الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

مخاوف من اتساع الصراع.. المبعوث الأممي "غير مرغوب فيه" في السودان

مخاوف من اتساع الصراع.. المبعوث الأممي "غير مرغوب فيه" في السودان

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تلقي الضوء على ردود الفعل بشأن دعوة البرهان لتغيير المبعوث الأممي (الصورة: غيتي)
أخطرت حكومة السودان الأمين العام للأمم المتحدة بإعلان ممثله فولكر بيرتيس رئيس بعثة يونيتامس، شخصًا غير مرغوب فيه، وذلك اعتبارًا من يوم الخميس.

أعلنت الحكومة السودانية أن المبعوث الأممي الألماني فولكر بيرتيس شخص غير مرغوب فيه، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الخميس.

وقالت الوزارة في بيان: "أخطرت حكومة جمهورية السودان الأمين العام للأمم المتحدة بإعلان فولكر بيرتيس، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس بعثة يونيتامس، شخصًا غير مرغوب فيه، وذلك اعتبارًا من تاريخ اليوم".

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت عبر "تويتر" أن بيرتيس كان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم الخميس لإجراء سلسلة محادثات دبلوماسية.

وكان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قد اتهم بيرتيس بالمساهمة بسلوكه "المنحاز" وأسلوبه "المضلل" في اندلاع النزاع الدامي بالسودان في منتصف أبريل/ نيسان.

فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه "صُدم" برسالة من البرهان طلب فيها "ترشيح بديل" لبيرتيس، واتهمه بارتكاب "تزوير وتضليل" أثناء قيادته عملية سياسية تحولت حربا مدمرة.

وفي 15 أبريل، اليوم الذي بدأ فيه القتال بالخرطوم، كان مفترضًا أن يلتقي البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو لإجراء مفاوضات بتسهيل من الأمم المتحدة.

وكان الهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية التي يشهدها السودان منذ 2021، عندما استولى البرهان ودقلو معًا على السلطة في انقلاب على شركاء الحكم المدنيين.

مع تفاقم الخلاف بينهما، ناشد المجتمع الدولي الجنرالين المتعنتين التوصل إلى اتفاق بشأن دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

وكان بيرتيس عبر مرارًا عن "تفاؤله" بالوصول إلى اتفاق، وقال إنه "فوجئ" بالحرب التي اندلعت في البلاد.

لكن البرهان قال إن المبعوث الدولي الخاص مارس في تقاريره "تضليلًا وتدليسًا بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري".

وأضاف أنه "أصر على فرضه (الاتفاق) بوسائل وأساليب غير أمينة، رغم ما اعترى هذا الاتفاق من ضعف وثغرات"، فأفضى ذلك إلى "ما حدث من تمرد ومواجهات عسكرية".

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه "صُدم برسالة" البرهان، مضيفا أنه "فخور بالعمل الذي أداه بيرتيس، ويؤكد ثقته الكاملة بممثله الخاص"، وفق ما جاء في بيان للمتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.

وكان مجلس الأمن الدولي مدد لستة أشهر المهمة السياسية للأمم المتحدة في السودان. وأعرب غوتيريش مجددًا وكذلك عدد من أعضاء المجلس عن دعمهم المبعوث الأممي.

"مخاوف من اتساع الصراع"

ميدانيًا، أفاد سكان في ولاية جنوب كردفان السودانية، بأن قوة متمردة كبيرة حشدت قواتها أمس الخميس، مما أثار مخاوف من انتشار الصراع الداخلي في مناطق جنوب البلاد، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

ويقود الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، عبد العزيز الحلو، وتضم نحو عشرات الآلاف من الرجال، بالإضافة إلى الأسلحة الثقيلة.

وقال سكان إنه لم يتضح بعد الموقف الذي قد يتخذه الحلو في الصراع الذي اندلع في العاصمة الخرطوم، لكن حشْد قواته أثار مخاوف من وقوع اشتباكات، بحسب "رويترز".

وأضافوا أن قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال دخلت عدة معسكرات للجيش حول كادقلي، عاصمة جنوب كردفان، مما دفع الجيش إلى تعزيز مواقعه، وأفادوا بأن قوات الدعم السريع أغلقت الطريق بين كادقلي والأبيض الواقعة شمالا، مما حرم المدينة من الإمدادات.

ووقعت في الأشهر القليلة الماضية اشتباكات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال وقوات الدعم السريع.

وفي العاصمة الخرطوم التي يتركز فيها القتال، تحدث سكان عن وقوع معارك متفرقة وضربات جوية أمس الخميس.

وتضمنت المعارك اشتباكات في جنوب الخرطوم حول مجمع عسكري يحوي مصانع أسلحة، يسعى الجيش لاستعادة السيطرة عليه من خصومه شبه العسكريين.

مقتل محام

وخارج العاصمة، تندلع الاضطرابات في إقليم دارفور بغرب السودان، والذي يجد صعوبة بالفعل في التعافي من تأثير صراع ونزوح على مدى عقدين.

وفي الجنينة بغرب دارفور، المدينة الأكثر تضررًا من أعمال العنف في الآونة الأخيرة، قتل محام كان يعمل في قضايا النازحين وثمانية من أفراد عائلته في هجوم على منزلهم هذا الأسبوع، وفقًا لنقابة المحامين في دارفور وهي مجموعة تراقب الصراع.

وأفادت جماعة طبية بأن موجة جديدة من الهجمات بدأت الأربعاء في المدينة التي تشهد انقطاع الاتصالات منذ عدة أسابيع.

واشتد القتال في الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين منذ انتهاء وقف إطلاق نار استمر 12 يومًا بين الجيش وقوات الدعم السريع رسميًا في 3 يونيو/ حزيران.

وقد تعرض وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة في محادثات جدة لانتهاكات متكررة، لكنه سمح بتوصيل كميات محدودة من المساعدات الإنسانية.

وقال وسطاء لوكالة "رويترز": إن "هناك اقتراحًا طُرح في مشاورات غير مباشرة في جدة لإقرار هدنة مدتها 24 ساعة ستخضع لرقابة أشد من الهدنة السابقة".

وأفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء أن محادثات جدة لم تُستأنف رسميًا، لكن واشنطن ما زالت على "تواصل وثيق" مع الجانبين.

وعرقل الصراع في السودان مسعى الانتقال نحو حكم مدني بعد أربع سنوات من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس عمر البشير.

وتحالف الجيش وقوات الدعم السريع في تنفيذ انقلاب في 2021، لكن نشب بينهما خلاف فيما يتعلق بتسلسل القيادة وخطط إعادة الهيكلة العسكرية في الفترة الانتقالية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close