يواصل الجيش الإسرائيلي محاولاته للسيطرة على بلدة الخيام بقضاء مرجعيون جنوب لبنان، مستعملًا شتى أنواع الأسلحة، حسبما أفاد إعلام رسمي لبناني اليوم السبت.
وتأتي محاولات جيش الاحتلال في ظل تواصل عدوانه على لبنان بدءًا من قرى الجنوب وصولًا إلى العاصمة وضاحيتها الجنوبية.
في المقابل، يرد حزب الله يوميًا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية.
محاولات إسرائيلية للسيطرة على بلدة الخيام
وفي التفاصيل، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن "الاعتداءات الإسرائيلية استمرت على بلدة الخيام، طوال ليل الجمعة حتى صباح السبت، ويكاد يستعمل العدو شتى أنواع الأسلحة في عملية توغله ومحاولة سيطرته على البلدة".
وتعتبر إسرائيل الخيام "بوابة إستراتيجية تمكنها من التوغل البري السريع" داخل الأراضي اللبنانية، وفق الوكالة.
وذكرت أن الطيران الحربي كثف غاراته على البلدة وقصفت مدفعيته وسط البلدة وأطرافها بالقذائف المدفعية الثقيلة والمتوسطة.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه المحاولات تترافق مع تصعيد واضح في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي في اليومين الماضيين.
كذلك أطلق الجيش الإسرائيلي القذائف الفوسفورية على منطقة الجلاحية شمال الخيام، وفق المصدر نفسه.
وكشفت وكالة الأنباء أن خطة الجيش "لا تقتصر في الخيام على التوغل البري فقط، بل شملت تنفيذ عمليات تفخيخ بعض المنازل والمباني ونسفها".
ما أهمية بلدة الخيام؟
وتبعد بلدة الخيام، التي تتبع قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية، نحو 5 كلم عن الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، وتعد إحدى 3 بلدات يسعى الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من 10 أيام إلى السيطرة عليها لأهميتها الإستراتيجية.
وتحمل البلدة تاريخيًا حافلًا في الصمود بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان بين عامي 1982-2000 وفي حرب يوليو/ تموز 2006.
وتعني السيطرة على الخيام، التي ترتفع نحو 950 مترًا عن سطح البحر، السيطرة على القطاع الشرقي للجنوب اللبناني وصولًا إلى سهل بلدة حولا، وإمكانية قطع طريق البقاع الذي تعتبره إسرائيل محور إمداد مهمًا لحزب الله، وفق مراقبين.
وفي سياق متصل، أفادت مراسلة التلفزيون العربي جويس الحاج خوري، أن رقعة المواجهة الميدانية في جنوب لبنان تتوسع كما تتوسع معها رقعة محاولة الجيش الإسرائيلي التقدم وتوسيع انتشاره الجغرافي داخل القرى والبلدات الجنوبية، والواقعة في الخط الثاني من الحدود على طول الشريط الحدودي من الناقورة وصولًا إلى شبعا.
محاور المعارك في جنوب لبنان
وأضافت أن الاشتباكات تدور منذ أيام في 3 محاور، وهي الخيام وشمع وبنت جبيل، مشيرة إلى مواجهات اندلعت أمس الجمعة عند أطراف بنت جبيل لجهة يارون ومارون الراس.
أما في الخيام وشمع، فأشارت المراسلة إلى اندلاع اشتباكات هناك منذ أيام، حيث كان أعنفها أمس الجمعة في بلدة الخيام وعند أطراف طير حرفا وشمع والبياضة.
وأضافت أن الاشتباكات في بلدة الخيام استمرت حتى فجر هذا اليوم، حيث نفذ حزب الله استهدافات عدة باتجاه القوات الإسرائيلية المتمركزة في البلدة.
وبالتزامن مع استهدافات حزب الله، لفتت مراسلتنا إلى أن المدفعية الإسرائيلية كانت تستهدف الخيام وتحاول قوات الاحتلال التقدم للالتفاف وتطويق البلدة، فيما كان حزب الله يقوم بالتصدي ومنع أي تقدم إسرائيلي.