الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

"مرحلة جديدة" في السودان.. هل يلتزم العسكر بتسليم السلطة للمدنيين؟

"مرحلة جديدة" في السودان.. هل يلتزم العسكر بتسليم السلطة للمدنيين؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش مدى التزام المكون العسكري بتسليم السلطة للمدنيين (الصورة: غيتي)
أكد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن السودان يمر بمرحلة جديدة يتطلع فيها إلى توافق وطني شامل، للإسهام في تشكيل ما وصفها بحكومة مدنية كاملة.

أطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز والرصاص المطاطي لتفريق مظاهرات تطالب بتسليم السلطة للمدنيين، ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

وخرجت المظاهرات في أم درمان، وكذلك في ضاحية بري شرق مركز الخرطوم قبل أن تتوقف بسبب هطول الأمطار.

بدورها، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن إصابة 7 أشخاص في مظاهرات الأحد، في أم درمان.

وقالت اللجنة في تقرير طبي: "من بين الإصابات السبع حالة واحدة بالقنبلة الصوتية وحالتين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع و4 حالات جراء الرشق بأجسام صلبة نتجت عنها جروح أغلبها في الرأس".

وأشار التقرير إلى وجود إصابات في الميدان تم علاجها من قبل فرق الإسعافات الميدانية وهي غير مشمولة في الحصر.

وتشهد المنطقة ثاني مظاهرات شبه يومية، حيث كانت السلطات الأمنية قد اعتقلت 7 متظاهرين منهم 3 أطفال في موكب الأحد.

ويأتي هذا في الوقت الذي قال فيه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان: إن السودان يمر بمرحلة جديدة، يتطلع فيها إلى توافق وطني شامل، للإسهام في تشكيل ما وصفها بحكومة مدنية كاملة.

وفي كلمة ألقاها في ندوة نظمها جهاز المخابرات، أوضح البرهان أن الحكومة المدنية المرتقبة ستتولى استكمال مسيرة المرحلة الانتقالية والترتيب لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وأوضح رئيس مجلس السيادة السوداني أن "البلاد تستشرف مرحلة جديدة لتشكيل حكومة مدنية كاملة تتولى استكمال مسيرة المرحلة الانتقالية والترتيب لإجراء انتخابات حرة ونزيهة".

هل يلتزم المكون العسكري بتسليم السلطة للمدنيين؟

وفي هذا الإطار، اعتبر القيادي في قوى الحرية والتغيير نور الدين بابكر أن خطابات البرهان منذ الانقلاب هي أقوال بدون أي فعل على الأرض، مشيرًا إلى أن الأيام القليلة السابقة شهدت قمع مفرط بحق المتظاهرين السلميين في مختلف المدن السودانية، بالإضافة إلى استمرار اعتقال متظاهرين في السجون، فضلًا عن انتهاك القوانين الرسمية للبلاد بحق الأطفال.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة السودانية الخرطوم، أن البرهان يريد حكومة مدنية شكلية تسيطر عليها المؤسسة العسكرية، مؤكدًا استمرار السودانيين في المضي قدمًا لمواجهة الانقلاب عبر الانخراط في العمل السياسي اليومي.

وتابع أن قوى الحرية والتغيير أطلقت دعوة عبر نقابة المحامين وعدد من القوى السياسية ومنظمات الدفاع المدني والمهنيين، لورشة حول وضع دستور انتقالي جديد، حيث يتضمن الحديث عن خروج الجيش من السياسية، وترتيبات دستورية جديدة يمضي فيها المدنيون قدمًا في استرداد مسار التحول المدني الديمقراطي وبناء السلام والعدالة.

ورأى القيادي في قوى الحرية والتغيير أن ما وصفه بالانقلاب هو في أضعف حالاته وأنه فشل في إجراءاته الشمولية الديكتاتورية التي ابتكرها القادة العسكريون منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول.

وأضاف أن المؤسسة العسكرية غير جادة في تسليم السلطة إلى المدنيين، مشددًا على المضي قدمًا في مسألة الحلول السياسية والضغط على المؤسسة العسكرية حتى عودة المسار المدني الديمقراطي.

وتابع بابكر أن السودان يشهد حالة من "اللادولة" بعد انقلاب الـ25 من أكتوبر، متوقعًا حصول تدخلات داخلية وخارجية كثيرة من ما وصفها بجماعات إرهابية ومن مشاكل تتعلق بالحدود.

ولفت إلى أن البرهان من خلال خطابه يريد أن يرسل رسالة إلى المجتمع الدولي بأن حكومته يمكن أن تلعب دورًا في محاربة الإرهاب، ومواجهة الهجرة غير النظامية، بهدف إيجاد إسناد دولي له، مؤكدًا أن محاولات البرهان فشلت، لأن المجتمع الدولي يدعم إرادة السودانيين في التحول المدني الديمقراطي.

ومنذ 25 أكتوبر 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني وترفض إجراءات رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الاستثنائية التي يعتبرها الرافضون "انقلابًا عسكريًا".

ونفى البرهان، صحة اتهامه بتنفيذ انقلاب عسكري، وقال إن إجراءاته تهدف إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، وتعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close