الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

محادثات فيينا.. هل يتعلق نجاحها بإلإفراج عن سجناء أميركيين في إيران؟

محادثات فيينا.. هل يتعلق نجاحها بإلإفراج عن سجناء أميركيين في إيران؟

Changed

يتحدث مراسل "العربي" عن المسار التفاوضي في فيينا حول الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة (الصورة: غيتي)
قال كبير المفاوضين النوويين الأميركيين روبرت مالي إنه من "غير المرجح" أن تعود أميركا إلى الاتفاق النووي ما لم يتم إطلاق سراح سجناء أميركيين احتجزتهم إيران.

كشف كبير المفاوضين النوويين الأميركيين روبرت مالي أمس الأحد في تصريح لـ"رويترز"، أنه من غير المرجح أن تتوصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران، لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، ما لم تفرج طهران عن أربعة مواطنين أميركيين تقول واشنطن إنها تحتجزهم رهائن.

وكرر المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، الموقف الأميركي الثابت منذ فترة طويلة بأن قضية الأشخاص الأربعة المحتجزين في إيران، منفصلة عن المفاوضات النووية، لكنه اقترب خطوة من القول: إن إطلاق سراحهم شرط مسبق للتوصل لاتفاق نووي، وفق "رويترز".

وقال مالي: "إنهما قضيتان منفصلتان ونحن نتابع كليهما. لكنني أقول إنه من الصعب للغاية بالنسبة لنا أن نتخيل العودة إلى الاتفاق النووي بينما تحتجز إيران أربعة أميركيين أبرياء".

وأضاف في فيينا، حيث تجري محادثات لإعادة التزام واشنطن وطهران بالاتفاق بشكل كامل: "حتى في الوقت الذي نجري فيه محادثات مع إيران بشكل غير مباشر بشأن الملف النووي، فإننا نجري من جديد، بشكل غير مباشر، محادثات معهم لضمان إطلاق سراح رهائننا".

وفي السنوات الأخيرة، اعتقل الحرس الثوري الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب ومعظمهم بتهم تتعلق بالتجسس والأمن.

اعتقال سياسي

واتهمت جماعات حقوقية إيران، باحتجاز سجناء لاكتساب نفوذ دبلوماسي، بينما تطالب القوى الغربية طهران منذ فترة طويلة، بالإفراج عن مواطنيها الذين تقول إنهم سجناء سياسيون، فيما تنفي الجمهورية الإسلامية اعتقال أشخاص لأسباب سياسية.

وكان مالي يتحدث في مقابلة مشتركة مع الدبلوماسي الأميركي السابق باري رويزن (77 عامًا) المضرب عن الطعام في فيينا، للمطالبة بالإفراج عن سجناء أميركيين وبريطانيين وفرنسيين وألمان ونمساويين وسويديين في إيران، وعدم إبرام اتفاق نووي دون إطلاق سراحهم.

وكان روزين واحدًا من بين أكثر من 50 دبلوماسيًا أميركيًا تم احتجازهم خلال أزمة الرهائن الإيرانية فيما بين عامي 1979 و1981.

وقال مالي: "لقد تحدثت إلى عدد من عائلات الرهائن الذين يشعرون بامتنان غير عادي لما يفعله السيد روزين، لكنهم يناشدونه أيضًا أن يوقف إضرابه عن الطعام، مثلما أناشده أنا أيضًا، لأن الرسالة وصلت".

بدروه، أكد روزين أنه يشعر بالوهن بعد خمسة أيام من عدم تناول الطعام، وإنه سيستجيب لهذه الدعوات.

ومن بين المعتقلين الأميركيين الأربعة، رجل الأعمال الإيراني الأميركي سياماك نمازي (50 عامًا) ووالده باقر (85 عامًا) وكلاهما أدين "بالتعاون مع حكومة معادية"، ولا يزال نمازي مسجونًا، بينما أفرجت السلطات الإيرانية عن والده لأسباب صحية عام 2018 وخُففت عقوبته لاحقًا إلى المدة التي قضاها، فيما يقول محامي الأسرة إنه ممنوع فعليًا من مغادرة إيران رغم خروجه من السجن.

من جهته، قال جاريد جينسر، محامي عائلة نمازي: إن "كبار المسؤولين في إدارة بايدن أخبرونا مرارًا أنه على الرغم من أن الاتفاق النووي الإيراني المحتمل وصفقات الرهائن مستقلان ويجب التفاوض بشأنها على مسارات متوازية فإنهم لن يبرموا الاتفاق النووي وحده"، مضيفًا: "وبغير ذلك سيتم خسارة كل النفوذ للإفراج عن الرهائن".

والسجناء الآخرون هم مراد طهباز (66 عامًا) الناشط في مجال البيئة وهو يحمل الجنسية البريطانية أيضًا ورجل الأعمال عماد شرقي (57 عامًا).

ولدى سؤال مالي، عما إذا كانت إيران والولايات المتحدة قد تجريان مفاوضات مباشرة "لم نسمع شيئًا بهذا المعنى. ونحن نرحب بذلك".

الجولة الثامنة من المفاوضات

ودخلت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول إعادة البلدين إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي المبرم عام 2015 جولتها الثامنة.

وأدى الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى إلى رفع العقوبات المفروضة على طهران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية، لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده من الاتفاق عام 2018، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على طهران.

العربي أخبار

بث مباشر على مدار الساعة

شاهد الآن

وردّت إيران بخرق قيود نووية كثيرة واردة في الاتفاق إلى حد أن القوى الغربية تقول إن الاتفاق سيتم إفراغه بالكامل من محتواه قريبًا.

ورغم أجواء التفاؤل التي سادت في الفترة الأخيرة حول إمكانية نجاح المفاوضات، لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حذر الخميس من أن الوقت "بدأ ينفد"، فيما قال الاتحاد الأوروبي إن الوصول إلى اتفاق لا يزال غير مؤكد.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر صحافي الخميس، بمناسبة مرور عام على توليه الرئاسة إن "الوقت لم يحن بعد للتخلي" عن المفاوضات مع إيران، لافتًا إلى أنه "يتم تحقيق بعض التقدم".

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة