الإثنين 25 مارس / مارس 2024

مرحلة جديدة من السجال في السودان.. هل تصطدم الحرية والتغيير بشركائها؟

مرحلة جديدة من السجال في السودان.. هل تصطدم الحرية والتغيير بشركائها؟

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" حول اللقاء الذي جمع قوى الحرية والتغيير وقيادات عسكرية وتداعياته على المشهد السوداني (الصورة: رويترز)
جاء الموقف الجديد لقوى الحرية والتغيير بعد تدخلات أميركية وسعودية، وأثار جدلًا واسعًا داخل القوى المعارضة للانقلاب العسكري في البلاد.

أكد المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في السودان أنّ لقاءه اللافت مع قيادات عسكرية الخميس بعد يوم واحد من مقاطعته لاجتماعات الحوار السوداني السوداني برعاية من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، لا يهدف إلى شرعنة الانقلاب.

وجاء الموقف الجديد لقوى الحرية والتغيير بعد تدخلات أميركية وسعودية، وأثار جدلًا واسعًا داخل القوى المعارضة للانقلاب العسكري في البلاد، في وقت أكدت مصادر في "الحرية والتغيير" تلقّيها دعوة جديدة من الآلية الثلاثية لعقد اجتماع اليوم السبت.

ويأتي ذلك أيضًا في وقت تستمرّ المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري في الخرطوم وأم درمان، حيث رفع المحتجّون شعارات معادية للقوات العسكرية ومطالبة بعودة الحكم المدني ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

وحاولت قوات الأمن السودانية تفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع، في مشهدٍ يتكرّر منذ الانقلاب العسكري الذي قاده الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/ تشرين الأول، وأدخل البلاد في اضطرابات سياسية واقتصادية لم تنتهِ فصولًا بعد.

اختراق في العملية السياسية

وشكّل اللقاء الذي وُصِف بـ"غير الرسمي" بين قوى الحرية والتغيير من جهة والمكون العسكري من جهة ثانية، اختراقًا في العملية السياسية أكّدت فيه الحرية والتغيير على مطالبها، مشدّدة على أن "لا عودة لما قبل 25 أكتوبر ولا عودة للشراكة بين المدنيين والعسكريين".

وفيما أكدت وجوب عودة القوات المسلحة لوضعها الطبيعي وإقامة سلطة مدنية كاملة، اعتبرت حوار الآلية الثلاثية مع أطراف سياسية غيرها منتهيًا ولا عودة إليه، في ظلّ تنامي مخاوف الشارع المنتفض من تكرار تجربة سابقة للتفاوض أدت إلى شراكة توجت بانقلاب عسكري.

وبحسب مراسل "العربي" في الخرطوم، فقد فتحت المفاوضات غير الرسمية بين المعارضة والمكوّن العسكري الباب واسعًا لمرحلة جديدة من السجال السياسي، انطلاقًا من أنّ تجربة الشراكة عبر الوثيقة الدستورية المعطّلة دعت البعض لترديد "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".

ويشير مراسلنا إلى أنّ "الحرية والتغيير" في حال وصلت إلى تفاهمات بمستوى معين مع العسكر، فإنّها ستصطدم بشركائها من المقاومة والمجتمع المدني الذين لم يشاركوا، وما لم يتحقق ذلك، فإنّ شارعًا معارضًا آخر سينمو ويكبر، ما سيستدعي التفاهم معه في وقت لاحق.

مشهد سياسي جديد يتشكل في السودان

من جهته، يتحدّث أستاذ العلوم السياسية والباحث في مركز العلاقات الدولية في الخرطوم رشيد محمد إبراهيم عن مشهد سياسي جديد يتشكّل الآن في السودان، مشيرًا إلى أنّ الحوار هو الوسيلة الأسلم والتي تحقن الدماء وتمكّن من ترتيب البيت السوداني.

ويلفت في حديث إلى "العربي"، من الخرطوم، إلى أنّ الاجتماع الذي عقد بين قوى الحرية والتغيير وقيادات عسكرية يشكّل "كسرًا لكل المواقف السابقة بالنسبة إلى قوى الحرية والتغيير"، ويعبّر عن قرار بالدخول في الحوار مع العسكر.

ويلاحظ أنّ الاجتماع استمرّ خمس ساعات، "وهذا وقت كاف للبحث في الكثير من القضايا والمواضيع"، برأيه. كما يعتبر أنّ التبريرات التي ساقها الائتلاف حول الاستجابة للتدخلات الأميركية والسعودية غير مقنعة بل محرجة لهذه القوى قبل غيرها.

هل نشهد تحالفات جديدة في السودان؟

من جهة ثانية، يستغرب إبراهيم إضفاء عدم الرسمية على اللقاء، ويرى في ذلك قدرًا كبيرًا من التهرب من المسؤوليات. ويعتبر أنّ "الحرية والتغيير تريد ان تشارك في الحوار ولكن وفق رؤية مختلفة، وفي الوقت نفسه هي غير مستعدة لدفع فاتورة الحوار في ظل رفض الشارع الثوري له".

ويقول: "ربما نشهد تحالفات جديدة لأنّ تقييمات الأحزاب المنضوية تحت لواء الحرية والتغيير قد تختلف".

ويشدّد على أنّ "الحرية والتغيير ليست في موقف يسمح لها بأن تملي عليها شروطًا"، معتبرًا أنّ "الشروط المسبقة تفسد الفكرة المركزية للحوار". ويشير إلى أنّ هذه القوى "فاقدة للسلطة وغير مسيطرة على الشارع ولا تستطيع أن تدّعي امتلاكها للشارع".

ويخلص إلى أنّه "من المفترض أن يتّسم هذا الفريق بقدر كبير من الواقعية السياسية ولا يجعل نفسه بصدام مع دول الإقليم والأمم المتحدة التي تقود المبادرة"، وفق تعبيره.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close