الجمعة 29 مارس / مارس 2024

مخاوف من أزمة غاز كبرى.. كيف تستعد ألمانيا لـ"السيناريو الأسوأ"؟

مخاوف من أزمة غاز كبرى.. كيف تستعد ألمانيا لـ"السيناريو الأسوأ"؟

Changed

تقرير لـ"العربي" عن مخاوف ألمانيا من تقليص الغاز القادم من روسيا (الصورة: رويترز)
حذر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك بأنه "لا يمكن استبعاد أي سيناريو"، موضحًا أن موسكو تستخدم "سلاح الغاز" ضد أوروبا سعيًا لتقويض الدعم لأوكرانيا.

تخشى ألمانيا نقصًا في إمدادات الغاز الروسي الذي تحتاج إليه سواء لتأمين المياه الساخنة للمنازل، أو تدفئة المكاتب أو حتى لتشغيل إشارات السير. ويتهيأ البلد برمته بدءًا بالبلديات وصولًا إلى الشركات الكبرى لشتى أنواع القيود على استخدام الغاز.

ووضعت الحكومة في حال تأهب مع اقتراب استحقاق جوهري هو الوقف التام لخط أنابيب الغاز "نورد ستريم" بسبب صيانة روتينية.

ومن المتوقع أن يستمر التوقف 10 أيام، لكن ألمانيا تخشى أن تقطع روسيا بشكل نهائي الإمدادات عبر هذا الأنبوب الذي يؤمن قسمًا أساسيًا من وارداتها.

بدوره، حذر وزير الاقتصاد روبرت هابيك بأنه "لا يمكن استبعاد أي سيناريو"، موضحًا أن موسكو تستخدم "سلاح الغاز" ضد أوروبا سعيًا لتقويض الدعم لأوكرانيا.

وإزاء التحذيرات والإشارات المقلقة، يسعى القطاع الصناعي والمجموعات والإدارات بكل الوسائل للحد من استهلاك الطاقة.

وفي هذا الإطار، قال كارستن نوبل رئيس مجموعة هنكل، إحدى الشركات الكبرى في بورصة فرانكفورت، متحدثًا للصحافة: "من المحتمل أن نعمد مجددًا إلى المزيد من العمل عن بعد لادخار الطاقة من أجل المصلحة الوطنية".

وليست هذه المجموعة الوحيدة التي تبدي مخاوف، فقطاع الصناعة الكيميائية برمته معرض بصورة خاصة للمخاطر إذ يعول بشدة على الغاز. وأفادت جمعية الصناعات الكيميائية التي تمثل القطاع أنها تتهيأ "لسيناريو الأسوأ".

بدورها، تدرس شركة "باسف" العملاقة التي يشكل موقعها في لودفيغشافن (غرب) مدينة حقيقية داخل المدينة، وضع قسم من موظفيها في البطالة الجزئية في حال توقف إمدادات الغاز الروسي الذي يشغل توربيناتها.

من جهتها، تعتزم شركة سيمرايز للعطور معاودة تشغيل فرن يعمل على النفط في مصنعها في هولتسميندن (وسط).

"شهر أو شهرين"

وفي الأسابيع الماضية، عمدت موسكو إلى خفض صادرات الغاز عبر نورد ستريم بنسبة 60% مشيرة إلى مشكلة فنية، فيما نددت برلين بقرار "سياسي".

وأدى ذلك إلى تباطؤ عملية إعادة تشكيل احتياطات الغاز، وحذر هابيك بأنه بهذه الوتيرة "نمضي سريعًا نحو انقطاع الغاز"، وهو تصدر الصحف بدعوته إلى تقليص الدوش واستخدام مياه أقل سخونه.

وحذر كلاوس مولر رئيس الوكالة الفدرالية للشبكات قائلًا: "إذا لم نعد نتلقى إمدادات غاز من روسيا، فإن الكميات المخزنة حاليًا لن تكفي سوى لشهر أو شهرين".

ودعا بالتالي إلى استباق الأمور لأن المستهلكين "سيصدمون حين يتلقون رسالة إلكترونية من مزودهم بالطاقة" تتضمن "زيادة بثلاثة أضعاف" في الفاتورة.

من ناحيته، أقر مجلس النواب الخميس خطة توفير تتضمن وقف التدفئة ما فوق 20 درجة مئوية في الشتاء وقطع المياه الساخنة عن المكاتب الفردية.

كما عمدت مدن عديدة إلى خفض حرارة المياه في أحواض السباحة أو خفض الإنارة في الشوارع. وتدرس بلدية أوغسبورغ في بافاريا حتى وقف عمل بعض إشارات السير.

وقررت تعاونية عقارية قرب دريسدن في ساكسونيا (شرق) قطع المياه الساخنة ليلًا عن مساكنها الـ600، ما أثار جدلًا على المستوى الوطني.

وأعلنت "فونوفيا"، أكبر مجموعة عقارية ألمانية، الخميس أنها تعتزم تحديد سقف للتدفئة المركزية قدره 17 درجة مئوية ليلًا في مجموعة أملاكها البالغة 350 ألف مسكن.

وكانت الإمدادات الروسية تشكل في مطلع يونيو/ يونيو 35% من واردات ألمانيا، مقابل 55% قبل الحرب في أوكرانيا. ولا يزال الغاز يؤمن أكثر من 50% من تدفئة المنازل.

في غضون ذلك، تعتزم برلين زيادة اعتمادها على الفحم وتقوم بشراء كميات من الغاز المسال بمليارات اليورو من منتجين آخرين مثل قطر والولايات المتحدة.

لكن وزير الاقتصاد حذر بأنه سيترتب على ألمانيا القيام بـ"خيارات مجتمعية بالغة الصعوبة" إذا تراجعت إمدادات الغاز الروسي أكثر.

ولن يكون بإمكان البلاد تفادي انكماش مع توقع تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 6,5% بين 2022 و2023، بحسب المعاهد الاقتصادية الرئيسية، ما سيتسبب بسلسلة من العواقب على الاقتصاد الأوروبي.

وفي تحذير مما قد ينتظر ألمانيا، تسبب ارتفاع أسعار الطاقة في يونيو/ حزيران بأول عجز في الميزان التجاري الشهري لهذا البلد منذ سنوات.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close