الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

محاولة اغتيال الكاظمي.. أي تغيرات محتملة في المشهد العراقي؟

محاولة اغتيال الكاظمي.. أي تغيرات محتملة في المشهد العراقي؟

Changed

تفاقم الغضب في الشارع العراقي بعد حادثة مقتل متظاهرين أمام بوابات المنطقة الخضراء، لتأتي محاولة اغتيال الكاظمي بعد ذلك بساعات قليلة فتزيد الوضع تأزمًا.

استفاقت بغداد على وقع خرق أمني جديد، بعد أن استهدفت ثلاث طائرات مسيّرة، صالت وجالت فوق المنطقة الخضراء، مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي نجا من محاولة اغتيال خلفت أضرارًا مادية جسيمة وردود فعل عابرة للحدود.

وترأس الكاظمي اجتماعًا أمنيًا رفيع المستوى بحث فيه أسباب الهجوم وحيثياته، وقال: إن "الطائرات المسيّرة الجبانة لا تبني أوطانًا"، داعيًا في الوقت نفسه إلى "حوار هادئ".

لكن الهدوء عقب هجوم بهذا الحجم أقرب إلى المستحيل، حيث توالت التصريحات العراقية والدولية الشاجبة والمنددة بغالبيتها، فقد استنكر الرئيس العراقي برهم صالح الهجوم واعتبره "محاولة لجر العراق إلى الانقلاب على دستوريته".

وكذلك كان موقف التيار الصدري، حيث وصف زعيمه مقتدى الصدر استهداف الكاظمي بـ"العمل الإرهابي"، وطالب بتقوية دور الجيش والقوات الأمنية.

وتوحد الداخل العراقي في استنكار الهجوم، إلا أن لعصائب أهل الحق رأيًا آخر، فرد فعل أمينه العام قيس الخزعلي شابه التشكيك، حيث اعتبره محاولة لـ"خلط الأوراق" وربطه برفض نتائج الانتخابات. ودعا الخزعلي إلى تحقيق مستقل لتبيان ماهية الهجوم.

وكان الأمين العام لعصائب أهل الحق في جدل مع الحكومة منذ خسارة حزبه في الانتخابات، حيث يتهمها بـ"التزوير والتلاعب" ويدّعي امتلاك أدلة، بينما تحذر حكومة الكاظمي على لسان مستشاره للشؤون الانتخابية مهند نعيم من مغبة "توظيف السلاح كوسيلة للمعارضة".

وتفاقم الغضب في الشارع العراقي بعد حادثة مقتل متظاهرين أمام بوابات المنطقة الخضراء، لتأتي محاولة اغتيال الكاظمي بعد ذلك بساعات قليلة فتزيد الوضع تأزمًا.

وكانت القوى السياسية قد توافقت على الكاظمي لتولي منصب رئاسة الوزراء حيث سيغادر موقعه خلال الأسابيع المقبلة، في حال عدم تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، لذا تبدو محاولة استهدافه بغرض تحقيق أهداف تتجاوز شخص الكاظمي ومنصبه.

"حديث مرتبك"

وفي هذا الإطار، يرفض عضو حركة "حقوق" عباس العرداوي، الرواية الصادرة عن الجهات الرسمية العراقية بشأن محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

ويعتبر العرداوي في حديث إلى "العربي" من بغداد أن الحادث وطريقة الإعلان عنه "يشوبه الكثير من الإرباك"، وذلك من "خلال الحديث المرتبك الذي لم يثبت حتى اللحظة أن الهجوم تم عبر صواريخ أو طائرات مسيّرة"، حسب قوله.

وتساءل عضو حركة حقوق عن منظومة الدفاع الأميركية المخصصة لحماية المنطقة الخضراء وعملها أثناء وقوع الهجوم.

ويلفت إلى مطالبة كل من الخزعلي والهيئة التنسيقية بضرورة القيام بتحقيقات "فنية ومهنية" لتبيان الموقف بشأن الهجوم الذي استهدف مقر رئيس الوزراء.

ويقول العرداوي: إنّ الكاظمي لم يكن موجودًا في المنزل منذ 19 يومًا، بالإضافة إلى أنه لم يثبت وجود ثلاث مسيرات.

ويرى أن موضوع استهداف منزل رئيس الوزراء "لا يزال مضطربًا، حيث لم يتم إثباته قانونيًا وفنيًا وجنائيًا"، معتبرًا أنه "حتى اللحظة لم يتم إثبات أنها عملية اغتيال".

ويقول: إنّ ما يجري الحديث عنه الآن هو فقط وقوع انفجارات في المنزل الذي كان يسكنه الكاظمي. ويضيف: "المشهد في مجمله غير دقيق".

"كل الاحتمالات واردة"

من جهته، يرى الباحث في الشؤون السياسية والأمنية أمير الساعدي في حديث إلى "العربي" من بغداد، أن كل الاحتمالات واردة في الساحة العراقية المفتوحة على الكثير من تقاطعات المصالح الإقليمية والدولية.

ويلفت إلى تصريحات خلية الإعلام الأمني التي تحدثت عن وجود ثلاث طائرات مسيّرة تم إسقاط اثنتين من قبل منتسبي حماية المنطقة الخضراء، بينما وصلت الثالثة إلى هدفها وأسقطت بعض المقذوفات على منزل رئيس الوزراء.

ويشير الساعدي إلى أن منظومة الدفاع الجوي الأميركية الموجودة في المنطقة الخضراء "هي مكلفة فقط بحماية مقر السفارة الأميركية". ويؤكد أنه "لا يمكن تخوين كل الأطراف والمؤسسات العراقية".

من المستفيد من زعزعة الاستقرار؟

بدوره، يعتبر الباحث السياسي مناف الموسوي أنه "لا يمكن توجيه الاتهام إلى أي جهة من الأطراف الموجودة حاليًا في الساحة بالوقوف وراء العملية"، في ظل عدم تبني أي جهة لعملية الاستهداف، بالإضافة إلى مواصلة التحقيقات.

ويقول الموسوي في حديث إلى "العربي" من بغداد: إنّ هنالك تهديدات من قبل إعلاميين وسياسيين إلى رئيس الوزراء سبقت عملية الاستهداف ومحاولة الاغتيال.

ويضيف: "علينا أن نبحث عن المستفيد من زعزعة استقرار العراق وإدخاله في حالة فوضى".

ويعتبر أن الكاظمي "نجح كثيرًا خلال فترة قصيرة في الملف الخارجي، حيث استطاع أن يبني علاقات مبنية على أساس احترام السيادة وعدم التدخل والدخول ضمن محور معين"، لافتًا إلى تمكنه من جمع الخصمين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال قمة الجوار العراقي.

ويؤكد أن موضوع استهداف رئيس الوزراء ليس بهذه السهولة وأنه لا يمكن الحديث عنه بأنه موضوع مفبرك، ويقول: إنّ هذا الموضوع يمس الأمن الوطني ويمس أعلى جهة في البلاد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close