعدة بشأن أوكرانيا.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "واشنطن وعدت بتقديم ردّ خطي على مطالب موسكو بسحب قوات حلف شمال الأطلسي من أوروبا الشرقية".

وكانت روسيا قد طالبت الجمعة، بسحب القوات الأجنبية والمعدات والأسلحة، إضافة إلى اتخاذ تدابير أخرى تهدف للعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في عام 1997، ذاكرة تحديدًا رومانيا وبلغاريا اللتين لم تكونا في تلك السنة أعضاء في الحلف.

لكن المتحدثة باسم "الناتو" أوانا لونجيسكو قالت: إن "الحلف سيظل متيقظًا، وإن مطالب روسيا ستخلق أعضاء في الحلف من الدرجتين الأولى والثانية، وهو ما لا يمكننا قبوله".

وأوضحت: "لن نتخلّى عن قدرتنا على حماية أنفسنا والدفاع عن بعضنا بشكل متبادل"، مضيفة: "سنستجيب على الدوام لأي تدهور في بيئتنا الأمنية، ولا سيما عبر تعزيز دفاعنا الجماعي".

من جهتها، وصفت رومانيا وبلغاريا الطلب الروسي بأنه "غير مقبول".

وقالت وزارة الخارجية الرومانية في بيان: إن "مثل هذا الطلب غير مقبول ولا يمكن أن يكون جزءًا من مواضيع التفاوض".

"إعادة التفاوض على الترتيبات"

وقال أسامة أبو أرشيد، الباحث في المركز العربي: إن المحادثات السابقة التي خاضتها موسكو مع واشنطن حول الأزمة الأوكرانية لم تأتِ بنتيجة.

وأوضح أبو أرشيد، في حديث إلى "العربي" من واشنطن أن روسيا أكدت في عام 2014 لواشنطن أنها لن تشنّ أي غزو ضد أوكرانيا، لكن موسكو احتلّت جزيرة القرم، ودعمت الانفصاليين داخل أوكرانيا.

وقال: إن روسيا تعتبر أن وجود قوات الناتو على حدودها "تهديد مباشر على أمنها القومي والإستراتيجي، وإضعاف لقدراتها الدفاعية والهجومية".

لكنّه أكد، في الوقت نفسه، أن القضية أكبر من مجرد وجود قوات الناتو على الحدود الروسية، مشيرًا إلى أن ما يريده الكرملين هو إعادة التفاوض على الترتيبات الجيوسياسية والجيواستراتيجية لعالم ما بعد الحرب الباردة، حين توسّعت واشنطن و"الناتو" على حدود روسيا التي تفكّكت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

وشرح أبو أرشيد أن هذه الحدود مهمة بالنسبة لواشنطن و"الناتو" لأنها حاصرت روسيا، ووضعت موسكو في موقف دفاع لا في موقف هجوم.

"صفقة محتملة"

لكنّه شرح أن "الناتو" يعاني حاليًا من مشاكل هيكلية وبنيوية، حيث تعتبر أوروبا أنها تفتقد إلى الحليف الأميركي الذي بنت كل حساباتها الأمنية والدفاعية الإستراتيجية عليه، نتيجة التخبّط السياسي الذي عانته الإدارات الأميركية السابقة منذ عهد باراك أوباما.

وأشار إلى أن الانقسام الداخلي الأميركي لم يعد ينحصر بين الديمقراطيين والجمهوريين بل ايضًا في الأولويات، حيث يعتبر كثيرون أن القضية الأوكرانية ليست أولوية وجودية للولايات المتحدة، وبالتالي يُمكن حلّها بالعقوبات الاقتصادية على روسيا والعزلة الدبلوماسية، لأنه مهما بلغت قيمة الدعم العسكري والتسليح لأوكرانيا لن تكون قادرة على هزم روسيا.

وأضاف أن هزيمة أوكرانيا، رغم تسليحها، أمام روسيا ستكون رسالة ضعف أميركية، وستكون دافعًا للصين لاحتلال تايوان.

وأضاف أبو أرشيد، أنه في المقابل تنظر موسكو إلى الانقسام الأوروبي تجاه الولايات المتحدة، والانقسام الداخلي الأميركي، على أنها فرصة لإصلاح الخلل الذي ترتّب على انهيار الاتحاد السوفياتي.

لكنه أشار إلى أن روسيا لديها نقاط ضعف أيضًا، فاقتصادها ضعيف وهشّ، كما أنها لا تريد الدخول في معركة يتوعّد الغرب بأن يجعل أوكرانيا "أفغانستان أخرى".

ورجّح أن تصل الولايات المتحدة وروسيا إلى صفقة تقضي بعدم تمدّد "الناتو" نحو أوكرانيا، لكنّه اعتبر في الوقت نفسه، أن انسحاب بولندا وبلغاريا من "الناتو" ستكون مسألة "أكثر تعقيدًا" بالنسبة لروسيا.

العربي أخبار

بث مباشر على مدار الساعة

شاهد الآن

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close