يُروّج البعض على مواقع التواصل الاجتماعي لروتين العناية بالبشرة، منها منتجات باهظة الثمن على غرار مخاط الحلزون أو أقنعة العلاج بالضوء الأحمر التي يُزعم أنّها تُرطّب بشرة الوجه أو تُساعد على تقليل الخطوط الدقيقة.
وقالت الدكتورة كاثلين سوزي، أستاذة الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة ييل لوكالة اسوشييتد برس: "لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير هائل على ما نستخدمه للعناية ببشرتنا، وكل فرد يتصرّف وكأنّه طبيب نفسه، ويُحاول تشخيص نوع بشرته وتجربة أنظمة مختلفة. لكنّ الأمر الأهم هو أنّ أنظمة العناية بالبشرة أصبحت مُعقّدة للغاية".
هل هذه المنتجات ضرورية؟ وهل لأي منها فوائد فعلية؟
يقول بعض أطباء الجلد إنّ العديد من منتجات العناية بالبشرة المنتشرة على مواقع التواصل غير ضرورية، حتى لو كانت مريحة، مضيفين أنّه "بينما يُسبّب البعض من هذه المُنتجات ضررًا ضئيلًا أو لا يُسبّب أي ضرر، فإنّ العلاجات الأخرى يُمكن أن تُسبّب مشاكل أكثر ممّا تحلّها.
بشرة الوجه تحتاج إلى حماية إضافية
تتميّز بشرة الوجه بأنّها أرقّ من بشرة الجسم، وبالتالي يتطلّب الاهتمام بها لمسة أكثر لطفًا من أجزاء أخرى من الجسم.
كما تختلف بشرة كل شخص عن الآخر، فالصابون أو المنظّفات التي تناسب شخصًا لديه بشرة دهنية قد لا تناسب شخصًا لديه بشرة جافة.
ويقول أطباء الجلد إنّ روتين العناية بالبشرة يجب أن يبدأ بثلاثة أشياء: منظّف لطيف، ومرطّب لترطيب الوجه، وواقي الشمس بعامل حماية من الشمس 30 على الأقل.
وأكدوا أنّ الكثير من المنتجات قد تؤدي إلى تهيّج في البشرة الحسّاسة وتُصبح غير ضرورية، لأنّ العديد منها تتألف من نفس المكوّنات.
وفي جميع الأحوال، يؤكد أطباء الجلد أنّ حماية الوجه من الشمس أمر أساسي.
وفي هذا الإطار، قالت طبيبة الجلد في كلية بايلور للطب الدكتورة أويتيوا أسيمبا لوكالة اسوشييتد برس: "إنّ تسعة من كل عشرة أشخاص يزورون عيادتها لاستشارتها بشأن مشاكل تتعلّق بالعناية ببشرة الوجه بعد تفاقمها بسبب الأشعة فوق البنفسجية من الشمس".
وأضافت الطبيبة أنّ العديد من مشاكل البشرة، مثل التجاعيد، والتصبّغ الداكن بعد الطفح الجلدي، والندبات الداكنة الناجمة عن حب الشباب، تتفاقم بسبب الشمس.
ما يجب أن تعرفه عن الريتينول ومنتجات التقشير
مع التقدّم في السن، يتباطأ إنتاج الكولاجين في البشرة، ما يحافظ على نضارتها ومرونتها، وهو ما يؤدي إلى ظهور التجاعيد.
ولهذا يتمّ الترويج لمراهم الريتينول والمقشّرات الكيميائية على أنّها تُقلّل علامات التقدّم في السن.
وقد يُوصي أطباء الجلد ببعضها، ولكن هناك أيضًا بعض الاستثناءات. كما يُوصون بعدم استخدامها قبل بلوغ الثلاثين أو أكثر، لأنّ ذلك قد يُسبّب مشاكل أخرى، مثل تهيّج الجلد.
كما أنّ التقشير أي إزالة الجلد الميت، قد يكون مفيدًا للوجه.
لكن ينصح أطباء الجلد بتجنّب المُنتجات التي تحتوي على حبيبات وأملاح وسكريات تُقشّر بشرة الوجه الهشّة عن طريق إزالتها فعليًا.
وبدلًا من ذلك، ينصحون بتجربة التقشير الكيميائي بأحماض "ألفا هيدروكسي" أو أحماض "بيتا هيدروكسي"، مع التأكد من استخدام واقي الشمس إذا أضفتَ أيًا من هذه المكوّنات إلى نظام العناية بالبشرة.
وتُفيد المبادئ التوجيهية المُعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، بأنّ التقشير الكيميائي آمن بمستويات معينة من المكوّنات، لكنّ المر لا ينطبق على التقشير الكيميائي الأكثر كثافة الذي يُجريه المتخصّصون في مراكز التجميل.
ما هي مُنتجات البشرة التي يجب تجنّبها؟
يُحاول المؤثرون إثارة اهتمامك بأفكار عصرية للعناية بالبشرة، على غرار دهن البقر والعلاج بالضوء.
ويقول أطباء الجلد إنّ هذه المنتجات قد تكون مفيدة في بعض الحالات، حسب لون القناع المُستخدم وقوته.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور سوزي إنّه في حين تُظهر الأبحاث أنّ أقنعة العلاج بالضوء الأحمر قد تكون لها بعض الفوائد على غرار المساعدة في إنتاج الكولاجين، إلا أنّه "قد لا يُحدث تحوّلًا في البشرة".
وأضاف: "يتعيّن عليك استخدام هذه الأجهزة عدة مرات في الأسبوع، حتى يكون لها أي فائدة، إن وجدت على الإطلاق".
هل تُحقّق المنتجات باهظة الثمن نتائج أفضل؟
قد يعتقد البعض أنّ المنتجات باهظة الثمن تُقدّم نتائج أفضل، لكنّ أستاذ الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة إيموري الدكتور جوردان ليم يؤكد أن لا رابط بين الفعالية والثمن العالي.
وقال: "لا تدع السعر الغالي يخدعك، لأنّه لا يعني الفعالية، ولا نتائج أفضل. فالعديد من المكوّنات التي تجدها في مُنتج يبلغ ثمنه 6 دولارات موجودة أيضًا في مُنتج بثمن 20 دولارًا، بل وفي مُنتج بثمن 300 دولار يستخدمه المشاهير".
