الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

"محاولة انقلابية" بعد 10 سنوات من الثورة.. تونس "تتنفّس حرية"

"محاولة انقلابية" بعد 10 سنوات من الثورة.. تونس "تتنفّس حرية"

Changed

مرّت التجربة التونسية بمحطّاتٍ مفصليّة عديدة، وتغييراتٍ سياسيّة كبرى منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي (غيتي)
مرّت التجربة التونسية بمحطّاتٍ مفصليّة عديدة، وتغييراتٍ سياسيّة كبرى منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي (غيتي)
ليس كل ما تمنى البوعزيزي ومئات الضحايا من مثله، أدركه نظراؤهم الأحياء، وقد بقيت عربة البوعزيزي في سيدي بوزيد شاهدًا ورمزًا لكل البلاد.

هي تونس، حيث "يتنفّس" المواطنون "الحرية". منها انطلق ما اصطلح عليه بالربيع العربي عام 2011، وأسّس لتجربة ديمقراطية رائدة ومختلفة في العالم العربي.

لكنّها تونس أيضًا، حيث ما زال "الخبز" جوهر كلّ الأزمات، من "ربيع" 2011، مع البوعزيزي الذي بات أشهر من نار على علم، حتى صيف 2021.

باختصار، ليس كل ما تمنى البوعزيزي ومئات الضحايا من مثله، أدركه نظراؤهم الأحياء، وقد بقيت عربة البوعزيزي في سيدي بوزيد شاهدًا ورمزًا لكل البلاد.

حين كشف الفساد عن وجهه

تنفّس التونسيون حرية وطوى الغياب شيئًا آخر تقوله أصوات بعد أكثر من عشر سنوات من الثورة.

الشغل والحرية والكرامة الوطنية هي الشعارات التي نشدها المواطنون التونسيون قبل عشر سنوات، والتي ينشدها التونسيّون اليوم، في ذروة الأزمة الاقتصادية والصحية.

وإذا كان الفساد كشف عن وجهه في الحقبة الأخيرة، فضرب موعدًا هنا وهناك، فالوضع لم يكن أفضل حالًا في السياسة، حيث شكّل الحوار الوطني منعرجًا في مسار الأحداث.

"محاولة انقلابية" وأكثر

لم تتغير ظلال المشهد السياسي على الواقع في تونس، الذي ما فتئ يحكم الشارع بمزيد من الغضب، حتى مع اعتلاء قيس سعيّد الرئاسة في أكتوبر/تشرين الأول 2019، قبيل جائحة استبدّت بالأرجاء كما استبدّ الغضب بالرئيس إزاء تداعيات صحية أنهكت البلاد.

من سيدي بوزيد يستذكر الحالمون ما حضر وما غاب وهم في دأب منذ سنين لإعادة الثورة إلى مسارها. وفي يومنا هذا بات أولئك إزاء منعطف وقد حضر فيه مصطلح "المحاولة الانقلابية" بقوة سياسيًا هذه المرة.

هكذا، لم تغادر أزمة الاقتصاد صورتها الأولى. اعتلى الرئيس صهوتها ليسير على هواه كما يقول مناوئوه. لكن خلف ظلال كل ذلك، يبقى نشيد الثورة حاضرًا في الأسماع والأصقاع.

الثورة التونسية.. محطات بالجملة

منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي، بعد فراره من البلاد في 14 يناير 2011، مرّت التجربة التونسية بمحطّاتٍ مفصليّة عديدة، وتغييراتٍ سياسيّة كبرى.

كانت البداية في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011، حين فازت حركة النهضة التي كانت محظورة في عهد بن علي بأغلبية غير مطلقة من مقاعد المجلس التأسيسي في أول انتخابات حرّة في تاريخ البلاد.

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، انتخب المجلس المنصف المرزوقي رئيسًا للجمهورية، بينما تمّ تكليف حمادي الجبالي الرجل الثاني في حركة النهضة بتشكيل حكومة.

في يناير/كانون الثاني 2014، اعتمد البرلمان ثاني دستور للجمهورية التونسية، وتمّ تشكيل حكومة تكنوقراط وانسحبت حركة النهضة من الحكم.

في أكتوبر من العام نفسه، فاز حزب نداء تونس بالانتخابات التشريعية، وفي ديسمبر فاز بالانتخابات الرئاسية ليصبح الباجي قائد السبسي ثاني رئيس تونسي بعد الثورة، وأول رئيس منتخب من الشعب. 

في أغسطس/آب 2016، كُلّف يوسف الشاهد من حزب السبسي بتشكيل حكومة وفاق وطني استمرت حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2018 حين عدّل في تركيبتها بدعم من النهضة وانشقّ عن حزبه وأسّس حزب "تحيا تونس".

إلى أكتوبر 2019 الذي شهد وصول قيس سعيد إلى الرئاسة بعد تفوقه على نبيل القروي الذي خرج من السجن قبل أيام من الجولة الثانية من الانتخابات، بتهم تهرب ضريبي وتبييض أموال، كما فازت حركة النهضة بالانتخابات التشريعية التي جرت في الشهر نفسه مع حصولها على 52 مقعدًا من أصل 217 من دون أن تتمكن من تشكيل الحكومة لوحدها.

في يناير 2020، فشل رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان فتمّ تكليف وزير السياحة السابق إلياس الفخفاخ لكنه استقال من منصبه في يوليو/تموز إثر سحب حركة النهضة دعمها له على خلفية شبهات فساد مالي. 

وفي سبتمبر 2020 تمكن هشام المشيشي من نيل ثقة البرلمان على تشكيلته الحكومية بعد شهرين من تكليفه. لكن، سرعان ما اختلف مع الرئيس وواجهت حكومته أزمة تلو الأخرى، كان من أبرزها التصدي لجائحة كورونا، والحاجة للقيام بـ"إصلاحات اقتصادية" عاجلة.

وتطوّر الخلاف بين الطرفين بعد أن أقال المشيشي عددًا من الوزراء المحسوبين على سعيّد داخل الحكومة، ومن ثم أجرى تعديلًا وزاريًا رفضه الرئيس بحجة اتهامات بالفساد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close