رصدت كاميرا التلفزيون العربي، اليوم الثلاثاء، حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي في مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، تزامنًا مع عودة الفلسطينيين إلى منازلهم.
ومنذ أسبوع يواصل الفلسطينيون عودتهم من جنوب ووسط القطاع إلى محافظتي غزة والشمال، ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الأول الماضي.
دمار واسع في بيت لاهيا
وعلى مدار أكثر من 15 شهرًا من الإبادة الجماعية، تعرضت نحو 88% من البنى التحتية في القطاع بما يشمل المنازل والمستشفيات والشوارع إلى التدمير، وفق آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وخلال عدوانه على غزة، ألحق جيش الاحتلال الإسرائيلي دمارًا واسع النطاق في بيت لاهيا طال المنازل والبنى التحتية بشكل كبير.
وأظهرت المشاهد من هناك حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمدارس والمنازل التي سويت بالأرض إضافة إلى الدمار الذي حل بالأراضي الزراعية والقطاع الصحي.
الاحتلال "أعدم مقومات الحياة"
وفي حديث للتلفزيون العربي، قال رئيس بلدية بيت لاهيا علاء العطار: إن "الجيش الإسرائيلي أعدم كل مقومات الحياة".
وأضاف أن هناك إصرارًا من المواطنين وأصحاب الأرض بأن ينشئوا خيمًا بجوار منازلهم المدمرة. كما أن لديهم إصرار على العودة إلى أراضيهم ومنازلهم المدمرة رغم انعدام كل مقومات الحياة.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي دمر 95% من مباني مدينة بيت لاهيا، وما يزيد عن 80% من آبار المياه الرئيسية التابعة للبلدية.
وحسب العطار، فقد دمر الاحتلال كل الآليات الثقيلة وآليات قطاع النظافة في مدينة بيت لاهيا.
وبشأن قطاع الصرف الصحي، أشار العطار إلى أن الاحتلال دمر ما يزيد عن 60% من المضخات الرئيسية.
وفيما أشار إلى أن قطاع الزراعة لم يسلم من الاحتلال الإسرائيلي، أوضح العطار أن مدينة بيت لاهيا هي السلة الغذائية الأولى على مستوى قطاع غزة.
ولفت إلى أن الاحتلال تعمد أيضًا إلى تدمير الآبار الزراعية، وتجريف وحرق حرق وتدمير كل الأراضي الزراعية التي كانت تعتمد عليها المدينة في تشغيل الأيدي العاملة.

وأردف أن مستشفى كمال عدوان دمر بشكل كامل مستشفى، فيما لحق بمستشفى العودة أضرار جزئية، مشيرًا إلى أن العيادات الطبية في مدينة بيت لاهيا دُمرت بشكل كامل.
وخلص علاء العطار إلى أن هناك انعدام وتعمد للقضاء على مقومات الحياة في مدينة بيت لاهيا وقطاع غزة، مشددًا شدد على أن الفلسطينيين "مصرون على إصلاحها رغم قلة الإمكانات".
ومع سريان وقف إطلاق النار، عادت أعداد كبيرة من العائلات النازحة إلى مناطق سكنها وأعادت نصب خيام النزوح المهترئة على أنقاض منازلها المدمرة في ظروف إنسانية صعبة وسط دمار شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء إلى جانب الدمار الذي طال المنشآت الحيوية والخدماتية.
وارتكبت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى 19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، أسفرت عن أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.