تلقب الصحافة الإفريقية الرئيس الكاميروني بول بيا بـ"الرجل الذي رأى كل شيء"، و"رئيس ما قبل الإنترنت وما بعده". وهو الذي لا يزال يجلس على كرسي الرئاسة منذ أكثر من 42 عامًا.
ورغم تجاوز بيا تسعين عامًا، فقد ترشح لدورة انتخابية جديدة متحديًا الزمن والشيخوخة والديمقراطية معًا.
وفي أثناء سير عملية التصويت في مدن الكاميرون وضمن سجلات الناخبين الرسمية في أحد مكاتب الاقتراع شمال إقليم أداماوا وقع شيء صادم.
صورة محمد صلاح في سجلات الناخبين
وتمثلت الصدمة في ظهور صورة اللاعب المصري محمد صلاح في سجلات الناخبين في الإقليم، لكن الاسم المرفق مع الصورة يعود لشخص آخر يدعى "أزيرت اوسدافيغ".
ولكن، الأحرف التي يتكون منها الاسم المذكور هي الأحرف الأولى من صفي لوحة مفاتيح فرنسية تباعًا.
وكشفت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية عن الوثيقة الرسمية، التي أظهرت أن الصورة تعود فعلًا للنجم المصري، في حين تعود البيانات إلى شخص وهمي تمامًا.
كما أن تاريخ الميلاد في السجل يشير إلى أغسطس/ آب 1985، في حين أن صلاح ولد في يونيو/ حزيران 1992.
أما العنوان، فكان لمدرسة عامة تدعى "مارغول"، لا يعرف أحد إن كانت موجودة أصلًا، أو ربما اخترعت على عجل لتكملة النموذج الإلكتروني.
ورغم الانتقادات الواسعة من المعارضة والمنظمات الدولية بشأن غياب الشفافية وتكرار أسماء وهمية في السجلات، جرت الانتخابات وسط مظاهر احتفالية رسمية.
ولم تصدر اللجنة المنظمة توضيحًا بالخصوص، والتزمت الصمت الثقيل، كما لم تشرح حتى الآن كيف ظهر صلاح بين الناخبين.
"الانتخابات في الكاميرون تشبه مباراة كرة قدم"
وتجاوزت القصة حدود المزاح لتسلط الضوء على هشاشة النظام الانتخابي في الكاميرون. إذ لم يعرف نحو 75 في المئة من السكان رئيسًا غير بول بيا طوال حياتهم.
واستغل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي القصة للسخرية من واقع الديمقراطية في كثير من بلدان العالم.
وسخر "آتشوا ديلان أبيا" على منصة إكس، قائلًا: "الانتخابات في الكاميرون تشبه مباراة كرة قدم. والنتيجة معروفة مسبقًا، لكن هناك دائمًا هدف كوميدي في الدقيقة الأخيرة".
وأضاف: "من المضحك أن هذا يحدث منذ عقود، ولا أستغرب ذلك".
فيما قال عمر أحمد مازحًا: "طب م دوكو لاعب السيتي مصوت قبلو فوق اهو ومحدش اعترض".
فيما كتب دومي: "قد يضحك العالم من إدراج صورة محمد صلاح كناخب كاميروني، لكنها تذكير ساخر بواقع مؤلم أن الديمقراطية في بعض البلدان تمارس ببرامج جاهزة، تعبأ بالأسماء مثل حقول النصوص في استمارة إلكترونية".
وتابع دومي: "لكن المفارقة تبقى أن الخطأ الذي أضحك الجميع جعل الناس تتحدث عن الانتخابات أكثر مما فعلت الحملات الرسمية نفسها"، فيما علق "بي آي إس" قائلًا: "قد أرى صورتي أيضًا في مكان ما قريبًا تدلي بصوتها".