الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

مخاوف من انتقال العدوى.. إفلاس مصارف أميركية ينعكس على بورصات أوروبا

مخاوف من انتقال العدوى.. إفلاس مصارف أميركية ينعكس على بورصات أوروبا

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول جو القلق الذي خلقه إفلاس مصرف وادي السيليكون (الصورة: رويترز)
اتخذت السلطات الأميركية العديد من الإجراءات خلال نهاية الأسبوع لمحاولة استعادة الثقة في النظام المصرفي الأميركي، وتجنب عمليات السحب الضخمة للودائع.

أرخى إفلاس ثلاثة مصارف أميركية بظلاله، على البورصات الأوروبيةـ اليوم الإثنين، فواصلت تراجعها مسجلة أسوأ جلسة في العام الجاري على وقع مخاوف من انتشار عدوى الإفلاس إلى القطاع المصرفي الأوروبي.

وبدأت المداولات في البورصات الأوروبية بصورة شبه مستقرة، بعد إعلان تدابير استثنائية في الأسواق الأميركية، لكنها هبطت بعد ذلك وبلغ التراجع ظهرًا  2,33% في باريس و2,41% في فرانكفورت، بعدما خسرت أكثر من 3%، و2,01% في لندن، و4,18% في ميلانو.

أما في آسيا، فتراجعت بورصة طوكيو 1,11% لكن شنغهاي ارتفعت 1,20% وهونغ كونغ 1,95%. وقال ليونيل ميلكا من شركة "سوان كابيتل": "لقد نسينا مدى اعتماد النظام المصرفي على الثقة".

إجراءات أميركية

ويبدو أن الثقة باتت مهتزّة في البنوك الإقليمية الأميركية بعد ثلاث حالات إفلاس في الأيام الأخيرة لبنك سيليكون فالي، وبنك سيغناتشر وبنك سليفرغايت. وتابع الخبير قائلًا: "تبدو البنوك الكبرى فقط مأمونة".

واتخذت السلطات الأميركية العديد من الإجراءات خلال نهاية الأسبوع لمحاولة استعادة الثقة في النظام المصرفي الأميركي، وتجنب عمليات السحب الضخمة للودائع التي قد تزيد من إضعاف هذه المؤسسات. ومن بين الإجراءات التي تم الإعلان عنها أمس ضمان السلطات خصوصًا سحب جميع الودائع من بنك سيليكون فالي المفلس.

كما وافق الاحتياطي الفدرالي الأميركي على إقراض الأموال اللازمة لبنوك أخرى قد تحتاجها لتلبية طلبات السحب من عملائها. ويوضح المحلل في منصة "آي جي" ألكسندر باراديز: "إنها ليست خطة إنقاذ فدرالية، لكنها توفر ضمانات" من أجل "العثور على مشترين بسرعة".

وأكد باراديز وجود "مرحلة توتر" في الأسواق وإن كان الوضع في رأيه بعيدًا عما حصل عام 2007.

اهتزاز المصارف الأوروبية

كما كان الحال الجمعة، واصلت المصارف الأوروبية تراجعها الإثنين، ولا سيما المصارف التي تعتبر أقل متانة من غيرها، فخسر مصرف كريدي سويس 9,90% مسجلًا أدنى مستوياته التاريخية، فيما خسر كومرتسبنك 12% وبي إن بي باريبا 5,29% وسوسييتي جنرال 5%.

أما بنك اتش إس بي سي الذي تراجعت أسهمه بنسبة 3,58%، فقد أعلن صباح الإثنين عن شراء الفرع البريطاني لبنك سيليكون فالي مقابل جنيه إسترليني واحد، ما يسمح للزبائن "بالوصول إلى ودائعهم وخدماتهم المصرفية بشكل طبيعي".

أسعار الفائدة

وكانت الارتفاعات الحادة في أسعار الفائدة خلال العام الماضي، قد ساعدت لكبح التضخم في إضعاف البنوك وتباطؤ النشاط الاقتصادي. وقد تقنع الأحداث الأخيرة مسؤولي الاحتياطي الفدرالي الأميركي بإبطاء الإيقاع في اجتماعهم القادم في 21-22 مارس/ آذار.

بعدما كانت غالبية المستثمرين تترقب تواصل الرفع الحاد في أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 0,5 نقطة مئوية، يبدو الآن أن هذا الخيار صار مستبعدًا.

وكانت أسعار الفائدة للسندات السيادية قد انخفضت في السوق الإثنين. وبلغت نسبة الفائدة على القرض الأميركي لمدة 10 سنوات 3,50% مقابل 3,70% الجمعة عند الإغلاق، بينما بلغت فائدة السندات الألمانية في نفس تاريخ الاستحقاق 2,21% مقابل 2,50% عند الإغلاق الجمعة.

الدولار والغاز

وتراجع الدولار مقابل العملات الأخرى: ارتفع اليورو 0,27% إلى 1,0672 دولار والجنيه 0,45% إلى 1,2085 دولار ظهرًا. وانتعشت عملة بيتكوين بنسبة 2,43% إلى 22,010 دولار للوحدة، ما أدى إلى محو الكثير من الخسائر التي أعقبت الإعلان عن صعوبات بنك سيليكون فالي.

وقفز سهم شركة الغاز الإماراتية أدنوك للغاز بنسبة 25% خلال التداولات الأولى للاكتتاب العام في أبوظبي. ومكنتها العملية من جمع أكثر من 2,3 مليار يورو مقابل 5% فقط من رأسمالها.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو (+ 0,46%) الأحد عن تحقيق أرباح قياسية عام 2022 بلغت 161,1 مليار دولار، وذلك بفضل ارتفاع أسعار الخام.

في الأثناء، تراجعت أسعار النفط ليبلغ سعر برميل برنت 81,24 دولارًا (-1,99%) وغرب تكساس الوسيط 75,15 دولارًا (-1,86%) حوالي الساعة 09:35 بتوقيت غرينتش.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close