أظهرت مذكرة سرية مسرّبة صادرة عن وكالة المخابرات الروسية، ونشرها الموقع الاستقصائي الروسي "ذا إنسايدر"، أن "جهاز الأمن في الكرملين متخوّف من إمكانية وجود أعداء يتمتّعون بقدرات التنويم المغناطيسي" على حراسه، في حالة حدوث انقلاب أو صراع عسكري متصاعد.
وتشمل المذكرة السرية التي نقل تفاصيلها موقع "بزنس إنسايدر" الأميركي، مجموعة من الإجراءات الخاصة لخدمة الحماية الفيدرالية، وهي الوكالة التي تُدير الأمن لكبار مسؤولي الكرملين، بما في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجرى تقسيم هذه الإجراءات إلى أربعة أجزاء، هي: تطبيق الأحكام العرفية (في حالة الحاجة)، وجلسات تدريب سياسي أسبوعية، وحضور جماعي للكنيسة، وتحديد الضباط الذين يعانون من حالات "نفسية غير مستقرة".
خطة وتهديدات
وتشمل المذكرة "خطة لتعزيز المرونة العقلية للضباط، وتحدّد كيف يُمكن للأعداء، استخدام أساليب سرية لإضعاف الاستقرار النفسي للأفراد، وجعلهم غير مستعدّين للمقاومة".
كما تُناقش المذكرة بعض التهديدات الشائعة عالميًا، مثل تأثير وسائل الإعلام والحركات الاجتماعية والمنظمات الدينية والوكلاء في المنظمات غير الحكومية.
وتحذّر من "فيروسات الكمبيوتر النفسية" (computer psycho-viruses) التي يمكن أن تُصيب المستخدم، وتناقش ما يتعلّق بـ"أجهزة نفسية" (psycho-generators)، وهي أسطورة من الحقبة السوفيتية تصف الأجهزة التي يمكنها قراءة العقول من بعيد، وفقًا للموقع الروسي.
وذكرت المذكرة أن الأعداء "قادرين على إصابة الأفراد نفسيًا بالعدوى، وامتلاكهم قدرات التنويم المغناطيسي"، من دون تحديد هوية هؤلاء الأفراد. كما أنها تُحدّد المواد الكيميائية ذات التأثير النفسي والمنتجات الإعلانية باعتبارها تهديدات من دون مزيد من التفاصيل.
ووفقًا للمذكرة، اقترح مسؤولو الكرملين استخدام تقنيات "الاقتراح المضاد"، و"الإقناع المضاد"، و"مبادرة الاعتراض"، و"استبدال الاعتراض" لمعالجة تأثير القوى الخارجية.
كما اقترحوا إجراء مقابلات مع حراس الكرملين لتعزيز ثقتهم، وإشراك ضباط أكثر مرونة مع أولئك الذين يعانون من الضعف النفسي.
ووفقًا للموقع الروسي، كان من المقرر أن يشرف على الخطة الجنرال ألكسندر كوموف، نائب مدير دائرة الحماية الفيدرالية، حيث قال مصدر لم يذكر اسمه في جهاز الأمن في الكرملين للموقع، إن كوموف لديه اهتمام عميق بعلم التنجيم والعلوم الزائفة.
ولم يتمكن موقع "بزنس إنسايدر" الأميركي من التحقّق بشكل مستقل من صحة هذه الادعاءات. كما لم تستجب الخدمة الصحفية للحكومة الروسية، وخدمة الحماية الفيدرالية لطلبات الموقع الأميركي للتعليق.
وكانت التوترات المتزايدة بين بوتين وقادة أجهزته الأمنية والجيش بسبب الحرب على أوكرانيا، أثارت تساؤلات حول إمكانية قيام هذه الدائرة الضيقة المقربة من الكرملين، المعروفة باسم "سيلوفيكي"، بانقلاب ضده.