الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

محادثات منظمة الأمن والتعاون.. موسكو غير راضية عن الردود الأوروبية

محادثات منظمة الأمن والتعاون.. موسكو غير راضية عن الردود الأوروبية

Changed

تتّهم الدول الغربية موسكو بحشد نحو مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية (غيتي)
تتّهم الدول الغربية موسكو بحشد نحو مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية (غيتي)
أعلن مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن بلاده لا ترى سببًا لإجراء جولة جديدة من المحادثات مع الدول الغربية "في الأيام المقبلة" بشأن الضمانات الأمنية.

في ظل التصعيد المتبادل بين روسيا والغرب، بدأ المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا محادثات اليوم الخميس في فيينا في إطار جولة الحوار الدبلوماسي الثالثة والأخيرة، بعد جنيف وبروكسل، لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا، مؤكدًا الضرورة الملحة لاستئناف الحوار حول أمن أوروبا.

واعتبرت الأمينة العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيلغا شميد في مستهلّ اجتماع المجلس الدائم، أنّ الوضع في "المنطقة خطير"، مؤكدة بالقول: "من الضروري إيجاد وسيلة، من خلال القنوات الدبلوماسية، لوقف التصعيد والبدء في إعادة بناء الثقة والشفافية والتعاون"، مشدّدة على "الحاجة الملحّة" للحوار.

ولفتت شميد إلى أنّ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا "هي مكان فريد للقيام بذلك"، مضيفة: "لكلّ دولة من الـ57 عضوًا مقعدٌ حول الطاولة".

روسيا لم تتلق ردًا "مرضيًا"

وفي غضون ذلك، قال السفير الروسي ألكسندر لوكاشفيتش إنّ بلاده قدمت مقترحاتها الأمنية في اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اليوم الخميس في فيينا، لكنها لم تتلق ردًا "مرضيًا".

وأضاف لوكاشفيتش في مؤتمر صحافي أنّ الاجتماع ركز بدلًا من ذلك على مخاوف الأعضاء الآخرين.

والمنظّمة منتدى نادر للتبادلات، وكلّ من الولايات المتحدة وروسيا عضوان فيها.

وأعربت بولندا التي استلمت من السويد الرئاسة السنوية الرسمية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عن قلقها تجاه دول أخرى في أوروبا الشرقية خضعت سابقًا لسلطة موسكو.

وفي هذا الإطار، لفت وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو، بالقول: "يبدو أن خطر الحرب في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لم يكن أبدًا عاليًا كما هو الآن، خلال الثلاثين سنة الأخيرة"، مضيفًا "إنه تحدّ كبير للمنظمة التي تهدف على وجه التحديد إلى حظر الحرب من أوروبا".

وتتّهم الدول الغربية موسكو بحشد نحو مئة ألف جندي في الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى دبابات ومدفعيات على الحدود الأوكرانية للتحضر لهجوم ضدّ أوكرانيا، الأمر الذي تنفيه روسيا.

لا تفاوض تحت الضغط

من جانبه، اعتبر المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الخميس، أن تحركات القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا تُعتبر "جزءًا من الضغط" الذي تمارسه موسكو للحصول على مطالبها، لكن "من غير الوارد التفاوض تحت الضغط" بشأن أوكرانيا.

وأضاف بوريل قبل بدء اجتماع غير رسمي مع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي سيُخصص قسم كبير من أعماله لخطر اندلاع نزاع جديد في أوكرانيا،: "ما من قرارات ستصدر اليوم لأن الاجتماع يكتسي طابعًا غير رسمي، لكن سيتمّ الإعراب عن مواقف سياسية".

من جهته، قال السفير الأميركي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مايكل كاربنتر: "يجب أن نرفض بحزم الابتزاز وأن نتأكد من أن الهجمات باعتبارها تهديدات لن تثمر أبدًا".

من جهتها، تؤكّد موسكو أن الانتشار العسكري ردّ فعل على الوجود المُتنامي والمهدّد لحلف شمال الأطلسي فيما تعتبره منطقة نفوذها.

وأعلن مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف اليوم الخميس، أن روسيا لا ترى سببًا لإجراء جولة جديدة من المحادثات مع الدول الغربية "في الأيام المقبلة" بشأن مطالبات موسكو بالحصول على ضمانات أمنية.

اقتراح عقوبات على بوتين

من جانب آخر، اعتبر الكرملين الخميس أن فرض عقوبات أميركية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال شنّت روسيا هجومًا على أوكرانيا، سيكون "تجاوزًا للحدود"، غداة تقديم أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي اقتراح قانون ينصّ على ذلك.

وسبق أن كشف حلف شمال الأطلسي وروسيا، أمس الأربعاء، في بروكسل عن "اختلافات" صارخة بينهما بشأن الأمن في أوروبا، بعد محادثات متوتّرة في جنيف بين مساعدة وزير الخارجية الأميركية، ويندي شيرمان ومساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.

وأوضح السفير الأميركي كاربنتر للتلفزيون الروسي المستقلّ "دوجد": "نعم، مواقفنا متضادّة مع موسكو؛ لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع إيجاد أرضية مشتركة"، لافتًا إلى أن التحدي يكمن في "تحديد الأشكال التي يمكن تعميق الحوار على أساسها في الأشهر المقبلة".

على الأرض، تدهورت الأوضاع بالنسبة إلى مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، حسبما رأى كاربنتر الذي قال إنه "قلق للغاية".

وحذّر كاربنتر من أن "بعثات المراقبة لم تكشف حتى الآن أي شيء غير طبيعي في المنطقة"، لكن "من المستحيل معرفة ما يحصل" على الحدود، بحسب قوله.

والمنظمة مسؤولة منذ عام 2014 عن مراقبة الامتثال لاتفاقات مينسك للسلام في شرق أوكرانيا المتمرّدة.

وأبدى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، قلقه أيضًا أمس الأربعاء، قائلًا: إن "خطر نشوب صراع مسلح جديد أمر حقيقي. ويعود السبيل للخروج من الأزمة لروسيا. عليها أن تنخرط في وقف التصعيد".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close