محاولات لاجتياز الحدود من الجولان.. دمشق تندد بالعدوان الإسرائيلي
ندّدت وزارة الخارجية السورية، الثلاثاء، بالغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في محافظة السويداء، حيث دخلت القوات الحكومية بعد اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص.
وأدانت الخارجية في بيان "بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الغادر الذي نُفذ صباح اليوم عبر غارات جوية وهجمات منسقة باستخدام طائرات مسيرة وطائرات حربية"، وأسفر "عن استشهاد عدد من عناصر قواتنا المسلحة والأمنية وعدد من المدنيين".
ودعت الخارجية في بيان لها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية بإدانة العدوان الإسرائيلي.
وحمّلت سوريا "الجانب الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء وتبعاته"، مؤكدة "تمسكها الراسخ بحقها المشروع في الدفاع عن أراضيها وشعبها بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي".
وأشارت إلى أن "العدوان الإسرائيلي يستهدف زعزعة الاستقرار الوطني وضرب الوحدة السورية".
"حماية الدروز"
وشنت إسرائيل غارات جوية على قوات الحكومة السورية في جنوب غرب سوريا لليوم الثاني على التوالي اليوم الثلاثاء، متعهدة بالحفاظ على المنطقة منزوعة السلاح وحماية الأقلية الدرزية، حسب زعمها.
في غضون ذلك، أفاد مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة، أحمد دراوشة، بأنّ الساعات الماضية شهدت عدة محاولات لاجتياز الحدود من منطقة الجولان السوري المحتل باتجاه داخل الأراضي السورية.
وأضاف أنه، وخلال الساعة الأخيرة، تمكّن عشرات الأهالي من عبور المنطقة الحدودية والدخول إلى الأراضي السورية، وذلك وفقًا لمصادر محلية والجيش الإسرائيلي.
وأشار المراسل إلى أن الحديث يدور عن أراضٍ احتلّها جيش الاحتلال مؤخرًا، وتوجد فيها قوات إسرائيلية تمنع أهالي الجولان السوري المحتل من الوصول إلى منطقتَي درعا والسويداء.
ولفت المراسل إلى أن معظم الاحتجاجات تتركز في منطقة مجدل شمس، وهي كبرى قرى الجولان السوري المحتل، إلا أن الاحتجاجات لم تتوقف في تلك المنطقة خلال الساعات الماضية.
وأضاف أن احتجاجات اندلعت أيضًا في منطقة الجليل، تخلّلها إغلاق شوارع رئيسية، في وقت يطالب فيه معظم المحتجّين، وهم من طائفة الموحدين الدروز، بالوصول إلى السويداء، أو بتدخّل الجيش الإسرائيلي في تلك المنطقة.
"ترسيخ الصيغة الطائفية"
ويشير المراسل إلى أن ذلك يتزامن مع نداءات أطلقتها فعاليات محلية في الجولان، تدعو إلى عدم تنظيم احتجاجات في تلك المناطق، معتبرة أن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وفق ما ورد في نداءات صدرت عن مصادر مختلفة داخل الجولان، سواء من الجهات المحسوبة على "الحركة الوطنية الجولانية" أو من المصادر المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح المراسل أن جميع هذه المصادر متفقة على ضرورة عدم تنظيم احتجاجات في الجولان السوري المحتل، إذ تعتبر أن ذلك يُسهم في تأجيج الانقسام القائم، ويُرسّخ الطابع الطائفي لما يجري تداوله في النداءات خلال الساعات الماضية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الثلاثاء أنه يعمل على إعادة عشرات الدروز الذين عبروا الحدود نحو الأراضي السورية في منطقة مجدل شمس بهضبة الجولان المحتلة.
وأضاف الجيش في بيان نشره على "إكس"، "قبل وقت قصير عبر عشرات المواطنين الإسرائيليين السياج الحدودي إلى داخل الأراضي السورية في منطقة مجدل شمس"، مشيرًا إلى أن قواته "تعمل حاليًا على إعادة المواطنين الذين عبروا الحدود بأمان".