الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

مخاوف ترافق الحملة الحكومية لإعمار البصرة.. ما مصير المعالم الأثرية الإسلامية؟

مخاوف ترافق الحملة الحكومية لإعمار البصرة.. ما مصير المعالم الأثرية الإسلامية؟

Changed

"العربي" يلقي الضوء على تداعيات حملة تطوير البصرة على مصير بعض المعالم الأثرية (الصورة: تويتر)
أعرب المؤرخ العراقي علي النشمي عن خشيته من أن يتغلغل الفساد إلى مشروع إعادة الإعمار لصالح إنشاء مبانٍ أو مشاريع حديثة على حساب المعالم التاريخية في البصرة.

تشهد البصرة، جنوبي العراق، حملة إعمار وتعبيد للطرق في بعض أحيائها، لكن هذه الحملة تصطدم بموجة رفض من قبل كثيرين، ولا سيما أنها تهدد العديد من المباني التاريخية والمواقع الأثرية.

فأغلب تلك المباني، هي آثار إسلامية لجوامع أو مقامات أو أضرحة، ما استدعى استنكارًا لمحاولة الحكومة المحلية التجاوز على معالم تمثل هوية المدينة وحضارتها، وأبرز هذه المخاوف صدرت عن مديرية الآثار في البصرة.

ورغم وجود قوانين صارمة تمنع إزالة الآثار، إلا أن مواقع بعضها تشكل عقبة كبيرة في إنجاز عمليات الإعمار.

في هذا الخصوص، يقول مصطفى محمد مدير مفتشية آثار البصرة إنه عند تعارض أي مشروع مع موقع أثري يتم التنقيب عن هذا الموقع من قبل السلطات المعنية بالآثار في المحافظة، بينما يكون التمويل من الجهة المنفذة.

ويردف أنه عادةً تعطى الجهات المعنية بالتنقيب الوقت الكافي لإتمام مهامها العلمية، إلى جانب مراعاة المشروع ووقته.

إنقاذ منارة جامع السراجي

 ومن هذه المواقع، منارة جامع السراجي التي نجت من تهديد الإزالة بعد تدخل رئيس ديوان الوقف السني، إذ إن هذه المنارة يعود بنائها 285 عامًا وتحتل منزلة كبيرة لدى البصريين.

وكان عبد الخالق العزاوي رئيس ديوان الوقف السني قد صرّح للصحافيين بعد زيارته منارة السراجي، أن المسجد ليس أثريًا لكن المنارة أثرية، لذلك تم التوصل إلى اتفاق مع المحافظ على أن تبقى المنارة على وضعها الحالي، على أن تتكلف المحافظة ببناء مسجد جديد على الطريق الحديث.

ووفق قانون الآثار العراقي رقم 55، فإن إزالة الجوامع والكنائس والأديرة والصوامع تتم بتفكيكها بشكل علمي واحترافي قبل أن تنقل إلى موقع مجاور عند تعارضها مع حملات الإعمار وتعبيد الطرق.

البصرة.. عاصمة العالم الإسلامي "غير المتوجة"

ومن بغداد، يلفت المؤرخ العراقي وخبير الآثار علي النشمي إلى أن البصرة تعد عاصمة العالم الإسلامي "غير المتوجة" حتى بعد أن كانت بغداد ودمشق والكوفة عاصمة المسلمين.

ويشدد في هذا الإطار على أن البصرة "كانت أكبر من بغداد ودمشق والكوفة لكنها لم تصبح عاصمة للمسلمين بشكل رسمي بسبب التنوع الثقافي والصراعات الفكرية وبالتالي لم تصنف من قبل السلطات".

كذلك، يتحدث المؤرخ العراقي لـ"العربي" عن أن كل العلماء والمفكرين والفقهاء المسلمين من الشرق إلى الغرب ولدوا أو توفوا في البصرة، وتثقفوا ودرسوا في البصرة كونها تحتوي على "60% من التراث الإسلامي".

من جانب آخر، يسرد النشمي أن هذه المنطقة كانت مدينة تاريخية وترتبط بالحضارات العراقية القديمة كالأكادية والبابلية وغيرها، إلا أنه تأسف على أن أهم شيء فيها كان مدينة البصرة القديمة التي أزيلت وترك بقايا منها فقط.

مخاوف من تغلغل الفساد إلى الآثار

أما فيما يتعلق بحملة الإعمار الحالية فيخشى خبير الآثار أن يتغلغل الفساد إلى المشروع لصالح إنشاء مبانٍ أو مشاريع حديثة على حساب المعالم التاريخية في البصرة.

وتطرق النشمي إلى أن غالبية المشاريع في العراق تصطدم بوجود الآثار، لكن المشكلة هي أن بعض الشركات المنفذة عندما تجد الآثار خلال الورشة فغالبًا لا تقوم بإعلام المعنيين وتعمد إلى تلفها أو نقلها بشكل غير احترافي تخوفًا من توقف العمل في حال إبلاغ السلطات.

ودعا المؤرخ العراقي، إلى اعتماد قوانين صارمة جدًا للحد من هذه المخالفات، وفسح المجال أمام الإدارات المعنية بالتنقيب عن الآثار لتضع يدها على عدد كبير من الآثار المهملة إلى جانب نشر الوعي حول أهمية التاريخ والآثار العراقية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close