محتواه كان من أقبية المخابرات.. جولة في مبنى الإذاعة والتلفزيون السوري الرسمي
على مدى أكثر من نصف قرن، سخّر النظام السوري مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسمي في دمشق منبرًا لنقل سردياته ورواياته، ولبثّ خطابات حافظ ونجله بشار الأسد.
وبعد الإطاحة بنظام حزب البعث وعائلة الأسد يوم الأحد، عاد الصرح الإعلامي لأول مرة منذ 53 عامًا، إلى نقل الواقع المحلي السوري،
ومن داخل المبنى الرسمي بالقرب من ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق، جال مراسل التلفزيون العربي قحطان مصطفى على أقسامه، حيث تواجد عدد قليل من الموظفين.
وكانت الإدارة العسكرية لفصائل المعارضة المسلحة قد طلبت من باقي العاملين العودة إلى مواقعهم في المؤسسة الرسمية.
"أقبية المخابرات"ونقل مراسل التلفزيون العربي من داخل المبنى، عن عدد من العاملين في الإذاعة والتلفزيون الرسمي أن المواد التي قُدمت خلال حكم آل الأسد كانت تمر من خلال أقبية مخابرات النظام، ومن ثم الإدارة لتصل أخيرًا إلى نشرات الأخبار.
أما عن حرية تحرك العاملين، فكانت دومًا بأوامر من المخابرات العامة، حيث كان التلفزيون واحدًا من مطابخ روايات النظام البعثي.
ولا تزال الأقسام التقنية والخاصة بالبث على حالها، حيث لم تسجل أي أضرار داخلية منذ فجر الأحد، حين سيطرت المعارضة على المرافق العامة في العاصمة، صبيحة هروب رئيس النظام إلى خارج البلاد.
ويعد مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسمي في سوريا أحد أضخم المباني العامة، ويضم عددًا كبيرًا من الاستديوهات.
وقد دخل مراسل التلفزيون العربي إلى استديو الأخبار حيث يحضر علم الثورة السورية، ويتم نقل مقابلات وتصريحات القائد العسكري لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع.
هروب الأسدوفجر 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد قمعي دام 61 عامًا من حكم نظام حزب البعث و53 عامًا من حكم عائلة الأسد.
وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في الريف الغربي لمحافظة حلب، وسيطرت الفصائل على مدينة حلب ومحافظة إدلب، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرًا دمشق.
وحكم بشار الأسد سوريا لمدة 24 عامًا منذ يوليو/ تموز 2000، خلفًا لأبيه حافظ الأسد (1970-2000)، وهرب من البلاد مع عائلته خفية إلى روسيا التي أعلنت منحهم حق اللجوء لما اعتبرتها "أسبابًا إنسانية".