أطلقت وزارة الثقافة المصرية سلسلة فعاليات للاحتفاء بالأديب الراحل نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1988.
وتوزعت الفعاليات على مختلف محافظات مصر وتشمل ندوات وجلسات قراءة وعروض أفلام وعرضًا لمقتنياته الشخصية وأغلفة رواياته.
وتشارك قطاعات الوزارة المختلفة في الفعاليات المقامة تحت شعار "محفوظ في القلب". كما تتعاون الوزارة مع الهيئة القومية للأنفاق في بث مقتطفات من لقاءات محفوظ عبر الشاشات الدعائية بمحطات مترو الأنفاق والقطار الكهربائي الخفيف والإذاعة الداخلية.
ومن الفعاليات لقاء في قصر ثقافة مصر الجديدة في القاهرة بعنوان "تشكلات الحارة المصرية في روايات نجيب محفوظ"، وعرض سينمائي في الإسكندرية بمسرح سيد درويش "أوبرا الإسكندرية" للفيلم الوثائقي "نجيب محفوظ ضمير عصره" من إنتاج المركز القومي للسينما.
وفي اليوم التالي، تنظم دار الأوبرا المصرية بالقاهرة مؤتمرًا فكريًا بعنوان "نجيب محفوظ حدوتة مصرية.. نجيب محفوظ والهوية المصرية" بمشاركة مجموعة من الباحثين والنقاد والكتاب.
أعمال نجيب محفوظ
وُلد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر/ كانون الأول 1911، وتوفي في 30 أغسطس/ آب 2006، ونال جائزة نوبل في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 1988.
وقد أوضح وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو في بيان، أن "الاحتفاء بنجيب محفوظ يأتي انطلاقًا من إيمان الدولة المصرية بأهمية تكريم رموزها وقاماتها الفكرية والإبداعية، ومنها أديب نوبل، الذي استطاع بعبقريته الأدبية أن يرفع اسم مصر عاليًا، في المحافل الأدبية والفكرية العالمية".
وأضاف فؤاد أن هذا الاحتفاء "يؤصل مكانة محفوظ التي صنعت وجدان أجيال متعاقبة من المصريين والعرب، حيث تُعد أعماله الأدبية وثيقة تاريخية ومرجعًا ثقافيًا، تحمل في طياتها ملامح المجتمع المصري بكل تفاصيله الثقافية والاجتماعية والسياسية على مدار عقود طويلة".
وقوبل هذا الاحتفاء النادر على مستوى التنظيم الرسمي والانتشار بترحيب كبير من المثقفين المصريين، رغم تساؤل البعض عن رمزية تاريخ 16 أبريل/ نيسان.
وقال الباحث والناقد الأدبي إيهاب الملاح: "نجيب محفوظ قارة إبداعية.. يستحق طول الوقت أن نتحدث عنه، أن ندرسه، نتأمله، لأننا في أمس الحاجة إليه، وفي أمس الحاجة لتعزيز وترسيخ حضوره، والدعوة إلى قراءته والتحريض على ذلك بين الأجيال الجديدة لأنه يمثل قيمة كبرى".
أكثر من 55 مؤلفًا
أصدر محفوظ أكثر من 55 مؤلفًا بين روايات وقصص قصيرة ومسرحيات ترجمت إلى الإنكليزية ولغات أخرى. كما تحول عدد منها إلى أفلام وأعمال درامية.
لكن الصحافي والناقد سيد محمود علق قائلًا "ركبت مترو الخط الأخضر فوجدت فيديوهات لقاءات نجيب محفوظ التلفزيونية مع إعلان غير واضح من وزارة الثقافة عن الاحتفال به، وهو شيء محمود لولا أن التوقيت لا علاقة له بمناسبة تخص مولده أو ذكرى وفاته أو حصوله على نوبل".
يشار إلى أن دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة تقدم سنويًا جائزة نجيب محفوظ للأدب، والتي تأسست في 1996.
وتقدّم هذه الجائزة في يوم ميلاد الأديب الفائز بجائزة نوبل في الأدب، في الأعوام التي أعقبت حصوله عليها، وقد كرّست فوزه بوصفه العربي الوحيد الذي حاز عليها.
وكانت من أسباب اختياره لنيل الجائزة أعماله الغنية بالفوارق الدقيقة التي شكلت فنًا سرديًا عربيًا ينطبق على البشرية جمعاء.
وقد نُقل عن نجيب محفوظ، الذي توفي عن 95 عامًا، قوله: "إذا تركتني الرغبة في الكتابة، أريد أن يكون هذا اليوم هو الأخير بالنسبة لي".
